*مفهوم ديمقراطية التعليم*

0 126
كتب: صدقي كبلو
.
نشرت في مجلة احترام العدد الثاني مارس 2006م.
لعل شعار “ديمفراطية التعليم” كان أهم شعارات الحركة الديمقراطية وسط الطلاب والمعلمين خلال فترة نهوض الحركة الديمقراطية في الستينات قبل انقلاب مايو، بل أنه شغل كثيراً من العاملين بالتعليم العالي حتى أن المرحوم البروفسور النذير دفع الله، وكان مديراً لجامعة الخرطوم، قد اختار أن يقدم محاضرة عند تقاعده عن ديمقراطية التعليم وهو ذلك العالم الباحث الذي ترك اسمه في سجل العلوم البيطرية في السودان، وكان بوسعه لو أراد أن يقدم محاضرة عن بعض قضايا بحوثه التي شغلت العاملين في ذلك المجال. ولكنه اختار أن يكون حديثه وهو يودع موقعاً شغله بجدارة وكفاءة واقتدار، عن ديمقراطية التعليم. وفي نفس الفترة تقريبا (وأنا أكتب عن الذاكرة)، اختار معلم الأجبال المرحوم الأستاذ عباس علي أن يترجم مقالا ً طويلا نشر في “الماركسية اليوم”(1) عن ديمقراطية التعليم وكتب المؤرخ الدكتور محمد سعيد القدال كتابه حول التعليم في مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية ولكن الشعار تراجع وانزوى بفعل ما لحق بشعارات الحركة الديمقراطية من تزوير وإفراغ للمحتوى على أيام انقلاب مايو وثورتها التعليمية التي تؤرخ لبداية انهيار التعليم العام والجامعي والعالي في السودان. ولكن ماذا يقصد الناس عندما يتحدثون عن ديمقراطية التعليم؟
إن مفهوم ديمقراطية التعليم هو جزء من مفهوم مركب وغني للديمقراطية يتجاوز المفهوم السياسي للديمقراطية (وهو مفهوم ضروري وأساسي يتطور بالإضافة إليه لا بالحذف) إلى مفهوم ينشر الديمقراطية في خلايا المجتمع الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وهو يدعو لنشر الديمقراطية في مجال التعليم في ثلاثة محاور أساسية:
ـ مجال تعميم التعليم بجعله إلزاميا ومجانياً في مستوى التعليم العام، وجعل فرصة متاحة على قدم المساواة في التعليم العالي وفقا للاستعداد الذهني وقدرات الطالب التحصيلية وما يبذله من جهد، لا وفقاً على قدرة الطالب على الدفع، وهذه مسألة تبدو طبيعية وسهلة التحقيق ولكنها في الحقيقة مسألة شائكة سنحاول إلقاء الضوء عليها في فقرات قادمة.
ـ مجال ديمقراطية المناهج والمعارف وتمليك التلاميذ والطلاب القدرة على الاستيعاب والبحث والاستقصاء وتكوينه الرأي المستقل وإدراك نسبية الحقيقة، وهي تشمل إعداد المعلم الديمقراطي والذي دون الإخلال بواجبه في إعطاء الطلاب المعارف الأساسية إلى تهيؤهم للتميز والتفكير المستقل والاطلاع الواسع، يعطيهم منهجاً للتعليم في مستقبل حياتهم لا يلقنهم فقط نتائج العلوم بل كيفية الوصول إلى تلك النتائج وغيرها بأعمال فكرهم وبحثهم وتجاربهم المعملية والحياتية، فديمقراطية المناهج تلغي التلقين للحقائق المطلقة وتزرع شك المعرفة والاكتشاف والاختراع مع تدريب في طرق البحث والتفكير والاستقصاء والاستقراء واستعمال أدوات وتقنيات العلم الحديث.
ـ مجال ديمقراطية إدارة التعليم، والتي تحول المدرسة والمعهد والكلية والجامعة إلى مؤسسات ديمقراطية، يشترك كل أعضاءها في إدارتها وفي وضع قوانينها ولوائحها. ويكون الطلاب والمعلمون أھم أساس إدارتها وللآباء ومنظمات المجتمع المدني دور في إدارتها وتوجيهها والرقابة عليها.
ديمقراطية التعليم العام:
يمكننا التعرض لقضايا ديمقراطية التعليم العام وفقا للمحاور الثلاث التي أوضحناها من قبل:
المجال الأول: ديمقراطية التعليم العام بمعنى تعميمه حتى يصبح متاحا لكل الأطفال والشباب في سن التعليم العام، ولجعله متاحا لا بد من أن يكون موجودا في المكان المناسب، وأن يكون مجاناً، وأن تتوفر له أدوات ووسائل التعليم، أن يتوفر العدد المناسب من المعلمين والمعلمات المدربين تدريبا علمياً مناسبا للقيام بمهنة التعليم في المواد والفنون والعلوم والتطبيقات التي يراد تعليمها، فلا يكفي مثلا فتح مدرسة تكون بعيدة من القرية والحي ولا تتوفر وسيلة النقل المناسبة، كما لا يكفي أن تفتح المدرسة وليس بها كتب أو معدات ووسائل تعليم أو ينقصا المعلمون والمعلمات، أو يطلب من التلاميذ احضار مقاعدهم وكتبهم وكراساتهم، أو دفع مبلغ من المال للمدرسة للحصول عليها.
