معارك محدودة بين طرفي الصراع دون تغيير جوهري على خطوط التماس
قوي الحرية والتغيير وجولتها الافريقية، بمشاركة أعضاء في مجلس السيادة قد تشكل قطيعة مع البرهان
الإثنين والثلاثاء , 3,4 يوليو
متابعة وتقدير للموقف
السودان نت
ميدانيًا:
– دارت معارك طاحنة بين الجيش والدعم السريع في منطقتي أم درمان والخرطوم، لم تسفر عن تغيير كبير يذكر في ميدان المعركة التي لازالت كفتها تميل لصالح الدعم السريع، رغم إعلانات متكررة من الفريق ياسر العطا ان الجيش يقوم بتطهير احياء ام درمان من قوات الدعم السريع الا أن الحقيقة تقول بانه يحاصر حاميات وقواعد الجيش في مناطقه المتبقية في أمدرمان والخرطوم وبحري ويستميت في الدفاع عنها بواسطة سلاح الجو الذي يعاني من مضادات الطائرات التي ظهرت في ميدان المعركة وجعلت تأثيره محدودا على مجريات الحرب.
– معارك اليوم الثلاثاء، مسرحها يؤشر الى ان الدعم السريع هو الذي بدأها بهدف تحقيق استراتيجيته القتالية في أمدرمان ، تدور المعارك في محلية كرري بأم درمان ، وتتركز على معسكر الاحتياط المركزي الذي بات نقطة تجمع لقوات النخبة الخاصة والميليشيات الإسلامية، وهو يمثل همزة الوصل بين قاعدة وادي سيدنا حيث مطار الطيران الحربي وبين معسكر قوات المهندسين والسلاح الطبي، وهي اخر مواقع الجيش. سيطرة الدعم السريع على هذا التقاطع الاستراتيجي، فان الحصار سيطبق من كل الجهات على باقي المواقع التي يحتمي بها الفريق ياسر العطا وعدد من قادة الجيش والاستخبارات الأساسيين.
– تقول المصادر المختلفة ان حامية الجيش في مدينة “زالينجي” عاصمة ولاية وسط دارفور قد سقطت بيد قوات الدعم السريع، مما يجعل حاميات الجيش في ولايات دارفور الخمسة في حكم المنتهية، بما في ذلك اخر المعاقل القوية للجيش في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، والتي بقيت خارج سيطرة الدعم السريع بفضل تفاهمات بين طرفي الصراع والقوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح والإدارات الاهلية لتحييدها وتأمينها. ويرى مراقبون ان أي محاولة من الدعم السريع للاشتباك مع حامية الجيش القوية في الفاشر ستفجر نزاعا قبليا شديد الخطورة نظرا لوجود عدد كبير من المكونات الدارفورية في الحامية تم استقطابهم من الحركات المسلحة وفق اتفاقات السلام السابقة ، لهذا تم تحييدها في الوقت الراهن والاعتماد على التفاهمات الثنائية بعدم الهجوم عليها .
– في اليوم الثالث لدعوة البرهان للشعب السوداني الي حمل السلاح دفاعًا عن وطنه ودعمًا للجيش، لا يوجد تجاوب يذكر في مناطق الصراع المباشر ” الخرطوم والولايات الغربية ” ويلاحظ استجابة ضعيفة في الولايات الشمالية والقضارف بشرق السودان. دعوة البرهان تشير لضعف سلاح المشاة في القوات المسلحة مقابل الدعم السريع الذي يشهد زيادة عددية في قواته وانتشار ملموس في الأقاليم، مما يعني فشل استراتيجية الحرب النوعية التي كان يراهن عليها الجيش في حرب المدن وذلك بمعاونة المجاهدين والعناصر الإسلامية، وتلويحه بخيار الحرب الاهلية وذلك عبر التسليح الانتقائي لمجموعات عرقية في شرق وجنوب وغرب البلاد، بهدف وضع الدعم السريع في مواجهة المكونات الاجتماعية المعادية له.
سياسيا:
– الخبر الذي اثار العديد من التساؤلات في الخرطوم، هو تمكن عدد كبير من قادة قوى الحرية والتغيير وممثلين عن تيارات مدنية ومهنية مغادرة الخرطوم والبدء في جولة افريقية وعربية ، لكن اللافت والذي قد يستدعي اجراء سريعا من البرهان هو خروج اثنين من المجلس السيادي مع الوفد وهما الطاهر حجر والهادي ادريس (من كبار قادة الحركات المسلحة)، اجتمع الوفد بالرئيس الأوغندي يوري موسفيني في قصر الرئاسة نهار الاثنين 3 يوليو.
