ما وراء ال 5 دولار

0 60
كتب: كمال كرار
.
عندما قال عثمان دقنة قولته الشهيرة (يا ود علي أنا أتقبضت علك ما تكون بعتني رخيص)،دخل التاريخ من باب البطولة والشجاعة..أما ود علي فقد دخله من باب الخيانة ..
وأحفاد عثمان دقنة بالأمس في كسلا،استمعوا لأحفاد ود علي وهم (يبيعونهم بالرخيص) ..5 دولارات كل شهر لمدة سنة او ستة شهور كما قالت فلانة بنت فلان ..نقلاً عن مؤسسة تبيع الدول النامية وشعوبها (بالرخيص جدا) إسمها البنك الدولي ..
وال 5 دولار ..عند الخواجات لا تساوي ثمن علبة (دراي فوود) للكلب أو للكديسة،ولكنها في نظرهم كافية للشعب السوداني مقابل طحنه وعصره في مكنة صندوق النقد إلي أن (يجيب الزيت)،إما انتقل بعدها للمقابر أو غادر مربع الثورة وطفش من البلد ..
وال 5 دولار ..هي التعويض (الباذخ) للأسعار التي ارتفعت بحجة رفع الدعم،وللجنيه الذي انهار باسم التعويم،وللسلع المستوردة التي طلعت السماء باسم توحيد الدولار الجمركي.. وهي أيضاً ثمن السكوت على سرقة الثورة ..
وال 5 دولار اللعينة هي ثمن السكوت على الدماء التي سالت ..والشهداء الذين ماتوا ..من الدكتور علي فضل ..وإلي شهداء القيادة والمدن الأخرى وبينهم مئات الشهداء والشهيدات ..
وال 5 دولار التي يراد بها إذلال شعب السودان،يراد بها أيضاً مسح الثورة وجعلها أثراً بعد عين ..طالما أنها (تكسر عين الثوار كنداكات أو شفاتة)..
وال 5 دولار ..برنامج لعين إسمه (ثمرات).. حام في نواحي سوبا وأمبدة ذات يوم،وبالأمس طافوا به علي كسلا ..(دم أحمد الخير بي كم ؟)
وما وراء ال 5 دولار قصة ثانية إسمها الرقم الوطني،والشريحة التلفونية ومنظمة الفاو ..
واطلعت علي اتفاقية بين وزارة المالية وهذه المنظمة تتعلق بالدعم الفني لهذا البرنامج (اللعين)،وفي بنودها ما يفيد بتسليمها كل البيانات الخاصة بالشعب السوداني والموجودة في السجل المدني،لفائدة توزيع ال 5 دولار ..
وكيف تسلم حكومة ما بعد الثورة ..البيانات الشخصية للناس لطرف ثالث أجنبي !! وما أدرانا أن هذه المعلومات لن تذهب للاستخبارات العالمية،أو لفائدة أجندة أخري ؟
وهل أخذت الحكومة موافقة الناس على ذلك ؟؟ وكيف يسمح السجل المدني نفسه بتسريب معلومات (خاصة جدا) ولأغراض الرقم الوطني فقط..كيف يسمح لنفسه بتسليمها لطرف أجنبي!! والمعلومات نفسها تشمل الإسم وتاريخ الميلاد والحالة الاجتماعية والسكن والعمل ..وغيرهم …
هدف هذا العمود (الأول)تحريض الثوار (من الجنسين) ..على رفض الرشوة التي يقدمها البنك الدولي من أجل أن نصمت على (الأعوج)..والهدف الثاني ألا تسمحوا لكائن من كان أن ينقل معلوماتكم الشخصية لطرف ثالث ..
وكلمة أقولها لحكومة ما بعد الثورة ..إنابة عن نفسي ..إن اتصلتم بي يوماً بشأن برنامجكم اللعين ثمرات ..فستقفون متهمين أمام المحكمة أنتم وشركة الاتصالات التي سلمت (رقمي) لطرف ثالث ..لن نبيع المواقف والمبادئ لقاء المال كما يتصور صندوقكم ..
ويا أيها الشعب العنيد ..أي كوز مالو ؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.