الناظر ترك: أوضاعنا في الشرق أحسن بكثير من الكثير من الولايات (٢٠١١)

0 100
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
.
إذا اتفقت مع تجمع سنكات بالشرق في شيء ففي كون مسار الشرق من اتفاقية جوبا هرج لا معنى له. وهو ثمرة حرام لتحالف الجبهة الثورية وما يعرف بالمكون العسكري في الثورة. فأراد الأخير منذ انقلاب الفيتو الذي تربص به بالثورة أن يغزر صفه بالإدارة الأهلية، بالفلول، بالحركات المسلحة، وكب اللوم على المدنيين. وليس صعباً في الأمس واليوم من عمل بشيء حيال هذا المسار الهرج لأن الجبهة الثورية الأم نفسها لم تعد تكترث له. فلا يصح إلا الصحيح.
أما أن حكاية أن الناظر محمد الأمين ترك قد خرج لرفع التهميش عن الشرق فهذا هرج آخر. فلم يقل في حديث له مع ماجد محمد علي (١٩ إبريل ٢٠١١) إن الشرق سعيد بما حصل عليه من تنمية في عهد الوالي إيلا فحسب، بل قال إنهم أحسن حالاً من كثير من الولايات. فأي قول له الآن عن الشرق المهمل لا يعدو كونه استدراكاً في أحسن أحواله. وأنشر أدناه بعض إجابات الناظر ترك على أسئلة عام ٢٠١١ بحرفها كما نشرت بغير تدخل مني في لغتها.
كيف ترى حضرة الناظر اوضاع الناس فى الشرق؟
– احسن بكثير من الكثير من الولايات، وهذا حتى لو استثنينا الاشارة الى الاعمال السياحية الكبيرة التي تمت في بورتسودان، كواجهة للولاية وعاصمتها. وانا اعتقد ان هذا الامر ملاحظ لاي زائر منذ دخوله لحدود الولاية.. بداية من درديب الى ان يصل بورتسودان. فى الحقيقة هناك عمار كبير جداً وهو امر لم يتم قبل ذلك في المنطقة، او حتى يمر عليها.
ويجب ان تعلم ان الآن المستشفيات ومواقع الكهرباء وسكن الاطباء كلها فى افضل حال ممكن.. وفي مباني شاهقة جداً.. وهذا بالمقارنة الى ان هذه المنشآت كانت من قبل بائسة وطاردة للاطباء والمعلمين، وكما قلت ان اصبحت جاذبة وادعى لاستقرار الكوادر الطبية والمعلمين والفئات الاخرى المساعدة. وكل هذا بفضل المجهودات التي قامت بها الولاية في عهد محمد طاهر ايلا. وانا ارى ان السياسات التي كانت تطبق في ولاية البحر الاحمر كانت تركز على المدينة نوعاً ما، لذلك لم تكن واضحة في انحاء الولاية المترامية. وهذا ليس انحيازاً للوالي، ولكنه واقع هذه المنطقة الذي كنا نعيشه، فما حدث في البحر الاحمر مجهودات كبيرة يجب الاشادة بها.
. . . . . . . . . . . . . . .
