جئت يا يوم مولدي

كتب: جعفر عباس 

.

هبطتُ على كوكب الأرض يوم الجمعة الأول من سبتمبر قبل أعوام قليلة، وأسماني أبي جعفر الطيار، وهكذا طرت من السودان الى السعودية فقطر فالإمارات فقطر مرة أخرى فبريطانيا فقطر حيث أعيش الآن، وقد بدأت بحمد الله تكوين النفس، لأن عيالي الأربعة نشفوا ريق جيبي حتى أكملوا تعليمهم.

ويزعم بعض الحاقدين أنني متقدم في العمر، رغم أنني بريء من علامات “الكبر”، ومنها ان تقابل شخصا وتقول: هذا الشخص عجوز مكعكع ثم تكتشف انه كان زميل دراسة، ولتفادي مواقف كهذه فإنني أتفادى زملاء الدراسة خاصة البنات لأن زميلاتي “الشفقانات” استعجلن الزواج وصرن جدات (حبوبات) في زمن قياسي، ورؤيتهن مع أحفادهن تسبب الاحباط.

من علامات الشيخوخة 1) ان تنام انت وأسنانك في مكانين منفصلين، وبحمد الله أسناني تقوم وتنوم معي، 2) تنحني لتشد الجورب (الشراب) المتجعد في قدمك وتكتشف انك لا ترتدي الجورب، (توقفت عن ليس الجوارب تفاديا لمواقف بايخة كهذه) 3) يتطلب القيام من الكرسي ثلاث مناورات وبحمد الله فإنني استطيع القيام منه بحركتين فقط 4) تجلس على الكنبة لمشاهدة التلفزيون فتنام (أصلا لا أعرف النوم بالنهار والنوم بالليل في تلتلة 5) ذاكرتك قصيرة بينما شكواك طويلة (لا أحب الشكاة ولا أحب مجالسة العواجيز الذين يرددون: هييه راحت علينا 6) لديك أرقام هواتف عدة دكاترة (عندي أرقام نحو 12 دكتور فقط) 7) تفشل في العثور على سيارتك في الموقف الذي تركته فيها (هذه مشكلة لازمتني حتى عندما كنت في المدرسة الابتدائية عندما كنت اربط حماري في مواقع حول المدرسة إذا منعوني من ربطه في “الباركينق” المخصص لحمير المدرسين) 8) أي عضو في جسمك لا يؤلمك غالبا يكون قد تعطل (بحمد الله لا أعاني كثيرا من الصداع فهل يعني هذا تعطل الدماغ؟) 9) تفخر بأنك صرت صبورا وطويل البال بينما حقيقة الأمر هي أنك صرت “مطنش” وما في شيء يفرِق معك (لا استطيع تطنيش الدغمسة التي يمارسها بعض شاغلي المناصب العليا في بلادنا اليوم، ومن بينهم من هو مجرم عدييييل).

المهم الله يبارك في عيالي وزوجتي الأولى لأني “حاسس” بتحركاتهم من كم يوم لشراء هدايا عليها القيمة يقدمونها لي مساء اليوم (وأقول للشلابات: زوجتي الأولى بمعنى البرنجي والبريمو والتوب top والأخيرة، تمشو ل”الفقرا” والكجور وتشتروا المحايات والبخور ولكن يا جبل ما يهزك ريح، وقد تعرضت لمحاولة شلب من سعاد حسني، ولما طنشتها انتحرت، ودخلت على الخط نبيلة عبيد معلنة: يا قعفر يا العنوسة وهكذا عنست، ومؤخرا دخلت على خط الشلب وخرجت منه منكسرة الخاطر ميليندا بعد قرار الطلاق بينها وبين زوجها بيل غيتس، وحسبت أنها تستطيع ان تفوز بي لأن مؤخر صداقها 65 مليار دولار)، وأقول للقراء الذين يخيب أملي وظني فيهم عاما بعد عام في مطالع سبتمبر ما قاله قريبنا الذي جاء جاره من الحج وبدأ في توزيع الهدايا وقدم له مصحفا فقال له: كلام الله ما مابينو لكن الفيك اتعرفت.

كل يوم ولحظة وأنتم في تمام العافية وتنعمون بالحب وراحة البال وبلدنا ينعم باستقرار الأحوال، و……. الله يرحم قتلانا في زالنجي يوم أمس.

.