عشية وصول الوفود التفاوضية السودانية الى جدة

الجيش والدعم السريع يعملان على حسم المعركة في الميدان

0 58

تقدير موقف: مركز تقدم للسياسات
باءت محاولات الجيش بالفشل لاسترداد مواقعه من قبضة الدعم السريع ، وتحسين موقفه التفاوضي قبل بداية مباحثات وقف أطلاق النار وفق المبادرة السعودية الامريكية بجدة .علي الرغم من الهدنة بين الطرفين ، وتأكيداتهم للأطراف الدولية والإقليمية بالتزامهم بها ، الا أن استراتيجية الميدان فرضت عليهم خوض معارك مصيرية في منطقة وسط الخرطوم “القصر والمطار والقيادة العامة للجيش ” حيث فشل الجيش في استعادة مواقعه السيادية بالخرطوم ، وفي سلاح الإشارة بالخرطوم بحري , والتي استطاع فيها الدعم السريع قطع الاتصالات بين الجيش ووحداته بعد استيلائه عليها ، واندلعت معارك في مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان والتي استهدف فيها الدعم السريع المطار وقيادة الجيش وذلك لقطع الطريق على نقل الجيش الي الخرطوم عن طريق الجو ، ولوقف تحركات الطائرات العسكرية منها أو التزود بالوقود منها .
• من خلال وسائط التواصل الاجتماعي، والمقاطع المصورة، يلاحظ ارتفاع معنويات قوات الدعم السريع ومطالبتهم العلنية لقائدهم بعدم التفاوض مع البرهان، بعد وصول مضادات الطيران التي جددت لهم أمل الانتصار.
• الجيش وشركاءه في الحرب ” الشرطة وكتائب الظل ” صار تواجدهم ملحوظًا على ارض المعركة، مع ثبات في المواجهة، لكن ذلك لم يمكنه من الانتصار، ولكنها أوجدته كمعادلة مهمة ميدانيا.
• كثفت عناصر النظام القديم من نشاطها الإعلامي ضد الدعم السريع، فحوى رسالتها الإعلامية يدور حول جنسية القوات ومدى وطنية قيادتهم ، ترك هذا الخطاب أثره في الاعلام السوداني وصار الراي العام منقسم حوله.
• وسط أبناء دارفور، يسود اعتقاد جازم بأن الجيش والإسلاميين يقومون بتصفية القيادات العسكرية المناوئة للحرب، وأن هنالك عدد من الاعتقالات على اساس الهوية يقوم بها الجيش في الخرطوم، وتقدمت عدد من المنظمات الحقوقية بشكاوى للصليب الأحمر، ووجهت عدد من المنظمات المدنية الدارفورية الاتهام المباشر لعناصر النظام بأنهم قاموا باغتيال نائب مدير قوات الشرطة السودانية الفريق نصر الدين جنجويد بالسم وذلك يوم أمس، وكان الفريق قد رفض في وقت سابق مشاركة قوات الشرطة في الحرب، ويتمتع بعلاقات ممتازة مع حميدتي
• دعا دكتور محمد علي الجزولي، الجيش لتسليح المواطنين واعلان التعبئة العامة، الجزولي معروف بتعبيره عن التيار الداعشي بالسودان وأنه يعبر عن خطابهم الإعلامي، خطابه يتوافق مع استراتيجية الفوضى التي يعمل بها عناصر النظام السابق في مقايضتهم لوجودهم بالآمن والاستقرار مقابل الفوضى والارهاب في حالة إبعادهم عن المشهد أو هزيمتهم في الحرب
• لازالت القوي السياسية والمدنية متأخرة ومترددة في تعاطيها مع الحرب ، لم تنجح التحالفات الرئيسية بالبلاد حتي الان ” قوى الحرية والتغيير- المركزي ، والطرف الاخر في الكتلة الديمقراطية ، والجذريين ” من الخروج من كهف الخلافات والصراعات ، او تقديم رؤية متكاملة تتجاوز طرفا الصراع المسلح ، فبينما الجيش يحارب بحاضنته الإسلامية القديمة ، وبدعم غير مباشر من الكتلة الديمقراطية الاقرب الي النظام القديم وقيادة الجيش ، يحارب الدعم السريع وحيدًا من دون غطاء أو دعم سياسي ، حيث أختار حليفه المجلس المركزي الموقف الوسطي ، في انتظار ما تسفر عنه المعركة ، بينما حمل تحالف الجذريين بقيادة الشيوعي الجيش والدعم السريع والكتلة الديمقراطية والمجلس المركزي مسؤولية الحرب .
• وصول وفد الجيش والدعم السريع الي مدينة جدة مساء الامس، وذلك استجابة للمبادرة السعودية الامريكية، سيؤرخ لمرحلة جديدة من الحرب , قد يصل الطرفين لنتيجة إيجابية في حال اشتمال الوفدين علي قيادات مؤثرة ورئيسية في القيادة، والا، سيكون اللقاء تكتيكي لكسب مزيدا من الوقت لتحقيق الحسم العسكري، في محاولة لإرضاء المجتمع الدولي والإقليمي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.