معلقاً على التدمير الكبير لـ(مركز مالك الثقافي) من قبل النظام البائد.. كتب الفريق مالك عقار: “كادت عيونهم بالبغضِ تنطق لي .. حتي كان عيون القوم افواهُ”

0 58
كتب: الفريق مالك عقار/ عضو مجلس السيادة الإنتقالي
.
كادت عيونهم بالبغضِ تنطق لي
حتي كان عيون القوم افواهُ
بهاء الدين زهير
وكل دور إذا ما تمّ ينقلبُ.
تلك الأيام نداولها بين الناس.
في هذه اللحظات بعد ١١ عام وستة أيام دخلت ما تبقي من مركز مالك الثقافي التي كانت لُجة من أدوات المعرفة .(ديل بس أربعة دانات بتاعة الدبابة !!! ) عقّب احد الحاضرين. بس !!! ياليتة علم ان المقتول ليس أكوام الأسمنت والحديد السيخ بل هي المعرفة وتكريس الجهل مع إخواتها الفقر والمرض. ظاهرة تدمير المكتبات ليست جديدة بل شايعة عبر التاريخ القديم ،اما في التاريخ الحديث في صارت محميات شبة مقدسة الا للذين في قلوبهم مرض .قراءات كيف دمر المغول مكتبة بغداد وكيف دمرت مكتبة الإسكندرية إبان حكم عمر بن العاص بإعياز من الخليفة. اليوم وقبل ١١ عام وأربعة أيام رأيت كيف دمر اللواء يحي محمد خير بإعياز من البشير هذا الصرح العلمي الثقافي،
رأيت كيف أن ليس للحقد حدود ولايرحم أي شئ حتي ولو كان صرحا ثقافيا، اليوم تذكرت تاريخ التتر وتدميرهم لدور العلم والمعرفة، تذكرت تدمير بغداد .
نظرت مدققا علي هذا الخراب الذي ليس له مبرر، هنا كانت المكتبه والرفوف تحتضن مئات الآلاف من أقيم الكتب والمخطوطات لاسيما الأرشيف البريطاني في السودان و SNR ، هنا كانت المكتبة الاكترونبة التي كانت تحتوي خمسة مليون كتاب، هنا كان المعرض الافريقي، وكانت القاعات وكانت وكانت. الان كل شيء صار لا شيء، بنت العناكب والصاصير مداخلها ما تبقي من الجدار ساتر لقضاء الحاجة يقطنها جيش جرار من أفراد الذباب والناموس تعجبك أجسامهم وتحسدهم علي صحتهم ،والصحة نعمة.
ثُرت وغضبت لهذا الجهل، لكن قلت لماذا الثورة، طالما كل شيء يموت ، حتى الذكريات ، ويحل محلها نوع من الحكمة الباردة يجعل الندم يهدأ.. فلماذا أثور ..؟
ضحكت علي أشجار الزينة التي زرعتها وكنت أهذب شكلها تحررت وانطلق فروعها الي عنان السماء تغازل الشمس والقمر معا ، كانت فروعها تتمايل بهدوء وكأنها فرحة بوصولي فرحة قد تكون حذرة خوفا من جزّها مرة أخرى، قلت لها أنتم هكذا أحلي.
اما أشجار المانجو تحيط بالمني الخراب تستر عورتها وتطفق عليها باوراقها والخراب، جامد صامد وكانة نزل عليه الرحمة الإلهية التي تخفف ألم الموت.
كانت كل عيون الحضور مصوبة علي تقراء ماذا يكون رد فعلي ، لكن دون شعور وجدت نفسي أبتسم واكرر في نفسي ، كل دور إذا ما تم ينقلبُ . و لماذا أثور!!!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.