خطاب حسن أحمد.. شهِدَ الثورة ثم غادر

0 86

كتب: ياسر عرمان

.

رحل الصديق العزيز خطاب حسن أحمد في 16 أكتوبر 2021م، وهو الشاعر والمُخرج والكاتب، والمنتمي للإبداع وللفقراء، رحل في كسلا الوريفة، الشاربة من الطيبة ديمة، كم عشِق خطّاب جمالها .. “وخلى قلبو عليها غيمة”، بعد أن شهد الثورة، والتقى بالشباب والكنداكات الفالحات، ولقد كان خطّاب يحنُّ لخبز الثورة في سنوات المنافي، ثم عاد إلى الوطن على أجنحة الديسمبريين، واستطعم خبزهم الميمون، واحتسى من شعاراتهم حتى الثمالةِ والرمق الأخير.

كأنما كان لنا موعدٌ للقاء الأخير، وطلّةٌ ووداع، وسلامٌ بالأحضان، دون سابق مواعيد، إذ بي أرى خطّاب يقف أمامي، في ليلةٍ من ليالي حضور صديقنا الآخر محمد طه القدّال، المُحاط بآلافٍ من الشباب والشبابات في باحةِ قاعة الصداقة، وروح القدّال طليقةٌ تحومُ بين أطيافِ أحلامِ الشباب، وفي الكرة الأرضية الواسعة، إذ بي التقي خطّاب حسن أحمد في هذا المكان، بعد سنواتٍ من المراسلةِ على الجهاز السحري “الواتس آب” في سنوات اقامته بين واشنطون والقاهرة.

خطّاب حسن أحمد معروف، ولا حاجة للتعريف به، ولكنني عرفته كإنسانٍ جيِّد، وفنانٍ ذي هُوية في العاصمة الارترية أسمرا، تشاركنا مكان الإقامة، والخُبزُ الجاف، والحكايات القديمة والجديدة، وحلم اسقاط النظام حتى سقط بعد ثلاثين عاماً أمضيناها في مطاردة حلم اسقاطه، حتى دعا القرشي الشعب فانتصر.

من يومها نشأت بيننا صداقة، وأخوة في الأحلام بأن نكون يوماً ما نريد، وكان خطّاب يتحفني دوماً ويحثني في رسائل عند المساء وساعات الفجر على مواصلة الطريق والحياة، وألّا يصيبني التعب من الإيمان بالشعب حبيباً وأماً وأباً، وكلانا فعل، أما خطّاب فقد فعل حتى النهاية، ومضى على نحوٍ جيد، ولا أزال أواصلُ الطريق، ولا أُبدِّل تبديلاً، بإذن الأحد والشعب.

خطّاب لك تحياتُ الوداع، وشكراً على جمال الرحلة، وأن اتحت لنا معرفتك، والعزاء لنا ولأسرتك، ولأصدقائك .. وإلى النيلِ وإلى الشباب .. وإلى الكنداكات.

إن الحياة دون ضميرٍ لعنة!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.