عبقرية ملس زيناوي

0 191
بقلم: أنور إبراهيم أحمد (كاتب إثيوبي )
أحتفل الإثيوبيين قبل بالذكري ال65 لميلأد رئيس الوزراء الراحل المناضل ملس زيناوي ،مهندس النهضة الإثيوبية وعراب الفيدرالية الإثيوبية ،وتأتي هذه الذكري والبلاد تشهد تحولا كبيرا ،وتكاد تكون في مفترق الطرق لمرأحل أخري ،وتحتفل البلاد اليوم بالذكري ال29 لسقوط النظام العسكري الماركسي علي يد الثوار الإثيوبيين في 28 من مايو العام 1991 ،وهيو اليوم الذي يعتبر أهم أيام في التاريخ الإثيوبي ومنه كانت الأنطلاقة التي حققت مطالب الشعوب الإثيوبية في الدستور الذي شارك فيه الجمع ، ومابين الأمس واليوم تختلف الصورة ويختلف المشهد ، ولكن يظل التاريخ يسجل كل يوم ولم تنسي شعوبنا ماقدم لها ، وبفضله بعد الله قدمت النهضة ، ولكن كان للقدر كلماته .
خلال مشاهدتي لأحدي البرامج علي قناة “دمسي وياني ” الناطقة باللغة التقرنجة ،والتي تبث برامج بمختلف اللغات ،وخلال ذكري ميلاد ملس كان هنالك برنامج عن ذكريات فكان الصحفي يقوم باستعراض ممتلكات ملس واعتقدا انه كان من داخل مؤسسة ملس زيناوي ،حيث كان يقوم باستعراض الكتب التي قرائها ملس والتي بلغت حوالي 2500 كتاب باللغة الانجليزية ،وهذه في فترة عمله في الحكومة فقط حيث كان يقراء مختلف الكتب الاقتصادية ،ويقوم بتلخيص الكتاب في عدة صفحات يقوم بتنفيذ العديد من النظريات الأقتصادية ،والتي استفاد منها كثيرا وكان يساهر الليل وهو يقراء العديد من الكتب والمراجع ويقدم خلاصة ماقرائه ليري هل يمكن تنفيذه علي أرض الواقع ام لأ ويحاول عرض الأسباب التي ادت بعض الدول للتقدم ويقوم بمقارن بين دولته “إثيوبيا “والدولة التي قراء عن تجربتها .
قدم ملس بصفته مفكرا ورئيسا ومناضلا من قبل ، العديد من الجهود وعلي الرغم من انه قام باعداد وتأليف العديد من الكتب وخاصة تجاربه مع الحكم والتجربة الفيدرالية ،ألأ انه لم يحاول أن يقوم بطباعة كتاب واحد علي نفقة الدولة ،لأنه كان يري ان هذا خاصا به ، وبعد أن توفي بعام أعلنت أدارة مؤسسة ملس أنه يتملك اكثر من 15 كتاب لم يتم طباعة ايا منها .
أبان فترة تواجده في الجبهة الشعبية لتحرير تقراي ،كان يتلهف كثيرا للقراء وكان وهو في الأحراش يقود التمرد ينتظر متي يأتي التموين حتي يحصل علي كتاب ، وكان يستابق مع بقية زملائه حتي يتثني له قراءة أكتر قدر من الكتب التي حصولوا عليها من قبل الأفراد الذين يحضرون من وقت لأخر ليزودهم بالطعام والمواد التموينية ،والتي كانت من بينها دائما ماتكون مجموعة من الكتب المختلفة في السياسة والأقتصاد والأجتماع .
لم تكن قراءة ملس زيناوي للكتب ،عبثا فقد قام بالأستفادة من العديد من التجارب ،وحاول تطبيقها علي أرض الواقع ،لشئ الذي قدم نتائجا كبيرة في التنمية والتقدم التي شهدتها إثيوبيا ،وكان عندما ينقاش اي موضوع او قضية يحاول اولا الألمام بكافة خيوطها .
