عقب إعلانه رفض التطبيع مع إسرائيل… صورة متداولة للمهدي مع بيريز تثير جدلاً واسعاً

0 237
الخرطوم ــ السودان نت 

شهدت الساعات القليلة الماضية جدلا واسعا في السودان بعد تداول واسع لصورة على شبكات التواصل الاجتماعي في السودان وتظهر الصورة زعيم حزب الامة القومي الصادق المهدي مصافحا لرئيس الوزراء السابق في اسرائيل شيمون بيريز قيل انها التقطت قبل أعوام شارك الإمام الصادق المهدي في اجتماعات قمة نادي مدريد بغرض التداول والنقاش حول(الديمقراطية والفقر والارهاب) وفق متابعات الراكوبة نيوز .
وعاد الحديث حول العلاقة بين والد زعيم الامة القومي واسرائيل وكذلك جدلية اللقاءات السرية التى قيل انها عقدت في السابق وجاء ذلك التداول عقب اعلان الصادق المهدي رفضه للتطبيع المعلن وتهديده باسقاط الحكومة الانتقالية في السودان .

وتعود قصة مصافحة الصادق المهدي لرئيس الوزراء السابق في اسرائيل شيمون بيريز الى 2005م وحينها أصدر مكتب الصادق المهدي السوداني بيانا بشأن ما نشر عن مصافحة المهدي لرئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شيمون بيريز خلال اجتماعات قمة نادي مدريد حول الديمقراطية والفقر والارهاب.
وكانت تقارير صحفية حينها قد تحدثت عن لقاء جمع بين المهدي ورئيس وزراء دولة إسرائيل السابق شمعون بيريز في العاصمة الإسبانية مدريد، حيث شارك الاثنان في مؤتمر القمة العالمية حول الديمقراطية والأمن والإرهاب، إلى جانب تقارير نقلتها صحيفة الإنقاذ بشأن لقاء مسؤول رفيع المستوى في حزب الأمة بمسؤول المخابرات الإسرائيلية في إثينا، للتباحث حول تدريب عناصر جيش الأمة ودعمها عسكرياً.

وجاء في البيان أن الصادق المهدي هو المسئول العربي السوداني الوحيد الذي يحضر هذه القمة باعتباره من مؤسسي النادي وأنه لم يدر أي لقاء مباشر مع بيريز أو أية مداولات وان كان بيريز قد اقترب من الامام المهدي في مناسبة على هامش القمة مصافحا.
ومضى البيان موضحا أن أطروحات المهدي الرافضة للتطبيع مع اسرائيل إلا في اطار حل عادل يفرض على اسرائيل (عبر الارادة الدولية التي ساهمت في خلق المشكلة بالأساس) أطروحات معروفة وهو كثير التنبيه لخطر التطبيع الثنائي أو اللامشروع ومعارض له منذ اتفاقية كامب ديفيد.. على حد قول البيان.
وفي برنامج شاهد على العصر على قناة الجزيرة الذي تم بثه بتاريخ 8 أغسطس 2015 تطرق الصادق المهدي، في شهادته الثالثة لبرنامج “شاهد على العصر” إلى الظروف السياسية خلال فترة الخمسينيات.
وفي الحلقة يؤكد الصادق المهدي، إن السودان طبق فترة الخمسينيات ديمقراطية “كاملة الدسم” لم تكن موجودة بالمنطقة، من مظاهرها الفصل بين السلطات، وحرية القضاء والصحافة والنقابات، حتى أن الحزب الشيوعي والحركة الإخوانية كانا قد “تعملقا” بالسودان و”تقزما” بمصر.
وبشأن علاقة والده مع الإسرائيليين، لم ينف المهدي معلومات ترددت عن لقاء جمع والده مع مسؤولين بينهم أحد الإسرائيليين بوساطة أحد الأقرباء يدعى محمد أحمد عمر وبتفاهم مع الإثيوبيين.

وعرض مقدم البرنامج أحمد منصور وثيقة بريطانية صادرة في أغسطس/ آب 1954 تشير إلى “لقاءات تمت بالسفارة الإسرائيلية في لندن بين قطبين من حزب الأمة وهما السيد محمد أحمد عمر، والسيد الصديق المهدي، والسكرتير الأول للسفارة الإسرائيلية في لندن مردخاي جازت”.
وكانت أجندة اللقاءات -وفق الوثيقة- تدور حول “تمويل حزب الأمة لمواجهة التدخل المصري في السودان وفتح قنوات تجارية مع السودان لكسر طوق العرب المفروض حول دولة إسرائيل”.
لكن المهدي يشدد على أن اللقاء الذي جمع والده مع المسؤول الإسرائيلي لم يسفر عن أي نتيجة، وأن حزب الأمة لم يدخل في اتفاق مع الإسرائيليين ضد مصر، مشيرا إلى أن عبد الناصر استغل الحادث للهجوم على والده. كما نفي أن يكون المدعو أحمد عمر عضوا بحزب الأمة.
ووفق المهدي فإن قيادات عربية كثيرة بمن فيهم عبد الناصر التقوا بصورة أو بأخرى مع الإسرائيليين.
ويستبعد الضيف في نفس السياق معلومات تتداولها بعض المصادر التاريخية تقول إن جده الإمام عبد الرحمن المهدي كان عميلا للمستعمر البريطاني.

