رصد ــ السودان نت
أعلن فريق خبراء حقوق الإنسان المدعوم من الأمم المتحدة، في تقرير صادر عن الوضع في جنوب السودان، أن التجويع يستخدم عن قصد كأسلوب من أساليب الحرب في الصراع الوحشي الدائر في هذا البلد.
وقالت لجنة حقوق الإنسان حول جنوب السودان إن الصراع الوحشي في جميع أنحاء البلاد تسبب بمعاناة شديدة لا تحصى للسكان المدنيين وبمستويات مذهلة من انعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وقالت رئيسة اللجنة، ياسمين سوكا “إن 7,5 مليون جنوب سوداني يحتاجون حاليا لمساعدة إنسانية، وقد لاحظنا أن حالة انعدام الأمن الغذائي في ولايات غرب بحر الغزال وجونقلي ووسط الاستوائية، مرتبطة بشكل مباشر بالنزاع، وبالتالي فهي من صنع الإنسان بشكل شبه كامل”.
وأكدت أنه “من الواضح تماما أن القوات الحكومية والمعارضة قد تعمّدت استخدام تجويع المدنيين كأسلوب من أساليب الحرب في هذه الولايات، وفي بعض الأحيان كأداة لمعاقبة المجتمعات غير المنحازة لها، كما في حالة جونقلي“.
وبحسب اللجنة، فإن هذا التقرير الأول من نوعه، أعده فريق خبراء الأمم المتحدة الذي شكله مجلس حقوق الإنسان، عام 2016، لتقصي الأوضاع في جنوب السودان. ولا ينتسب أعضاؤه لموظفي الأمم المتحدة ولا يتلقون أجرا من الأمم المتحدة.
وكشفت لجنة حقوق الإنسان في تقريرها، عن كيفية تعمّد القوات الحكومية حرمان مجتمعات الفرتيت ولوو، بين يناير 2017 ونوفمبر 2018، من الموارد الحيوية وذلك في بلدات تحت سيطرة المعارضة، وفي ولاية بحر الغزال الغربي.
وتعد هذه الانتهاكات عقابا جماعيا وتظهر استخدام التجويع كأسلوب حرب، وتجب الإشارة أيضا إلى أن قادة الحكومة سمحوا لجنودهم بمكافأة أنفسهم بنهب الأشياء الضرورية لبقاء سكان الريف على قيد الحياة.
وحصل جنوب السودان على استقلاله في يوليو 2011، لكنه دخل بعد ذلك بسنتين ونصف، في صراع إثر التوترات الشديدة بين الرئيس سالفا كير ونائبه رياك مشار.