تـِـــــرك وإفـــراغ الثــــورة من مضامينــها!

0 83

كتب: آدَمْ أجْـــــــــــــرَىْ

.

الإسلامويون يفسدون أية أداة من أدوات النضال، ولابد لهم من فعلوا ذلك وإلا، لن يكونوا كيزاناً. إنتفاضة الشرق غض النظر عمن يقودها فإن ثقلاً شعبياً لا يستهان به شارك فيها، مدفوعاً بعمق خلفية قضية الإقليم وقدمها المقارب لقضية الجنوب. ذلك أن المتسبب هو نفسه فى الحالتين. إلا أن منزلقاتها الأخيرة تحتاج لوقفات.

الكفاح المسلح الذى قاده الدكتور جون قرنق، لم يسقط قضية هذا الإقليم بل سعى إلى إستقطاب عناصره منذ فترة مبكرة، وقد أبقى قواته فى همشكوريب، ولم تنسحب منها إلا وفقاً لترتيبات إتفاقية نيفاشا. الغاية من وجودها هناك كانت مساعدة المكونات السياسية للإقليم على إتخاذ قرار حاسم بموجبه يتم تعجيل إنهاء سيطرة المركز ووضع الحد لمظالمه.

قيادة الحراك الحالى شوهت فكرة الثورة السلمية، والسبب هو خلفيتها الكيزانية -ترك- وغض النظر إن تمكن شخصياً من التحرر من ماضيه أم لم يفعل، فالمؤكد أن العقول التى تدبر الأمور حوله كيزانية، بصماتهم وضحت مختلطة بشدة وبإخلال مع المطالبات الشرعية للإقليم، ما يعنى أنهم قرروا الإستثمار فى قضايا الأقاليم ومرافعاتها، بينما أنفقوا سنين حكمهم فى تكريسها. سيستثمرون فى قضايا دارفور بقوة عين، وفى قضية جبال النوبة والنيل الأزرق بوقاحة، والشمال وكردفان بإبتذال. سيسعون إلى غلق الطرق القومية، تعطيل خطوط نقل الكهرباء ومحطات المياه وسيعرقلون أى مسعى للوصول إلى صفقات سلام مع الحركة الشعبية وحركة تحرير السودان. إن قيل أن ذلك كفاح، فإن الكفاح المسلح على وجه أخص ثورة لها تقاليدها، أهمها الحرص على عدم إيقاع الأضرار بالمواطنين بتفادى الهجوم على المدن وعدم عرقلة إمداداتهم بقفل الطرق وتحطيم الجسور، رغم قدرته، أما الكيزان فإنهم مستعدون لفعل كل ذلك وأكثر عقاباً للشعب السودانى الذى كرههم وأسقطهم، وبذاك أيضاً يفرغون قضاياه وثورته من مضامينها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.