وعقب وفاته كتبت عنه النيويورك تايمز عنه مقالا تحت عنوان :”ملس زيناوي وتجربة إثيوبيا الكبرى
والتي كتبها عبد الله محمد وألكس دي وال بتاريخ 22أغسطس 2012
وكانت بداية المقالة تقول :”إن وفاة رئيس الوزراء ملس زيناوي تحرم إثيوبيا – وأفريقيا ككل – من زعيم استثنائي.
كنا نعرفه منذ أيامه كمقاتل في جبال تقراي ، شمال إثيوبيا ، يقاتلون ضد الحكومة الشيوعية السابقة في أديس أبابا “الرفيق ملس” (كان يُلقَّب لقسي لكنه أخذ الاسم الحركي ملس في أيامه الثورية المبكرة تخليدا لزميله الذي قُتل) صعد ليصبح الأول بين المقاتلين المتمردين الذين تولى السلطة في عام 1991.
كان صعوده بسبب لقوة فكر في تلك الأيام من القيادة الجماعية للجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الإثيوبية ، كان ملس قادرًا على صياغة نظرية تربط بين سلطة الدولة والهوية العرقية والسياسة الاقتصادية ، مما يجعل الماركسية اللينينية ذات صلة بمطالب كسب حرب العصابات.
كان الجدية الفكرية السمة المميزة لسنوات عديدة عقب توليه منصبه،و في أول مؤتمر صحفي عقده في أديس أبابا ، ردا على سؤال حول أهدافه ، أعلن ملس أنه سيعتبر حكومته ناجحة إذا تمكن الإثيوبيون من تناول ثلاث وجبات في اليوم،و تم وضع جميع سياساته الوطنية حول محاربة الفقر ،وكان غير مقتنع بتوجيهات البنك الدولي ، تأخر كثيرا عن قبول القروض الدولية ورفضها عدة مرات ، وحظي بإعجاب كبير لدي الاقتصاديين بالبنك الدولي في ذلك الوقت ، جوزيف ستيغليتز طوال العقدين التاليين ، كان مستعدًا بشكل فريد للانخراط في نقاش مستدام مع صانعي السياسات والدبلوماسيين والعلماء من جميع أنحاء العالم”.
قدمت سياسات ملس نموًا اقتصاديًا يصل إلى 10 في المائة سنويًا خلال الفترة الأخيرة ،التي عمل فيها بكل جهده وهو معدل يعتبر الأكبر الذي تحقق في البلاد حسب الأحصاءات الداخلية ،اذا واصلت فيها إثيوبيا في تلك الفترة بنفس النمط ، كان سيحول إحدى أفقر دول العالم إلى دولة متوسطة الدخل، أصبحت مشاريع البنية التحتية في البلاد مثيرة للإعجاب.
وجه العديد من الاقتصاديين لملس أنتقادا لرفضه فتح قطاعي البنوك والاتصالات وحظر ملكية الأراضي الخاصة. حيث كان دائما ما يرد ملس كجواب لهذه الأنتقادات الوقت لم يحن بعد حتي نقوم بفتح تلك القطاعات للأستثمار الأجنبي وربما كان يتخوف من شئا ما او يتوقع ان يحدث شيئا لأيحمد عقباه .
كتبت صحيفة الهيرالد الكورية:” إثيوبيا شهدت تحولا ملحوظا في ظل حكم الرجل القوي رئيس الوزراء الراحل مليس زيناوي منذ توليه الحكم عام 1991، والأداء الاقتصادي القوي يثير الدهشة إلى حد ما، نظرا لنهج سياسة التدخل ، ولكن أظهر ميليس نفسه أن يكون براغماتيا بارعا في جذب الاستثمارات – وخاصة من الصين – لدفع عجلة النمو. ويحسب له الفضل ، في خفض معدل وفيات الأطفال بنسبة 40 في المئة في ظل حكومته، أصبح اقتصاد اثيوبيا أكثر تنوعا، مع صناعات جديدة مثل صناعة السيارات، والمشروبات، ومنتجات الزهور. ومشاريع البنية التحتية الرئيسية، بما في ذلك بناء أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا،.
