دي جوي أب قدوم الليله ما بنوم: No joy for Dejoy
كتب: د. عبد الله علي إبراهيم
.
تشقى لجان المقاومة بين غل الثورة المضادة والفلول ولؤم الثورة. أما غل الثورة المضادة فلا شفاء لها منه. فتصيدها لأخطاء حقيقية للجان أو مصطنعة أو فاسدة التأويل في أصل وصف هذه المعارضة الوظيفي. ولا شفاء لها منه. فلن يغفروا لهؤلاء الشباب اقتلاع شجرتهم التي “طلعها كأنه رؤوس الشياطين”. لن يغفروا لفرتاق حافلهم وملاي نفوسهم حسرات ما عاشوا. وانتهزوا حادثة هذه اللجان مع الفريق أول كباشي في الحتانة للتبذل في غيرتهم على القيم السودانية. ولم نر هذه الغيرة عليها وكتائب شمسهم وظلهم تستبيح المدينة من ديسمبر 2018 إلى أبريل 2019 . ولا نأمة. وما زال صدى تلك التي استغاثت من سفهائهم وهم يخرجون عليها من شقوق سطح بيتها: “لكين بتدخلو علينا كاشفات” ترن في أذني كما رنت “أرفع ركبتك من رقبتي” أو ينبغي لها أن ترن. تلك أيام رأيت الدرك الذي لا يتعفف بعض الناس من بلوغه. وزعلت جد. وتجرى الآن دموع الإنقاذيين ومن تبعهم بغير إحسان حول خرق مزعوم لتلك القيم في الحتانة. وما أحراهم تدبر قول المتنبي عن دموعهم المشتبهة:
إذا اشتَبَهَتْ دموعٌ في خدودٍ تبيّن من بكى ممن تباكى
أما اللوم فجاء للجان المقاومة من جهة الثورة. فقد أصدر تجمع المهنيين (المكجن الأصم أو الآخر) بياناً أول أول أمس في تائيد موكب جرد الحساب الذي سيرته لجان مقاومة الخرطوم أمس. ولم أقرأ لهذا التجمع من قبل كلمة بحق لجان المقاومة وقد فرتها ألسنة الثورة المضادة بقالة السوء. لم تنصرها مظلومة. ولم يلتق بها كأنداد لدرء غائلة الغل الذي اكتنفها من الفلول، أو ليتدارس معها سبل حضورها في استراتيجية قحت كطرف أصيل في الثورة. ولما انسدت الدروب في وجه هذا الكيان المنشق من المهنيين حتى طلب النصرة في “كاودا البعيدة” جاء يلوى ذنبه يتكفف حلفاً مع لجان المقاومة. وأردف بيان التائيد ببيان أمس يستنكر عسف الشرطة معهم في موكبهم. وكأن ذلك العسف أكبر متاعبهم. وصدق تحذير لي قديم من أن تتعاطي قحت مع لجان المقاومة كشغيلات مملكة النحل اللائي يتفانن في صناعة غذاء الملكات ويفنين في عمر الزهور.
وددت لو خرجت لجان المقاومة من غلواء الغل واللؤم، بجانب تسيير المواكب، بخطة تقى نفسها شرورهما. وهذا حديث آخر.
جرد حساب:
كلما سمعت من الثورة المضادة من قال “أهذه الديمقراطية التي تدعون لها” يوبخ لجان المقاومة في مثل مواجهتهم مع الفريق أول الكباشي قلت: والله الديمقراطية إلا نتعلمها جديد. شفناها وين. وتجد أدناه بعض مواقف أمريكية في التظاهر كما يحلو لأهلها قانونياً مما يكذب تذرعات الثورة المضادة ب “فقه للتظاهر” تفتي فيه غير ماذونة.
*متظاهرون أمام منزل لويس دي جون رئيس مجلس إدارة الخدمات البريدية الأمريكية. وسموا وقفتهم “الليلة ما بنوم لويس أب قدوم”. (No joy for Dejoy) وتراهم يحدثون إزعاجاً مقصوداً بضرب الأواني المنزلية ببعضها والنفخ في الأبواق. والجيران يمتنعون. وجريرة الرجل هي تنفيذ ما أراده الرئيس ترمب من تحجيم للبريد حتى يعجز عن أداء دوره في تأمين التصويت عن طريقه في انتخابات الرئاسة القادمة (15 لأغسطس).