– ضم الوفد المدني السوداني كلاً من د. الهادي ادريس والطاهر حجر ومحمد الفكي سليمان ومحمد حسن التعايشي ونصر الدين عبد الباري وياسر عرمان وطه اسحق عثمان اسحق وابراهيم الميرغني وخالد عمر يوسف.
– أكد الوفد بحسب الناطق باسمه خالد يوسف: أهمية وقف الحرب وايجاد حل سياسي شامل وعادل يقود لبناء جيش واحد قومي ومهني وإقامة حكم مدني ديمقراطي وسلام مستدام، كما أكد الوفد أهمية الدور الافريقي في الحل”. كشف موسيفيني عن تواصله مع البرهان وحميدتي من أجل التوصل لاتفاق لوقف الحرب .
– سيتوجه الوفد الى العاصمة التشادية انجامينا، للاجتماع مع الرئيس محمد ادريس ديبي، لشكره على استقباله للاجئين السودان وموقفه المحايد وعدم القبول ببلاده ان تكون ممرا لدعم استمرار الحرب.
خلاصة
• الوفد يمثل تحالف قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي، المؤيد للاتفاق الاطاري والمتهم لدي الجيش وعناصر النظام القديم بدعم قوات الدعم السريع في حربها ضد الجيش، هذا اللقاء يمثل تدشينا لأنشطة المجلس المركزي وتمهيدًا لمشاركته في الحل السياسي الشامل وفق إعلان الآلية الرباعية للإيقاد لسلام السودان المتعلق بالمسار السياسي للمبادرة الافريقية، ويتوقع أن تتواصل هذه الزيارات لتشمل دول الجوار السوداني خصوصًا أعضاء الآلية الرباعية، جنوب السودان واثيوبيا وكينيا وجيبوتي، وهو الامر الذي قد يشكل قطيعة لهذه الدول مع البرهان، نظرا لتوتر علاقاته مع عدد من دول الايقاد وانتقاداته العلنية التي صرح بها هو وأركان المجموعة العسكرية لكينيا، واثيوبيا بعد انضمامها للآلية الرباعية الافريقية ، والتي كان يرغب ان تبقى رئاستها بيد جنوب السودان .
• تصريحات تحالف قوي الحرية والتغيير المجلس المركزي لم تغادر محطة الحياد والدعم ” الخجول” للدعم السريع الذي يطالبهم بمواقف قوية وواضحة تجاه الصراع بما يحقق له الشرعية السياسية أسوة بالجيش والعناصر الإسلامية. تردد قوي الحرية والتغيير قد يدفع الدعم السريع لتجاوزهم في حال حسمه للمعركة وابتداع تحالف سياسي جديد، قوامه المنظومات المدنية , وذلك من خلال إدارات محلية في المناطق التي تمت السيطرة عليها ، لتدير مرافق الدولة، بعيدا عن القوى السياسية المترددة في حسم موقفها من الحرب .
• ما يروج في الخرطوم , وهو ما نفاه الناطق باسم الوفد وبعض الأعضاء ان قوى الحرية والتغيير تسعى لإقامة حكومة مدنية وإعادة حمدوك على راسها، وبالتالي فتح نزاع على الشرعية، سواء شرعية الامر الواقع الذي تمثله قوات حميدتي التي تسيطر على غالبية مرافق الدولة بما فيها البنك المركزي والوزارات والمطارات الرئيسية ومصافي البترول ومحطات المياه والكهرباء، او شرعية حكومة المجلس العسكري المنقلبة في أكتوبر الماضي على حكومة حمدوك.
• وجود عضوي مجلس السيادة الطاهر حجر والهادي إدريس في الوفد، يعد إعلانا رسميا لموقفهم من الحرب، الامر الذي سيضعهم في مواجهة مباشرة مع البرهان رئيس المجلس السيادي ، قد تنتهي بعزلهم رسميا أو تقديم استقالاتهم، وفي الحالتين سيضعف ذلك من الهيكل التنفيذي للدولة وشرعية حكومة البرهان التي يسيطر عليها الإسلاميون منذ انقلاب أكتوبر على حمدوك ووضعه تحت الإقامة الجبرية التي وضعت البلاد بعدها على طريق الحرب الاهلية .