إلى هواة الشحدة .. يا للعار

0 41

كتب: كمال كرار

.

في شمال كردفان وحدها تقدر أعداد الماشية بنحو ٢٢ مليون رأس والعهدة على الأرقام الرسمية..
دول الخليج تستورد اللحوم ومنتجاتها من فرنسا والبرازيل ودول بعيدة جدًا، ودول غرب أفريقيا مثل السنغال تستورد منتجات اللحوم من أوروبا..
وبالداخل ترتفع أسعار اللحوم بحيث يعجز الفقراء عن شرائها، واللبن لا يمكن الوصول إليه حاليًا لدى معظم الناس الفقراء ومحدودي الدخل..
وسعر طن اللحم العالمي بسعر أدناه ٤٧٠٠ دولار، ولتر اللبن العالمي يقترب من الدولار..
ومع ذلك تعجز حكومة ما بعد الثورة عن دفع ١.١ مليار دولار شحدتها من دول لا تملك غنماية واحدة من أجل حلحلة الديون المعلقة..
قل لي لماذا لا تقوم صناعة للحوم ومنتجات الألبان في أي بقعة من كردفان (الغرة أم خيرًا برة)؟!.
وصادرات السودان في المتوسط الآن تبلغ ٣ مليون رأس من الماشية، لا يدخل عائدها للخزينة العامة والسبب معروف فالمنظومة العسكرية الاقتصادية خارج ولاية وزارة المالية..
وقل لي ما هي الفوائد من مصنع اللحوم ومنتجات الألبان لو أصبح حقيقة تمشي على قدمين..؟
صادرات تفوق عائداتها الذهب والذي منه.. وتوفير احتياطيات من النقد الأجنبي لمقابلة الواردات المهمة.. دواء، بترول وخلافه..
زيادة إيرادات الولاية وبالتالي توظف في التنمية طرق ومياه شرب وتعليم وصحة.
زيادة الوظائف والحد من البطالة..
والمجمع الصناعي للحوم ومنتجات الألبان يغذي السوق الداخلي باللحوم واللبن الصحي ورخيص الثمن..
ومع المجمع يبنى المطار وتتوسع شبكة الكهرباء والطرق.. وتتسع القاعدة الصناعية لتشمل مصانع للسمنة والجبنة والزبادي..
والأسواق الإقليمية والعالمية لن تجد أفضل من لحوم المواشي السودانية التي تتغذي على المراعي الطبيعية.
وأضف كمان قيام المدابغ والمصنوعات الجلدية لفائدة السوق الداخلي والتصدير.. والمركوب السوداني سيصبح موضة في صالات باريس التي هرول إليها السدنة مؤخرًا..
وبالأرقام نقول إن عائدات اللحوم المصنعة ومنتجات الألبان لن تقل عن ١٥ مليار دولار في السنة، في حدها الأدنى..
وكل واردات السودان المهمة الآن لا تصل إلى ٤ مليار دولار..
ومصنع اللحوم الكردفاني يسهم في وفرة المعروض من اللحم واللبن ويغذي الجمعيات التعاونية باللحم الرخيص فينتهي من أسطورة السماسرة وحرامية السوق.
وقل لي لماذا نظل أسرى الجوع والتبعية والتسول؟ لأن الذين صعدوا على كرسي السلطة لا يؤمنون بقدرة الاقتصاد على النهوض ولا بعزيمة الشعب على العمل والتقدم..
وهؤلاء من قبل لم يكونوا ممن خاضوا غمار الثورة لأجل الحرية والسلام والعدالة وكانوا من أنصار التسوية مع المخلوع ونظامه..
ليس هنالك حل غير البل..
وأي كوز مالو؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.