وان إثيوبيا التي كانت تعرف في عيون العالم فقط بالمجاعة والجفاف، أصبحت إثيوبيا واحدة من أكبر الاقتصادات في أفريقيا – ودون الاستفادة من الذهب أو النفط. وهي دولة غير نفطية .
وقالت الصحيفة الأهم من ذلك كله ، وضع ملس أديس أبابا على الخريطة كمدينة للإتحاد الأفريقي، وكعاصمة حيث يمكن مناقشة أسوأ مشاكل أفريقيا بطريقة عملية، دون أن يشغل باله الأحقاد الاستعمارية.
أصبح ملس نفسه لاعبا دبلوماسيا كبيرا، خاصة خلال سياسة تغير المناخ، ومؤخرا كان نشطا في التوسط في النزاعات الحدودية بين السودان جنوب السودان.
وكانت أهم النقاط التي ستظل تذك دائما قبوله الانفصال المؤلم لإريتريا في عام 1993، بدلا من إطالة أمد الحرب الأهلية، وكان هنالك ثناء كبيرا على جهوده للتوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن استخدام مياه النيل ترك ملس وراءه إرثا سياسيا قويا سيذكره الجميع دوما كزعيم أفريقي يتمتع بالقوة والحنكة والمهارة في القيادة ومعرفة تامة لقيادة وفض النزاعات في المنطقة الأفريقية .
جهود ملس النضالية
ان العام 1985 م من الاعوام التي شهدت حراكاً وصراعاً من اجل مواصلة النضال ومحاربة الجفاف والمجاعة في الاقليم، وللخروج من هذه الازمة ومواصلة النضال كان ملس زيناوي يحاول وضع حلول عديدة لمواصلة جهوده النضالية . حاول ملس زيناوي وضع خطط استراتيجية لوضع اللبنة الاولى لمواصلة النضال ووضع نظام يقوم على خبرات عالمية وتطوير جهود المناضلين ،وخاصة مع قدرات نظام الدرق في ذلك الوقت ، وقدم تدريبات متعددة لقوات جبهة تحرير تجراي في كافة المجالات العسكرية والعلمية لمواصلة نضاله في المراحل المستقبلية . في العام 1988م كانت بداية مرحلة النضال في اثيوبيا والتي بدأت من الاطراف ، والذي فرض على نظام الدرق بداية مرحلة التدهور ، ومن جهة اخري بناء نظام جديد يعطي الجميع حقوقهم واصبح مطلباً لكافة الشعوب في البلاد ،و قدم ردود على المطالب الاقتصادية والسياسية ، وكان للسيد ملس تجربة فريدة اصبحت بداية لوضع الافكار حول تجربة ملس الديمقراطية ورد لأسئلة القوميات والشعوب والارض وتحركات انفصال اريتريا على ارض الواقع الشيء الذي اصبح بداية كافة المشاوير. قام ملس بوضع اولى اللبنات لتأسيس ائتلاف سياسي يضم كل من جبهة تحرير شعب تجراي وحركة تحرير شعب الأمهرا و منظمة تحرير شعب ارومو ليكونو الكيان الجديد تحت مسمي الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الاثيوبية ، والذي لعب ملس دوراً كبيراً في تأسيس هذا الكيان الذي ذاع صيته حتي وقتنا الحالي . في العام 1988م كانت اهم مرحلتين من تاريخ تحول النضال لدي الشعوب الاثيوبية ومواصلة نضالها لمرحل متقدمة ، وقد واصلت النضال عقب تحرير كامل اراضي تجراي والمناطق المجاورة لها وبدات في تأسيس العديد من الحركات ، وقد فرض الوقت على تدمير قوات نظام الدرق في جميع المواقع . استطاعت قوات الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الاثيوبية بفضل الخبرات والتدريبات التي نالتها على تدمير كافة مراكز قوات الدرق الماركسية الفاشية في كافة المواقع التي سيطرت عليها . ملس والجبهة الديمقراطية أن ملس كان احد المشاركين الرئيسين في تأسيس حزب تحت مسمي الجبهة الديمقراطية الثورية للشعوب الاثيوبية التي اعطت الشعوب والقوميات الاثيوبية حقوقها واحترام كل الشعوب الاثيوبية ونيل حريتها وذك عقب تدمير قوات الدرق العسكرية والتي اقامت الجبهة عقب ذلك حكومة انتقالية في اولى فتراتها وذلك عقب السيطرة على العاصمة اديس اببا في الثامن والعشرين من مايو من العام 1991م . وكان نظام الدرق يضع العديد من العراقيل حتي لا تتقدم البلاد ، وكان يتوقع لأثيوبيا ان تكون مثل يوغسلافيا السابقة او الصومال وتتبعثر الى الابد وتنقسم الى دويلات ، وقدم ملس تجربة فيدرالية قوية بأن تكون اثيوبيا دولة ذات تعددية اثنية وشعوب مختلفة ، ووضع خطة للطريق لتكون اثيوبيا دولة سلام وديمقراطية ويعيش فيها الجميع بسلام، اصبحت اثيوبيا دولة لها حقوق وتنمية متقدمة في ظل الدستور الجديد الذي تم وضعه في البلاد. ان ملس زيناوي كانت له افكاراً ومبادئ يؤمن بها وكان يؤمن بهذا منذ ان كان شاباً وحتي الان ،ولم يكن له أي اهداف بالتدخل في حقوق وحريات الشعب باي اسلوب ، ولم يكن يفكر او يناقش أي سياسة او استراتيجية حول اهداف الحزب بل كان قائداً يؤمن بوضع خطوط لكل المراحل. نتائج جهود ملس ان الجهود التنموية التي تشهدها البلاد الان ماهي الا نتاج لجهود مهندس النهضة الاثيوبية العظيم الرجل الذي افني حياته من اجل هذه البلاد وشعوبها وهاهي اثيوبيا اليوم التي بفضل ملس اصبحت محط انظار العالم في السلام والاستقرار والتنمية والاستثمار وحتي صارت من الدول التي تستضيف القمم الدولية العالمية والاقليمة وتعهدت شعوبها ان تواصل خطي مسية ملي من أجل مواصلة النهضة الاثيوبية التي كان يطمح لها هذا القائد . وكان جل حلمه ان يستقر المزارع حتي تكتفي البلاد من الغذاء وتنعم بالامن والاستقرار ووضع الخطط تلو الخطط لتسجيل معدل نموا وتقدماً شهد له بذلك كبريات المكاتب الاستشارية الدولية ولاننسي سد النهضة هذا الحلم الذي الذي اصبح واقعا بفضل جهوده . سيظل ملس في ذاكرة كل اثيوبي مهما غاب عنهم وستظل ذكراه في قلوب الشعوب والقوميات لاثيوبية الى الابد .
أقوي منظومة أمنية في المنطقة
وكانت لملس زيناوي دروا كبيرا في الشراكة مع الغرب وخاصة الولأيات المتحدة الأمريكية بعد احداث 11 سبتمبر ،والتي كانت كل الجهود تحت مسمي محاربة الأرهاب ،وخاصة أن إثيوبيا كانت دولة تحدها بعض الدول التي تنتشر فيها الحركات الأرهابية بكثرة ،وتتغير مفاهيمها من وقت لأخر ،وكان لملس دروا كبيرا في محاربة تلك الحركات المسلحة التي باتت تهدد القارة وخاصة القرن الإفريقي .
