لقاء الأحبة في جوبا

0 163
كتبت: أسماء الحسيني
.
عدت إلى جوبا عاصمة دولة جنوب السودان في شوق للقاء الأحبة، وأنا أشعر أن أجزاء من روحي تعيش في تلك البلاد التي التقيت بأهلها أول مرة منذ عشرين عاما، ولمست فيهم منذ أول وهلة طيبة وسماحة وتواضعا وكرما إنسانيا وحبا كبيرا لمصر.
لا أنسي إحساسي وقتها بأن هذا الشعب منا ونحن منه، ولا أنسى نظرات الأمهات الجنوبيات الحانية اللاتي كن يغمرنني بكل مشاعر الدفء والرعاية، ولا أنسى النظرات في عيون الأطفال الجنوبيين الذين تمنيت لهم أن يكونوا في حال أفضل، وأن يودعوا الحرب والبؤس إلى غير رجعة.
عقدان من الزمان تخللتها زيارات عديدة لأنحاء الجنوب لحضور زيارات رسمية، ولقاءات قيادات الحركة الشعبية، وأخرى للقيادات السودانية في جوبا، واجتماعات الجامعة العربية لدعم الجنوب التي نظمها السيد عمرو موسى ، واستفتاء تقرير المصير، ثم إعلان دولة الجنوب عام 2011.
في خضم تلك الزيارات التقيت مع شخصيات جنوبية عديدة ، ونمت علاقات إنسانية وصحفية وطيدة مع عديدين، أصبحوا عائلتي في دولة الجنوب.
والمؤثر هو تلك الحفاوة البالغة التي يغمرك بها أهل جنوب السودان، وهذا الدفء الإنساني الكبير، وقد سمعت أعضاء وفود التفاوض السودانية الذين استضافتهم جوبا لمدة عام كامل، وهم يعبرون عن أسفهم لغيابهم عن هذه البلاد الطيبة.
إن شعب جنوب السودان مازال يحس بأواصر القربى مع العالم العربي، وعلينا جميعا الاقتراب أكثر من جنوب السودان وشعبه، وفهم أحواله والتحديات التي تحيط به والتعامل معها، إن وساطة جنوب السودان الناجحة في سلام السودان، تفرض علينا جميعا مد يد العون الحقيقي للدولتين في السودان وجنوب السودان من أجل دعم سلامهما المشترك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.