ضبط متفجرات .. تهويل و خلط اوراق

0 90
كتب: محمد وداعة
.
بتاريخ 25يونيو 2020م نشرت صحيفة الصيحة الخبر التالى (تعرضت ثلاث من كبريات شركات التعدين بولايتي البحر الأحمر ونهر النيل، لسرقة كميات كبيرة من المتفجرات في توقيت متزامن بالشركات الثلاث ، وكشفت مصادر عليمة طبقاً لموقع (باج نيوز) أمس، أن أصابع الاتهام أشارت إلى أن من قاموا بالسرقة عناصر تنتمي إلى النظام السابق (كتائب ظل)، الأمر الذي أصاب المسؤولين في المجلس السيادي بانزعاج شديد وأصبح الأمر تحت متابعتهم، وأكد المصدر أن الشركات دونت بلاغات بالسرقة فيما شرعت جهات الاختصاص في تكوين لجنة تحقيق في القضية .
وفي الوقت الذي كانت تجري فيه الشرطة تحقيقاتها في سرقة كمية من المتفجرات، تلقت مضابطها بلاغاً جديداً لسرقة متفجرات، وقال مصدر لـ(السوداني) إن معدنين بمنطقة “حجاجية” قرب منطقة الباوقة بمحلية بربر قد أخطروا الشرطة بسرقة كمية من المتفجرات الممنوعة، موضحين أنهم يستخدمونها في تفتيت الصخور للحصول على الذهب، وكشف المصدر عن أن قوة من الأدلة الجنائية التابعة لولاية نهر النيل انتقلت إلى موقع الحادثة، وأجرت تدابيرها إذ اكتشفت أن السارق حطم نافذة غرفة واستولى على المتفجرات، واستخدمت القوة الكلب البوليسي الذي أرشدهم على سكن يقيم فيه نظامي سابق، أوقفته الشرطة رهن التحقيق، وأشار المصدر إلى أن الشرطة في غضون تحقيقها تقلت بلاغاً جديداً لسرقة متفجرات من ذات الغرفة، وفتحت تحقيقاً حول ملابساته توطئة لكشف غموضه ،
و فى 6 اغسطس 2020م نشرت مواقع الكترونية خبرا ( اقتحم مسلحون مقر شركة تعدين بمنطقة العبيدية بولاية نهر النيل اليوم الخميس، وقال مصدر شرطي إن المسلحين حاولوا نهب مواد متفجرة من مقر الشركة ووقعت مواجهات بين عناصر التأمين والمسلحين، اصيب خلالها ثلاثة من عناصر تأمين الشركة من القوات النظامية ، وسيطرت الشرطة على الأوضاع بمقر شركة تعدين شرق منطقة العبيدية الواقعة على بعد (25) كيلومترًا شمال محلية بربر بولاية نهر النيل ، وكان مسلحون على متن ثلاثة شاحنات اقتحموا مقر شركة تعدين شرق منطقة العبيدية الغنية بالذهب بولاية نهر النيل، وأصيب ثلاثة من عناصر تأمين الشركة وهم يتعبون للقوات النظامية، وهناك أنباء أولية عن توقيف عناصر من المسلحين، وأكد المصدر نقل ثلاثة من المصابين من القوات النظامية التي كانت تحرس مقر الشركة، إلى مستشفى عطبرة ، أحدهم حالته خطرة سيتم تحويله إلى الخرطوم، وقال المصدر إن الروايات الأولى تؤكد أن المسلحين كانوا على متن ثلاثة سيارات تويوتا المستخدمة في قطاع التعدين الأهلي في السودان وكانوا يحملون الأسلحة النارية، وأوضح المصدر أن قوات الشرطة سيطرت على الوضع بمقر الشركة، ايهما اخطر ضبطية فى 12 كمين ، ام الاستيلاء على المتفجرات بالسرقة و بالقوة المسلحة ؟ وماهى نتيجة التحقيقات فى هذه السرقات و الاستيلاء بالقوة على المتفجرات ؟
الكميات التي أعلن عنها ليست كافية لتفجير الخرطوم ولا هم يحزنون.. وحسب البيان فالكمية المضبوطة هي (850) لوح TNT و(13) لفة سلك تفجير و(4) جوالات نترات الأمونيوم بالإضافة إلى (3594) كبسولة تفجير وواضح من كمية كبسولات التفجير انها بغرض التعدين… جاء في المؤتمر الصحفي الذي تحدث فيه النائب العام مولانا تاج السر الحبر بحضور المدير العام للشرطة ونائب قائد الدعم السريع والناطق الرسمي للدعم السريع.. البيانات التي ذكرت في المؤتمر الصحفي عن أن الكمية المضبوطة تكفي لنسف الخرطوم أسلوب دعائي وتضخيم وبعيد عن الواقع، فهذه الكمية إن تم استخدامها بقصد إعداد عبوات ناسفة ستحدث انفجارات كبيرة لكنها قطعاً لن تؤدي إلى نسف الخرطوم، فلماذا التضخيم و التهويل و اثارة الفزع بين المواطنين بهذا الشكل ، و الترويج للدعم السريع باعتباره العين الساهرة على انفلات الاوضاع الامنية ، واستفزاز الاجهزة الامنية الاخرى من استخبارات عسكرية و جهاز الامن الذي واجبه الاساسي جمع المعلومات، هذا اسلوب دعائى غير ناضج وهو بدلأ من تطمين المواطنين اثار الخوف لديهم ، وما دامت النيابة قد باشرت التحقيق فالواجب تحريز المضبوطات باشرافها لدى الشرطة ، و لا يوجد اى سبب للاحتفاظ بها لدى جهة اخرى ، اما الربط بين المضبوطات والمتفجرات التي استخدمت فى محاولة تفجير موكب رئيس الوزراء ، او بين المتفجرات التء دمرت ميناء بيروت فهو ربما من باب فقه الصدمة و الترويع .
ما حدث يثير تساؤلات عديدة عن تعدد مراكز اتخاذ القرار و مشروعيتها ، خاصة اذا علمنا ان جهات مختلفة في الدولة تضع يدها على الاصول التي تمت مصادرتها بمن فيهم قوات الدعم السريع، بينما تحتفظ لجنة التفكيك بالكثير من الاصول ، ولم تؤول لوزارة المالية كما نصت قرارات المصادرة مثلما حدث في قناة الشروق وغيرها كثير ، الدعم السريع و لجنة التفكيك اصبحتا دولتان داخل الدولة ، و قوى الحرية والتغيير تبدو ناعسه ، و المواطنين في حالة من الاحباط و الحزن و الخوف ، استخدام الاعلام بهذه الصورة مدمر و لا يساعد على الاستقرار، فلماذا ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.