وعقب محاولة أغتيال الرئيس المصري محمد حسني مبارك في اديس اببا في العام 1995 ،تاكد ان ان الأمن والمخابرات في إثيوبيا يعاني من العديد من التحديات ، وتلك العملية أوضحت العديد من الضعف في الجهود الأمنية وكذكلك عقب دخول الجبهة للعاصمة الإثيوبية اديس اببا ،والسيطرة عي مقاليد الحكم كانت قد واجهت عدة اغتيالات داخليا ،أغتيال الجنرال حليوم أرايا أغتيال العقد برهي منجوس ،أغتيال مسؤول المخابرات كنفي وعمليات أخري متعدد ،وعقب تلك المراحل قام الراحل بمراجعة العديد من التجارب ،وعمل علي تطوير نظام أمني ومخابراتي متطور ،خدم المنطقة ككل وكل يعمل بكل طاقاته ويترصد كل الحركات الأرهابية ويقدم البياانات للدول المجاورة أول بأول ،وقد نجح الراحل بصورة كبيرة في أنشاء اقوي نظام امني ومخابراتي صعب اختراقه من كل من حاول ان يخترق إثيوبيا في تلك الفترة .
كبيرة في تطوير اقوي جهاز مخابرات في المنطقة، في ظل الاستهداف الذي كانت تعاني منه اثيوبيا من خلال ظهور بعض الجماعات الارهابية ،والتي تنطلق من بعض الدول المجاورة مثل اريتريا والصومال ،والتي حاولت عدة مرات لضرب اهداف في البلاد عبر مختلف الاهداف والمواقع ،ولكن كان الامن الاثيوبي يتصدي لها ويحبط تلك العمليات من وقت لاخر، وذلك بشهادة كل المتابعين والمختصين بالملف الاثيوبي ،ولولا الاتفاقيات الاخيرة التي وقعها رئيس الوزراء اثيوبي أبي احمد لمادخلت البلاد حتي اخر يوم من عمرها .
التحول الذي شهدته إثيوبيا
لم تكن الجهود والتنمية التي شهدتها إثيوبيا جأءت من فراغ ،فقد قدم الرجل العديد من الجهود لأكتساب العديد من التجارب العالمية والخبرات الأقتصادية و ظهرت خلال فترة وجيزة ،واظهرت ان إثيوبيا قدمت تجارب تنموية متعددة ،وكانت كبري المشاريع الأقتصادية التي لم تكن تعرفها المنطقة ككل هي التي عرفت إثيوبيا للعالم الخارجي ،وواضح ذلك من خلال الجرئة التي أدت لتنفيذ مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير “الحلم الإثيوبي الذي طال أنتظاره “الذي يعتبر نقطة تحول كبير لإثيوبيا ،بل هو الي عرف قدرة الإثيوبيين لخوض التحدي ،مما جعلها من الدول التي بدأت تحقق أنجازات كبيرة ،وهنالك مشاريع أقتصادية أستفادت منها الشعوب الإثيوبية في مجال التصنيع والطرق والسياحة والمشاريع الأستثمارية الكبيرة التي جذبت كبري رؤوس الموال الأجنبية والخبرات الدولية ،وعلي الرغم من المشاكل السياسية والتحديات التي واجهت البلاد داخليا ، الإ أن هذه المرحلة من أكثر المراحل التي شهدت فيها الهضبة الإثيوبية تحولأ يذكر في شتئ المجالات .
فكانت التجربة الإثيوبية مضربا للأمثال في شتي المجالات ،في ظل أقتصاد يعتمد علي بعض المدخلات الزراعية المحلية ،وأزدياد كبير في عدد السكان وبنية تحتية تعاني من العديد من التحديات والمشاكل وتفتقر لأهم العناصر الحياتية الأساسية ،والتي توارثتها الأجيال من حكومات متعاقبة لم تقدم شيئا يذكر للبلاد .
ماذا قال قادة العالم عنه بعد وفاته؟
وحسب العديد من الخبراء والسياسيين أن ملس ،كان زعيما ليس فقط لإثيوبيا ولكن لأفريقيا وللتنمية العالمية، والرائد في الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)، وحيث كان يجلس في قمة مجموعة الثماني ألكبري ممثلا لأفريقيا، وعضو لجنة أفريقيا عام 2005 ،وقد مثل القارة في العديد من المؤتمرات والمحافل الدولية .
وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن رئيس الوزراءالإثيوبي ملس زيناوي ،يستحق التقدير لمساهمتة طيلة حياته في تنمية إثيوبيا، وخاصة الالتزام الذي لا ينضب لفقراء إثيوبيا،وقال التقيت مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس في قمة مجموعة الثماني الكبري في مايو ،وأذكر إعجابي الشخصي لرغبته في انتشال ملايين الإثيوبيين من الفقر من خلال مساعيه لتحقيق الأمن الغذائي.
كما أنني ممتن لخدمة رئيس الوزراء ملس للسلام والأمن في أفريقيا، وإسهاماته في الاتحاد الأفريقي، واسماع صوت أفريقيا على الساحة العالمية.
وقال ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني السابق قال :”ان رئيس الوزراء ملس هو المتحدث الملهم باسم أفريقيا بشأن القضايا العالمية وقدم القيادة والرؤية في الملف الصومالي والسوداني، ومساهمته الشخصية في تنمية إثيوبيا، ولا سيما من خلال انتشال الملايين الإثيوبيين للخروج من الفقر، وقد وضع مثالا حيا للمنطقة، وسوف نفتقده كثيرا.
وقال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير :”ان ملس زيناوي شخصية هامة بشكل كبير في تاريخ إثيوبيا، ولا سيما المساعدة في اخراج بلاده من الفقر المدقع إلى حقبة من النمو الاقتصادي والتنمية.
وقالت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون أنا معجبه بالتزام رئيس الوزراء شخصيا لتحويل اقتصاد اثيوبيا وتوسيع خدمات التعليم والصحة،وكان صوتا مهما ومؤثرا في أفريقيا، ونحن قد قيمنا خاصة دوره في تعزيز السلام والأمن في المنطقة،وقالت أنا واثقة من أن إثيوبيا سوف تنقل سلميا الانتقال السياسي وفقا لدستورها.
قالت السفيرة سوزان رايس، المندوبة الدائمة للولايات المتحدة في الأمم المتحدة ومستشارة الأمن القومي حاليا سابقا ، كان ملس منتظم وبسيط، وولأيمل حتي في أصعب ، وهوالشخص الدؤوب والمتفاني تماما لعمله .
. وبطبيعة الحال، ان رؤية ميليس وتأثيره لم تتوقف عند حدود إثيوبيا. بل تعدت الي جميع أنحاء أفريقيا، وبدأ زملائه من قادة افارقة يطلبون من رئيس الوزراء ملس لمساعدتهم على تحقيق السلام وتحريك اقتصاداتهم، وكان له دور فعال في بناء الاتحاد الأفريقي، وقدم جهدا كبيرة في تطوير منظمة إيغاد ، وواجه بعزم وبصورة مباشرة الإرهاب و المتطرفين الذين حاولوا على تقويض الدولة والمنطقة ،انه فعل الكثير جدا م أجل البناء والتنمية .
كان يعمل بقوة لإنهاء الصراعات المريرة من بوروندي الى ليبيريا ودارفور وابيي ، وكان حاسما في التفاوض وتنفيذ اتفاق السلام الشامل الذي أنهى الحرب الأهلية المأساوية في السودان.
وقال رايلا أودينغا، رئيس الوزراء الكيني السابق ، ان ملس زيناوي كان زعيما عظيما، و مثقف ومفكر، شخص كان قد كرس حياته لعموم الافريقية، وسوف يتذكره الجميع للجهد الكبير الذي وضع لتحويل الاقتصاد الاثيوبي.
الأمين العام للأمم المتحدة السابق بان كي مون قال :”ان السيد ملس سنتذكره دائما لقيادته الاستثنائية والدعوة بشأن القضايا الأفريقية داخل وخارج القارة “وعن الإشراف على التنمية الاقتصادية في بلاده.