وفي 2016 نشرت جريدة الانتباهه تفاصيل جديدة لزيارة نائب رئيس حزب الأمة القومي د. مريم الصادق المهدي إلى الضفة الغربية للمشاركة في المؤتمر السابع لحركة فتح في رام الله، تلك الزيارة التي وجدت جدلاً وصدىً واسعاً لدى المراقبين الذين أكدوا أن الزيارة تتويج لتطبيع العلاقات مع الكيان الإسرائيلي، وأكدت أن الوصول إلى الضفة الغربية لا يتم إلا بعد الحصول على إذن من إسرائيل، وكشفت تلك المصادر وجود علاقات قديمة بين حزب الأمة وإسرائيل.

وأشار دكتور بندر في حوار مع موقع (سودانيز أولاين) حول العلاقة السودانية الإسرائيلية عام 2007 إلى أن نافذين من حزب الأمة وردوا لإسرائيل أطناناً من السمسم والصمغ العربي وحب البطيخ، وفي عام 2005 وضع الأمين العام للحزب آنذاك عبد الرحمن الغالي خمسة شروط لإقامة علاقة مع إسرائيل، وأشارت تقارير إلى وجود اتصالات للحزب بإسرائيل منذ الخمسينيات بناءً على توصية من بريطانيا، حيث جرت لقاءات في ذلك الوقت بين قيادات في الحزب وقيادات إسرائيلية بحضور الدبلماسي في السفارة الإسرائيلية بلندن مردخاي، وبحثت الاجتماعات تقديم مساعدات للحزب في شكل قروض لتمكينه في مواجهة النفوذ المصري في السودان ومواجهة الأحزاب التي لا تعتبر مصر عدوة لها. ولا تستبعد المصادر عقد مريم المهدي لقاءات جانبية مع قيادات دارفورية موجودة في إسرائيل تعميقاً للتقارب مع اسرائيل.

وعقب اعلان الحكومة الانتقالية التطبيع مع اسرائيل شدد الصادق المهدي على رفضهم لخطوات التطبيع مع اسرائيل، وقال إنهم في انتظار توضيح من الحكومة الانتقالية حول التطبيع وشرعيته، مبيناً أن الحكومة الانتقالية قالت إن التطبيع سيخضع لقرار المجلس التشريعي المنتخب وليس من صلاحيات الحكومة الحالية.
وأكد المهدي انهم سيتعاملون مع الحكومة الحالية كمعارضة حال لجوئها للتطبيع، واضاف: رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو كان على وشك الدخول للسجن وان التطبيع سينقذه منه وان ترامب سيسكب الانتخابات بسبب مواقف السودان .

في غضون ذلك طالبت نجلة زعيم حزب الأمة، مريم الصادق المهدي، بإقالة وزير العدل السوداني، نصر الدين عبد البارئ، على خلفية تصريحاته بشأن تطبيع السودان علاقاته مع إسرائيل.
وكان وزير العدل قال: إن الحكومة الانتقالية مفوضة بموجب الوثيقة الدستورية الحاكمة بإدارة السياسة الخارجية بتوازن وباستقلالية، ووفقاً لمصالح السودانيين، التي تتغير بتغير الزمان والظروف.
وأضاف أن السياسة الخارجية لا ينبغي أن تحددها اتجاهات وقناعات ايدلوجية فردية أو حزبية، وإنما المصالح، والمصالح فقط.
واتهمت مريم في مقال لها ، وزير العدل بانتهاك مهنته ولأصالة مواقف ودوافع ومعارف القوى السياسية الوطنية التي ترفض التطبيع مع دولة اسرائيل.
وذكر الوزير في بيان أن قرار التطبيع سوف يعود على السودانيين بمنافع كثيرة في المدى القريب والبعيد تم الاتفاق عليها، وسوف يرون أثر ذلك في الأيام القليلة القادمة.
وشدد عبدالبارئ على أن لا يوجد شيء يسمى ”ثوابت الأمة السودانية“ لأنه لم يحدث إجماع رسمي في تاريخ السودان على مبادئ تأسيسية محددة وملزمة.
وأردف قائلاً: إن ”النخب السياسية المهيمنة تاريخياً في هذا البلد تفترض أن ما تؤمن به من مبادئ ينبغي أن يكون ملزماً لكل الشعب السوداني المتباين، وأن من يخالفها في ذلك خائنٌ“.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.