ماذا عن الانتقادات التي توجه لحكومة الولاية.. هل تعتقد انها مغرضة؟
– لمعرفتي الشخصية واللصيقة بأخينا ايلا، اقول للقيادات التي تحلم الآن بتصديق الكوتات والتموين والقطع السكنية الفاخرة ذات الاثمان الغالية، في مواقع داخل المدينة، ان هذا لن يحدث. فالانقاذ اصلاً حاربت مسار التصديقات التموينية، واغلقت الباب امام الامتيازات وغيرها. ولا اتوقع من ايلا ان يلبي رغبات شخصية لافراد يريدون ان يعيشوا في الماضي. وعلى من يعتقدون انهم مرسال بين المواطن والحكومة لكي يقوموا باستلام كوتات المدارس وغيرها، ان يعلموا ان هذا العهد قد مضى، ولن يعود في عهد ايلا والانقاذ. فالمعتمدون الآن هم ممثلو المناطق المختلفة، وهم كفيلون بأن يكونوا رسلاً لمناطقهم واهلهم، ينقلون متطلبات الناس في مناطقهم، ويتابعون مشاريع التنمية، فنحن الآن في دولة مؤسسات. وهذا ليس بحديث مبالغ فيه لان ما يجاز الآن في المحليات هو المنهج الذي تسير عليه مشاريع
الولاية، لذلك لا يجوز لأي كان من خارج منظومة هذه المؤسسات ان يتدخل او يدعي ما ليس من حقه. من الممكن بالطبع ان يساهم من يريد بآرائه وافكاره ـ فقط ـ التي تعين، وليس بالرأي الذي ينتقد وكفى ولا يقدم بديلا.
*واقع التعليم فى الولاية يثير انتقادات شتى؟
ـ هذا ليس صحيحا، لقد قطع الاخوة هنا شوطاً طويلا فى هذا الأمر الحيوي، والآن برنامج الغذاء مقابل التعليم الذي ينعم به ابناء الولاية غير موجود في الولايات الاخرى، فماذا يفعل الوالي اكثر من ذلك..!
* هل يصرف على برنامج التعليم مقابل الغذاء مبالغ ضخمة ؟
– يصرف الكثير على البرنامج ، والآن كل الطلاب، حتى في عطلات المدارس، يقدم لهم الغذاء كي لا ينقطعوا عنه. كما وان هذا البرنامج منفذ في الارياف بأكملها. وانا كقيادي اهلي دائماً ما التقي واجالس الناس الذين لديهم مشاكل حقيقة في مناطقهم، واشعر براحة كبيرة عند لقائي باهل الارياف، لذلك اقول عن صدق ومشاهدة ان السياسات التي وضعها الوالي لمدارس الارياف انجز منها الكثير. ونحن الآن نريد من الوالي ان يهتم بأمر آخر وهو احداث تطور في مجال الزراعة، لان بمنطقة البحر الاحمر خيران عذبة يمكن ان تصبح مصدرا وفيرا لعمليات الري. ونحن الآن نتطلع الى اقناع اهلنا الذين لم يعملوا في هذه الحرفة من قبل، ونقنعهم بحفر آبار وانشاء سدود وحل كل المنازعات، ليتمتع مواطن المنطقة بهذه الارض الخصبة والمياه الموجودة بالاساس، وليصبحوا رعاة ومزارعين مستقرين وتقدم لهم قصى الخدمات الممكنة.
* الى أي مدى انت راضٍ عن ما قدمته حكومة الولاية ؟
– دائما ما اقول للمحيطين ان الله سبحانه وتعالى ان كان يريد ان يخلق انساناً في يوم واحد ليكبر ويتزوج في نفس اليوم لكان قادرا على ذلك ، لكنه تعالى يعلمنا كيف ننظم حياتنا، لذا وضع لكل شيء وقتاً محدداً. ما تم في الولاية قد تم ، ونحن نضطلع للمزيد والوالي يقاتل الآن من اجل الحصول على بقية حقوقه ،لانجاز ما لم ينجز. ثم ان الولاية كانت متأخرة جدا كما يعلم الجميع، لذلك لا يتوقع ان تتم كل معالجة كل الاخفاقات في فترة يومين او سنة، والمهم الآن ان النوايا موجودة والسعي حثيث والتحرك قوي. وما تفعله حكومة الولاية يعطي رسالة قوية بان هناك عملاً يجري وهذا يكفي. الا ان هذا لا يعني اننا نتطلع الى المزيد والى ان يشمل ذلك حتى المناطق الواقعة بين ولاية كسلا والبحر الاحمر، وفي الحدود. فالاعمار يجب ان يعم كل المناطق، لان الحدود الادارية لا تفصل الناس.
انتهى

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.