قال جاكوب زوما، رئيس جنوب افريقيا هي مأساة مطلقة لأفريقيا وشعب إثيوبيا لحدادا ووداع مثل هذا القائد الاستثنائي الذي ساهم بمثابة دور لاعب نشط في مختلف المبادرات القارية والعالمية، وكان رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي زعيما قويا، وليس فقط لبلاده ولكن للقارة الأفريقية، والذي كان يعمل كوسيط في العديد من المحادثات، لا سيما في منطقة القرن الأفريقي.
وقالت إلين جونسون سيرليف، رئيسة ليبيريا إن ملس زيناوي كان المحول الاقتصادي؛ كان الزعيم المفكر القوي للقارة، وفي الاجتماعات الإقليمية ، وقف ثابتا بسبب فطنته عقله وقدرته على الاستجابة في قيادة حوار بشأن المسائل المتعلقة بالتنمية الأفريقية، وسوف نفتقده في كل لقاءاتنا وكل سعينا.
رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروس قال :”ان رئيس الوزراء ملس كان زعيم أفريقي محترم، لقد أظهر التزامه الشخصي القوي على مدى سنوات عديدة لتحسين حياة وليس فقط لبلده ولكن لكل الشعوب الأفريقية، من خلال عمله على تقوية الوحدة الأفريقية، وتغير المناخ، والتنمية وتعزيز السلام والاستقرار، وبخاصة في القرن الأفريقي.
وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي السابق ، جان بينغ ان المفوضية سوف تتذكر رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي لمساهمته الاستثنائية في النهوض بأهداف الاتحاد الافريقي وتعزيز مصالح أفريقيا في المحافل العالمية .
وأضاف على وجه الخصوص، لعب رئيس الوزراء ملس دورا حاسما في تعزيز الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (نيباد)، الذي كان يرأس لجنتها ل التنفيذية ،و ترأس أيضا بالكفاءة والالتزام بأقصى درجات لجنة رؤساء الدول الأفريقية والحكومة بشأن تغير المناخ .
كما تحيي المفوضية مساهمة اثيوبيا، تحت قيادة رئيس الوزراء ملس، لتعزيز السلام والأمن في أفريقيا، سواء في إطار الاتحاد الأفريقي والهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد).
ورئيس الوزراء ملس بذل دون كلل جهود لدعم فريق التنفيذ الرفيع المستوى للاتحاد الأفريقي ، من أجل تسهيل الانتهاء من تنفيذ اتفاق السلام الشامل والمفاوضات حول قضايا ما بعد الانفصال بين السودان وجنوب السودان.
.وقال رئيس الوزراء الهندي ، مانموهان سينغ واصفا إياه بأنه “رجل دولة شاهق” من القارة الأفريقية. ” الذي ناضل بوضوح وبفعالية من اجل تقديم مصلحة القارة في الصدارة الدولية،وقال إن إثيوبيا فقدت زعيما ملحوظا سيذكر مساهمته نحو السلام والتقدم والتنمية لبلاده لفترة طويلة”.
وقال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أن غياب هذا القائد السياسي يمثل خسارة كبيرة ليس فقط للشعب الاثيوبي، ولكن أيضا للمنطقة والقارة الأفريقية بأسرها.
وقال برنابا بنجامين وزير الإعلام السوداني الجنوبي انه يوم حزين للغاية لشعب جمهورية جنوب السودان وشعب منطقة شرق أفريقيا ككل،لقد كان هذا الزعيم الوطني الكبير، وهو الرئيس الذي كان دائما يبذل جهدا لإحلال ا السلام لجيرانه، نحن في جنوب السودان على وجه الخصوص، ننظر لإثيوبيا وخاصة رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي وهو حليف استراتيجي الذي لن يتخلي دائما أبدا عن الصديق.
قال الرئيس النيجيري السابق اولوسيجون اوباسانجو :”ان وفاة رئيس الوزراء الإثيوبي ملس زيناوي كان خسارة كبيرة ،وان الموت قد سرق من أفريقيا القائد الملتزم، والصريح، وذو البصيرة والجريئي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.