ما مقطُوعِين من شِدر فكانت قحتُ إثنان!

0 86

كتب: آدَمْ أجْـــــــــــــرَىْ

.

طبيعة القادة العسكريون السودانيون فيها يمكن أن نعتبرها خللاً كبيراً متمثلاً فى عدم إستعدادهم نفسياً للخضوع لسلطة المدنيين. شتم العسكرى صراحة أخف وطأة لديه من نعته ب(مواطن). دفعة أحد العسكريين إلى اليوم زعلانين منه ليس بسبب تمرده، ولا لإعادة توجيه بندقيته عليهم، بل لقبوله شن حربه عليهم تحت إمرة قادة يعتبرونهم مدنيين، بدلاً أن يقودهم هو. هؤلاء لا شك أنهم بعد الثورة إتخذوا المدنيين طرفاً مناوئاً. التفرج على جهة -إعتبروها مجهولة- تجرأت على تشتيت جمهرة المواطنين أمام قيادتهم، يؤكد أنهم -على أقل تقدير-لم يكن لديهم مانع من التخلص من الرصيد السالب لذلك الإعتصام فسهل تنفيذه.

(ما يهددونا بالشارع برضو عندنا شارع) لم يكن لدينا تصور عن شكل ذلك الشارع المضاد، فلم تمر الكثير من الوقت حتى عجت قاعة الصداقة بحشد لا يقل عن خمسة الف شخص، قيل أنهم قحت الحقيقية، مفجروا الثورة، وقادتها الحقيقيون، فكان إنشقاقاً للحرية والتغيير، التى يجب ألا تلوم أحداً غير سلوكها فى إدارة السياسة والحكم. أحد قادة الإنشقاق يقول أنه تم إقصاءنا -أخصاءنا- والأمر تسنده حقائق، أولها قبل عامين عندما غضت قحت الطرف عن عملية إبعاد ممثلى حلفائها معصوبى الأعين إلى جوبا ولم يصدر منها موقف حقيقى معترض -تحسبهم أذكياء فلا ينظرون إلى الأمام شبراً واحداً- عادت وأبرمت معهم إتفاقاً فى أديس أبابا، سرعان ما تخلت عنه بمجرد وصولها الخرطوم. إنعدمت الثقة بين الطرفين، فإقتنص العسكريون سانحة عظيمة لكسب حاضنة، بناء تحالف، وتأسيس قحت جديدة خصماً من رصيد قحت الأولى، إستلموا ملف إدارة السلام، وعبره باتوا لا يأتون إلا بمن سيكونون لهم حلفاء شرطاً، أما من لا يضمنون جانبهم، جعلوهم ينتظرون فى غاباتهم حتى لا يدخلوا الخرطوم، فيكونون خصماً عليهم..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.