ثمرات ودولارات وبينهما (حقارات)

0 70
كتب: كمال كرار
.
المنقة ثمرة أصبحت تؤكل في زماننا هذا بالشطة والليمون،وكانت هذه الإضافات خاصة بالتبش يوما ما ..
والتبش نفسه كان ولا زال (ثمرة) لا تحتاج لمزارع ولا سماد ..لهذا كان رخيص الثمن (قبل حكاية التحرير الاقتصادي والصندوق الدولي)،ولهذا فإن كلمة (يا تبشة) في زماننا كانت إساءة بالغة ..تعقبها (شكلة) حارة .
وفي سوداننا الملئ بالمياه والوديان تكثر الثمار من كل حدب وصوب،وليست كلها قابلة للأكل..فالحنضل مر ..وكذلك القرض ..وهنالك ثمار سامة ..تقتل الناس والحيوانات ..والضريسة أيضاً ثمرة …لكنها تفتك بالأقدام الحافية ..
ويقودنا الكلام حول الثمر إلي برنامج عجيب إسمه (ثمرات) تروج له الحكومة،ووصفه وزير المالية بأنه جوهر الإصلاح الاقتصادي،وقالوا انه التطبيق الفعلي لشعارات الثورة ..
وثمرات هذا لمن لا يعلم هو البرنامج المسمي (دعم الأسر السودانية) ..فالبنك الدولي والاتحاد الأوربي أصابتهم (الحنية) على الشعب السوداني الذي فتك به صندوق النقد الدولي وقصص رفع الدعم وتعويم الجنيه،ولما عم الفقر القرى والحضر ..تبرع هؤلاء الخواجات بمبلغ (معتبر) قدره 5 دولارات في الشهر ..الدولار ينطح دولار لكل مواطن أو مواطنة سودانية ..من أجل تخفيف المعاناة وتحسين المعيشة ..
وهؤلاء الذين (يتصدقون) على الشعب السوداني بهذه القروش الهزيلة ..من أجل إذلاله،لم يدركوا أن السودانيين تبرعوا (في يوم ما) نقداً وعيناً للدول الأخري لمقابلة الكوارث التي حاقت بها..
ولمن لا يعلم فال5 دولار هي ثمن الغلاء والتضخم والجوع الناتج عن شروط الصندوق الدولي،وهي ثمن التطبيع مع إسرائيل،وثمن القواعد العسكرية الأجنبية في ساحل البحر الأحمر..وهلم جرا .
وال5 دولار أيضاً هي قيمة المواطن السوداني لدى الإمبريالية الامريكية وأذيالها ..
5 دولار يا سدنة ؟!! والعامل الامريكي الآن يطالب بأجر قدره 15 دولار عن كل ساعة عمل ؟؟
5 دولار!! والآن لا تساوي قيمة بخّاخ يحتاجه مريض بالازمة ..يموت اختناقاً لأن الثمن فوق طاقته ..
5 دولار؟؟ لا تساوي أجرة إسعاف يطوف بك المستشفيات من أجل الحصول على جهاز تنفس ..يبقيك على قيد الحياة..وهذه الدريهمات القليلة لا تغطي جرعة كيماوي واحدة لمريض بالسرطان،ولا تشتري كيلة عيش لأسرة تتضور جوعاً ..
ويا أيها الشعب العنيد صانع الثورات،لا تمد يد الذل لمن يريدون ان يحتقروك ..سيكتبون في دفاترهم يوما أنهم تصدقوا عليك كيما تبقى على قيد الحياة،وإن جادلتهم في الكلام يوماً سيردون عليك بالشتائم ويقولون ( أسكت يا شحّاد)..
والكلام لثوار ديسمبر قولوا لهؤلاء (المنبطحين) ما قالته الكنداكة ( وطني ولا ملي بطني)..
وارفع رأسك أنت سوداني ..أنت سودانية ..
واي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.