رصد ــ السودان نت
بينما يستعد قادة دول مجموعة تنمية الجنوب الإفريقي (سادك) لعقد قمتهم، غدا الإثنين، بمناسبة الذكرى الأربعين لإنشاء هذا التكتل الإقليمي، حثتهم منظمة الشفافية الدولية على التعجيل باتخاذ إجراءات ملموسة لمعالجة أزمة حقوق الإنسان في الإقليم.
وذكرت المنظمة الحقوقية، من خلال بيان صحفي، أن جائحة “كوفيد 19” ما تزال تمزق الإقليم، حيث تبرز فوارق شاسعة وتهدد الفئات المهمشة والهشة، بينما شهدت الأشهر الأخيرة تزايدا لقمع متظاهرين سلميين في بلدان من بينها زيمبابوي ومدغشقر وإسواتيتي (سوازيلند).
ونقل البيان عن مدير مكتب شرق وجنوب إفريقيا بمنظمة العفو الدولية ديبروز موشينا القول “تشهد بعض بلدان إقليم سادك انتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان وتجاوزات تهدد السلام والاستقرار، وتعرقل مكافحة كوفيد 19 . ففي زيمبابوي، قامت السلطات يتكثيف قمع الأصوات المناهضة، بإطلاق قوات الأمن العمومية ضد الناشطين والمدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين وأنصار المعارضة”.
واعتبر موشينا أن “كوفيد 19 أماط اللثام عن هشاشات الاقتصاد الإقليمي. وفي غياب حماية اجتماعية مناسبة، أصبح الأشخاص العاملون في الاقتصاد غير النظامي، وأولئك الذين خسروا وظائفهم يواجهون المجاعة والعوز. ويجب أن تكون حماية حياتهم وباقي حقوقهم الإنسانية في صلب أجندة قمة سادك”.
واختير لقمة “سادك” الافتراضية محور “40 سنة من بناء السلام والأمن والارتقاء بالتنمية والصمود، لمواجهة التحديات العالمية”.
ولاحظت منظمة العفو الدولية أن القمة تأتي وسط تزايد أعداد الإصابات بفيروس كورونا المستجد (كوفيد 19) في الإقليم، مع ما يترتب على ذلك من عواقب وخيمة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والصحية.
ويعيش الكثير من سكان الإقليم على هامش الاقتصاد النظامي، بدون دخل أو وسائل عيش مضمونة.
ويواجه الفقراء والمهمشون خطر الوفاة بمضاعفات “كوفيد 19” ، بسبب نقص الاستفادة من الرعاية الصحية والعلاج، نتيجة ضعف البنى التحتية الصحية حتى في بلدان تتمتع باقتصاديات كبيرة مثل جنوب إفريقيا.
وذكر البيان أن “جنوب إفريقيا تحصي أكثر من 500 ألف حالة مؤكدة بكوفيد 19 ، ويتعين على قادة الإقليم اغتنام القمة لتعزيز استراتيجيتهم المتعلقة بالاستجابة الصحية، عبر تكثيف الاختبارات الصارمة والارتقاء بإدارة الحالات”.
وفي نفس الوقت، أكدت منظمة العفو الدولية أن الإقليم بحاجة ماسة إلى مساعدة مالية.
والتمس عدد من البلدان في إقليم “سادك” وخارجه، من ضمنها ليسوتو وجنوب إفريقيا وناميبيا وزامبيا وزيمبابوي دعم بعض المانحين متعددي الأطراف، مثل المصرف الدولي وصندوق النقد الدولي والمصرف الإفريقي للتنمية، للحصول على مساعدات مالية عاجلة.
وأوضح البيان الصحفي أن “منظمة العفو الدولية تدعو إلى إلغاء ديون أفقر بلدان العالم على الأقل خلال السنتين المقبلتين، بهدف إتاحة موارد تمكن البلدان من الاستجابة للجائحة. وينبغي أن يترافق ذلك مع آليات صارمة للشفافية والمساءلة على مستوى كل البلدان المانحة والمستفيدة، لضمان عدم ضياع الموارد المفرج عنها بسبب الفساد والتبذير في الإنفاق”.
ولاحظت المنظمة الحقوقية أنه منذ تفشي جائحة “كوفيد 19” في الإقليم مطلع مارس الماضي، أعلنت عدة بلدان حالة الطوارئ والكارثة، أو اتخذت إجراءات استثنائية لكبح تفشي الفيروس.
وتابعت المنظمة أنها قامت بتوثيق تصعيد لانتهاكات حقوق الإنسان والتجاوزات في الإقليم، بينها زيادة قمع المحتجين المسالمين، مشيرة على سبيل المثال إلى الأوضاع السائدة في زيمبابوي ومدغشقر وإسواتيني (سوازيلند).
ووفقا للبيان الصحفي، فقد أبرزت جائحة “كوفيد 19” التهديد الذي تواجهه نساء وفتيات الإقليم، بما يشمل العنف على أساس الجنس.
وكشف أن البقاء في المنازل بسبب قرارات الحجر الشامل والإغلاق العام جعل العديد من النساء والفتيات معرضات للعنف الجنسي والاقتصادي والسيكولوجي وغير ذلك من أشكال التجاوزات على أيدي شركائهن أو غيرهم من أفراد عائلاتهن.
وقال موشينا “تقع على عاتق قادة سادك مسؤولية معالجة أزمة حقوق الإنسان السائدة في الإقليم، بما في ذلك عبر تمكين الناس من حرية ممارسة حقوقهم الإنسانية وتعزيز حماية حقوق النساء والفتيات”.
وأضاف مدير المكتب الإقليمي لمنظمة العفو الدولي أنه “إذا فشلوا (قادة سادك) في اتخاذ خطوات لحماية الفئات الأكثر هشاشة، فسيكونون قد خانوا المبادئ المؤسسة لسادك والتي تلزم حكوماتهم باحترام وحماية حقوق إنسان الجميع والارتقاء بها وتكريسها”.