قَفـــــــلُ المَرْجَـــــــلِ الكَهْنـَـــــوتِى!

0 61
كتب: آدَمْ آجـــْــــــــــــــرَىْ
.
أئمة الرجعية بعد تبدد وهج القداسة العرقية، وإنكشاف زيفها، يقاتلون الآن فى بِركة الكهنوتية الإسلاموية الموشكة على النضوب، أوقدوا حروباً منبرية يكفرون منها من لا يعترف بحقهم فى الجثم على رقاب العباد، ونيل أتاوة السمع والطاعة المفروضة على الجميع -فلتكن- ولهم الحق فى التشبث بالثدى المتبقى، ذلك أن سلعتهم الرابحة موشكة على الكساد. إستيقنوا الامتياز بعد اليوم سينتفى، لن تسيل بين أيديهم أموال سهلة وسيتعين عليهم تقصيف أصابعهم، وتدريبها على ممارسة مهن بناء حقيقية مثل ما يفعل غيرهم. بالإتجاه إلى العلمانية، فإن الدولة آخذة فى المضى فى الدرب الطبيعى لنمو الأمم. وحيث لا تشاهد اليوم دول دينية ذات شأن، وإن وجدت فإن مظاهر التطور التى فيها فإنها قشورها، مقابل بيع ثروة طبيعية الصدفة أوجدتها، ومكنتها من شراء منتجات تكنولوجيا لشعوب خاملة -وبنية الدولة هى السبب لا الأفراد- وفى ذلك تأكيد بأن الأداة الوحيدة لإنهاء الخمول وتفجير طاقات هى العلمانية. هذا الإتجاه الجديد – والانتكاس وارد- لم يأتى صدفة بل بجهد نضالى دهرى، قضاء سنوات فى جوف ليلة ممتدة ذات حلكة دامسة أريقت خلالها دماء غزيرة وقدمت أرتال الشهداء فى بحر زمنى قارب أربعين سنة من الصمود البطولى. من أشعلوا فتيلها مضوا إلى حياتهم الأخرى مطمئنين، والأحياء منهم يقفون اليوم على حواف اللحود وأهلهم ممتنون لهم أيما إمتنان. هذا وغيره رصيد التضحيات وثمرة قيّمة يقدمها السودان الجديد على طبق من ذهب، بتواضع، وبزهد، لجيل جديد من شباب أكثر وعياً ورقيّاً، لثورة قديمة متجددة. تأكد هذا المشروع، وبات على يقين أن ورثته إستلموا الراية وأغلقوا الباب على ذلك المرجل الكهنوتى الجهنمى، ووضعوا عليه أثقالا تبقيه موصداً إلى الأبد. يقول لهم: فقط إعملوا، بل تجرأوا على تفكيك وكر الشيطان ولا تنطليَنّ عليكم خدع هيئاته النمطية -قرنان، أنياب دامئة وعين عوراء- فذلك تراث، وقد بات اليوم متنكراً بأزياء ناصعة بياضها، خطبه المنبرية مخرجة بإتقان. يقول لكم إعملوا، وقد بات السودان الجديد بتنظيماته وتياراته وبرصيده النضالى وخبرته، ظهيراً لكم..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.