المستشار الصحفي لرئيس الوزراء البراق النزير، يكتب تعليقاً على رفع إسم السودان من قائمة الإرهاب:

0 130
مقدام ومن طبعه هادي
شعبنا الأبي
في هذا اليوم، نعلن نصراً جديداً للسلمية، فالشعب الذي زلزل قلاع الظلم بالمواكب وهدَّ عمائد الاستبداد بالسلمية، أعلنها داوية بين الأمم، وضجَّ بها هاتفاً حتى وجمت جنبات الأرض:
ها نحن ذا على دروب كنزنا نسير معاً وآمالنا تسير قبلنا..
وكنزنا قطعاً ليس حبيس الروايات المستحيلة والأساطير وحكايات بن المقفع، بل هو الوعد الحق، والمستقبل الواعد المتصل بنداء العمل وسنا الأمل، وبناصية خيله الفارد الذي ضرب في الأزقة والشوارع طبول البُشرى وصدح بنشيد الخلاص، وجال في الساحات روح، بين مضرج بدمائه ارتقى في إباء، وبين كميّ تعاورته البنادق ففتح صدره غير طالب لرحمة ولا آبه بالحذر، وبين مغوار تناوشته السياط فألهبت عزيمته وصموده عِوض الخوار..
ما انتظر شعبنا أن تمطر السماء ذهباً بمجرد إعلان رفع اسم بلاده من قائمة الدول الراعية للإرهاب، بل تسهَّد بصبرٍ عفيف، في انتظار الاعتراف المنتزع عنوة واقتدارا بأن ثورته تستحق أن يُلتفت إليها، وثابر بجدٍ وكد، كي يثبت عجز أكثر القلوب قساوة عن تلافي أثرها، وذلك لأن من العزيمة ما يقلق ومن الصدام ما يفزع:
ولو لم تصادمه بطود من القنا لأقبل أطواد الجبال تصادمه
شعبنا الجبار، إن في رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب نصر، هو نصر المسترد لحقه المستعيد لكرامته التي سلبها عوار الزمان وعواوير البلاد وعارها، فهذي البلاد منارة سمقت فأضاءت بنورها الأكوان، وهذي النفوس كريمة، أن لو غشاها الجدب أراحت ضيف الهجيع وأتعبها جمع الرماد.. فكيف لا تستدير نحو جودي النجاة وتتنقّى من الزبد كي يذوب في جوف التاريخ؟! وكيف لا ترسو في مأمن وبناتها وأبناؤها هم السند الغطاريف والعضد المُريح..
هذي البلاد أرض مجد مخلد، أرض النهر الهائم المستلهم للحسن والحسن له جوار، المجيد بخيراته في كل شبر، الحامد لكون هذا الوادي فراشه ومرقده، فهذه الأرض لشباب صميم كلما حيكت له الحيل، انتفض بمنوال جديد:
وهو المُوفي بخُفرة جاره وذمته يوما إذا ما تجشما
وما تطلع الشمس المنيرة فوقهم على مثله فيهم أعز وأكرما
وتاني يا سودان فداك أبريل فداك ديسمبر الواضح
الضوا من عرق الغلابى وفي جبين العزة سال
وانسرب من الملامح
ومن كتوف رزقاً حلال
أو كما قال:
أهني السودان بشعبه
طموح النفس الأبية

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.