لديهم قضية
جاء في أخبار الأمس أن عمال النظافة بالخرطوم قد قد دخلوا في إضراب مفتوح عن العمل وقاموا بتنفيذ وقفة احتجاجا على تردي أوضاعهم ، حيث كسر عشرات العمال الحظر وشاركوا في الوقفة رافعين لافتات عبروا فيها عن مطالبهم وهي في رأي العبدلله مطالب عادلة لهذه الشريحة التي تعمل في صمت ولا تجد التقدير والإنصاف بل لا تجد المعينات التي تحفظ لها سلامتها وصحتها وصحة أسرها التي تتضرربصورة غير مباشرة .
فالعمال الذين يعملون في جمع النفايات وفتح منهولات الصرف الصحي بولاية الخرطوم يعملون دون وجود أدنى مقومات السلامة الصحية بكل جوانبها المختلفة من لبس للقفازات والاحذية والنظارات وغيرها من وسائل السلامة التي تقي من الإصابة بالمايكروبات بل لا يجدون حتى المطهرات لغسيل الأيدي من صابون وغيره (ولا صابون فنيك شندي) وهذا يعني تعرض هذه الشريحة المهمة والفاعلة في المجتمع وأسرها للأمراض والأوبئة من كبد وبائي ، سل، تايفويد، تيتانوس وغيرها ثم إنتقالها من ثم لاسرهم وهذا شيء مؤسف جدا وغير اخلاقي واستغلال واضح لهذه الشريحه الضعيفة من المواطنين.
إن مسؤولية المحليات (التي تقوم بتشغيلهم) أن أن توفر لهم كافة وسائل السلامة العملية علماً بأن هذه المحليات تجمع أموالاً طائلة من المواطنين والشركات والبنوك والمؤسسات (وحتى الكناتين) كرسوم (نفايات) هذا غير المنازل (بتمشي وين ما معروف) !
في كل العالم (المتحضر) يعتبر عمال النظافة من (العظماء) فهم يقومون بخدمة جليلة وعظيمة ﻻ يمكن أن يستوفون حقها ، ففي دولة الصين مثلاً تم نصب تمثال في إحدى مدنها يمثل عامل النظافة تقديراً لدوره في المجتمع، وتعبيراً عن احترامهم له ودليلاً على تثمين الدولة لما تقوم به هذه الشريحة .
في اليابان يطلق على عامل النظافة (مهندس الصحة) براتب يصل إلى 8000 دولار أمريكي في الشهر ، وتعتبره اليابان من أهم موظفي الدولة، وتحرص على أن يعيش حياة كريمة موفرة له مسكن مزود بكافة الأجهزة الكهربائية والترفيهية.
وفي ألمانيا نال عامل النظافة المركز الأول من بين المهن التي حازت تقدير سكان مدينة برلين الألمانية، حسبما أظهر استطلاع أجراه معهد (فورسا) الألماني لبحوث وقياس الرأي العام حيث أورد القائمون على الاستطلاع أن سر هذا التقدير يرجع إلى كون عمال النظافة يقومون بعمل ضروري لا يستطيع الإنسان إنجازه بنفسه وبكفاءة عالية.
أما في بريطانيا فيشترط القانون البريطاني على أن يكون المتقدم لمهنة (عامل النظافة) بريطانيا لا يحمل أي جنسية أخرى احترامًا لتلك المهنة وتوطينها، واعتبرها من المهن التي تمس الأمن القومي، وذكر موقع (باي سكال) البريطاني، أن متوسط دخل (عامل النظافة) البريطانية يصل إلى 6.71 جنيهات إسترليني في الساعة الواحدة أي ما يعادل حوالى ألف جنيه سوداني !
وكذلك في السويد يشترط عامل النظافة أن يكون سويديًا، وهو ما يدل على أهمية توطين هذه الوظيفة لدى دول العالم الأول، ويصل راتبه إلى 5000 دولار شهرياً (شوفوها بتعمل كم؟)
وفي أمريكا (التي دنا عذابها) يعتبر الحصول على وظيفة (عامل النظافة) من أصعب الأمور حيث يتهافت عليها آلاف المواطنين كل عام، وتشير الإحصائيات إلى تقدم أكثر من 100 ألف شخص سنويا للتنافس للحصول على هذه الوظيفة ويعود السبب في ذلك للراتب الكبير الذي يتم تقاضيه، فخلال العام الأول فقط يتقاضى أكثر من 34 ألف دولار سنوياً وبعد 5 سنوات يصل الراتب السنوي لعامل النظافة 70 ألف دولار سنوياً وفقاً لما ذكرته صحيفة (هافينجتون بوست) الأمريكية.
أها يا جماعة الخير نحنا عارفين روحنا دولة (تعبانة) وقدامنا (كم سنة ضوئية) حتى نكون في مستوى (ولو قريب) من الدول الفوق دي ولكن (أضعف الأيمان) وجفاظا على سلامة العاملين (ديل) وأسرهم فإن واجبنا الأخلاقي يحتم علينا أن نقف مع هذه الشريحة (المستضعفة) موجهين جميع المحليات بجميع ولايات السودان بدراسة ومعالجة مشكلاتها فوراً خاصة التي تتعلق بالسلامة الصحية وذلك بالآتي :
• انشاء قسم سلامة العاملين بجميع محليات السودان مع توفير جميع متطلبات السلامة اللازمة .
• عمل فحوصات صحية دورية للعاملين مع توفير سبل الوقاية والعلاج
• تدريب وتوعية العاملين بمخاطر عدم اتباع موجهات السلامة وكيفية التعامل مع النفايات والمنهولات بصورة صحيحه.
• مراقبة العاملين للالتزام بموجهات السلامة .
• توعية المواطنين بتثمين وتعظيم الدور الذي تقوم به هذه الشريحة
كسرة :
وقبل ده كووولو حسنوا ليهم مرتباتهم و(أدوهم ليها في مواعيدا) !
كسرات ثابتة :
• أخبار الخمسة مليون دولار التي قال البشير أنه سلمها لعبدالحي شنووو؟
• أخبار القصاص من منفذي مجزرة القيادة شنووووو؟
• أخبار ملف هيثرو شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة حتى نراهم خلف القضبان)
• أخبار محاكمة قتلة الشهيد الأستاذ أحمد الخير شنوووووو؟ (لن تتوقف الكسرة إلا بعد التنفيذ)