تحديات التحول المدني و الديمقراطي في السودان

0 138

كتب : حاتم أيوب ابوالحسن

ما انجزته ثورة ديسمبر باسقاط رأس النظام الشمولي عمر البشير ومقاومتها المستمرة لمنعهم من العودة ومواجهة اللجنة الأمنية خلال توقيع الإعلان الدستوري في ظل الشراكة وبعد الانقلاب، وحتي الآن لم يتوقف نضال ألشعب ولم يتحقق التحول الديمقراطي والتغيير .
اكبر التحديات تتمثل في اللجنة الأمنية بمحاولتها المستمرة لفرض مايعرف بتنظيمات ( الفكة ) أو منظومات حوار الوثبة لاختراق الثورة وتعطيل التحول لإعادة النظام البائد عبر ازرعة المتعددة تحت قيادة امير الجماعة الجديد جماعة علي كرتي ، ومغازلة قوة الردة وانتهازيتها التي لا تؤمن بالتغيير ورغبتها في تدوير المشهد السياسي واعتماد الإحلال والإبدال .
تبقي كل هذه المعوقات هي تحديات تؤثر بشكل مباشر في النضال لتحقيق أهداف الشعب وتناسي تضحيات الثوار ومحاولات انتزاع شرعية الثورة وكسر عزيمتهم باعتماد التفاوض كعملية سياسية و ليس الية ثورية..
هذه الواقع أوصلنا لمرحلة الانسداد شبه الكامل في كل جوانب أزمة الانقلاب الذي لم يستطيع اكمال أهدافه وتشكيل حكومته المواجهة بتحدي الفاعليين الثوريين والسياسيين كما حدث في ديسمبر..
أيضا الانقلاب لم يترك المجال لاكمال التحول والتغيير في بنية الدولة ، فقد ظل يناور بين العودة والتقدم والبحث عن الدعم الدولي والإقليمي اولا، ثم الدعوة لتوحيد القوة السياسية لتسليمهم السلطة وإعلان انسحابه من العملية السياسية، بذلك أربك مشهد الانتقال وأضاف تحديات كبري تهدد بقاء الوطن .
واستمر قادة الانقلاب في فرض الوصايا على عملية التغيير وأهداف الثورة وحماية حلفائهم وإجبار الجميع للانخراط في عملية سياسية متناسيا الأسباب التي أدت لقيام الانتفاضة ، أيضا كل ذلك يصب في تعطيل التحول المدني الديمقراطي ومساعدة عناصر النظام القديم بان تحتفظ بالسلطة.
ومما زاد تعقيد المشهد
واصاب التغيير في مقتل اتفاق اللجنة الأمنية وتوقيعها لاتفاق جوبا للسلام الذي تعاطي مع الثورة بابتزاز واملائات برغبتهم للسطو على السلطة واعتماد نهج اتفاقيات النظام البائد عبر المحاصصات الاثنية وإعادة خطاب تقسيم الوجدان السوداني بعد أن توحد أثناء استمرار الثورة واشتعالها
فذهب في مغامرة اعتصام الموز وشجع اللجنة الأمنية بتنفيذ قرارات الانقلاب وتعطيل التحول برمته واعتمادها بان تكون الحاضن السياسي والتنفيذي للانقلابوالاستحواذ على السلطة مع حلفائهم القدامى من النظام البائد.
هنا لعبة اللجنة الأمنية حلقة الوصل والتواصل لتوفير الغطاء والحماية بفوهات البنادق مما أدي لإعاقة عملية التغيير والتحول الديمقراطي في البلد ومحاولة إعادتها لعصور الإنقاذ المظلمة  … وهذا هو التحدي الأكبر لدعاة التغيير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.