ويمكن هنا أن يبدأ البرنامج بتعميم التعليم الأساسي، مدرسة أساس لكل قرية أو مجموعة قرى مع توفر النقل أو الداخلية، على أنه يمكن أن تكون المدرسة مختلطة تلاميذ وتلميذات للفوائد التربوية ولاختصار التكلفة الاقتصادية. ثم ننتقل لمدرسة ثانوية لكل عدد من المدارس الأساسية،حتى نصل لهدف مدرسة ثانوية قصاد كل مدرسة أساس وحينها نكون وصلنا بالتعليم العام لمرحلة الإلزام.
تنطلق ديمقراطية مناهج التعليم العام من تحقيق هدفين، نظري وتطبيقي، الأول يعد التلميذ لكي يتعلم، ويزرع فيه حب المعرفة والبحث والاستقصاء ويسلحه بالأدوات الضرورية للمعرفة والتعلم وبالمنهج العلمي، والثاني يعدّه للحياة وقضاياها اليومية معيشية واجتماعية وسياسية واقتصادية، فيملكه فنون فعل الأشياء وانجاز الأعمال وكيفية المشاركة في الحياة الاجتماعية وسط أهله وبيئته وهنا تكمن ضرورة الربط بين الدروس والمناشط التربوية كالجمعيات المدرسية والفرق الرياضية، وضرورة شمول المناهج الدراسية لبرامج تعليمية تطبيقية في مجالات الصناعة والزراعة والتكنلوجيا.
ديمقراطية الإدارة: نبدأ بتطوير تجارب مجالس الآباء والأمهات والمعلمين لتنتخب إدارات للمجالس، يمثل فيها الأباء والأمهات والمعلمون والتلاميذ، وتطوير الجمعيات المدرسية والمنازل الرياضية لتصبح إلى جانب دورها المعرفي أدوات ديمقراطية لإدارة المجالس، ومناشط للتدريب الديمقراطي ونشر المعرفة والتقاليد الديمقراطية.
ديمقراطية التعليم العالي:
ويطرح مفهوم ديمقراطية التعليم العالي على نفس المستويات الثلاث في ارتباط وثيق بديمقراطية
التعليم العام.
القضية الأولى: ديمقراطية القبول للتعليم العالي:
ترتبط قضية ديمقراطية القبول بالتعليم العالي بقضية أساسية في الديمقراطية الاجتماعية، وهي:
الفرص المتساوية للجميع باختلاف وضعهم الطبقي والاثني والديني والثقافي والإقليمي وهي باختصار تسمى في الأدب المنشور والشعارات العامة “سياسة الفرص المتساوية “Equal Opportunities ” بالطبع لا يكفي رفع الشعار أو كتابته في القانون أو إعلانه كسياسة عامة بإتاحة الفرص المتساوية، سواء كان ذلك في مجال التعليم أو غيره.
ولنحصر حديثنا حول التعليم في السودان، موضوع هذا الفصل، ونقول إن اتاحة الفرص المتساوية في القبول تعني لكي لا تكون المسألة شكلية إتاحة تعليم متساو وفرص تحصيل متساوية في المدارس الثانوية، فلكي تكون الفرص المتاحة لطالب متقدم للجامعة من نیالا الثانوية وآخر من
الخرطوم القديمة متساوية لابد أن تكون المعامل متطابقة والمكتبات المدرسية والكتب المدرسية والمعلمون المؤهلون متاحين في المدرستين. كما لابد أن تتاح لطالب نیالا إمكانية ووقت للتحصيل كما يتاح لطالب الخرطوم القديمة، أو العكس، بوجود الكهرباء والجاز الأبيض، وبعدم المشغولية في
الوقوف في صف الرغيف أو السكر أو القيام بعمل عضلي مجهد بعد المدرسة لكسب قوت العائلة.
وليست هذه أفكار اشتراكية أو يسارية، ففي البلدان الرأسمالية تقدم المدرسة وجبات للغداء لكل الطلاب من كان غنياً يدفع أو يأت بوجبته معه ومن كان فقيراً يعطى الوجبة ويدفع المجلس المحلي نيابة عنه، دون أن يعرف أحداً من يدفع من جيبه ومن يدفع له المجلس.
ولقد كانت مدارسنا الثانوية الداخلية تتيح لأبناء الفقراء فرصاً متساوية مع غيرهم عندما كانوا يقبلون مجاناً بينما يدفع أبناء الأغنياء المصاريف وهم يأكلون نفس الطعام وينامون في نفس العنابر ويحضرون نفس الحصص ويعملون في نفس المعمل وتوزع عليهم الكتب ذاتها! ولكن بانهيار المدارس الداخلية واستبدالها بمدارس أكثر في المدن حيث الطلاب خارجين، لم تعد الفرص المتاحة متساوية وعاد التعليم ليصبح طبقياً. أصبح التلميذ والطالب يعاني مشكلة المواصلات ويواجه مع عائلته مشاكل المعيشية اليومية، وقد يجد أو لا يجد الجو المناسب لاستذكار ومراجعة دروسه، خاصة عندما أصبحت الكتب الدراسية نفسها سلعا غير متوفرة إلا للقادرين.
وكان أبناء الفقراء يتقدمون للقبول للجامعة وهم يعلمون أن شهادات فقرهم لن تقف أمام قبولهم أو مواصلتهم لتعليمهم لأنهم سيسكنون مجاناً ويأكلون مجاناً وليس أمامهم إلا الاجتهاد للنجاح ورفع مستواهم ومستوى أهلم، ولكن الآن وقد أدخل نظام جديد وأصبحت المصروفات الدراسية عالية
وعلى الطلاب أن يعولوا أنفسهم أو أن تدفع لهم مصاريف إعالة لا تكفي لأعاشتهم، فأين الفرص المتساوية؟
وأصبحت هناك جامعات ومعاهد أهلية وخاصة (2) ولم تعد هناك بعثات لدول اشتراكية وتغير نظام جامعة القاهرة الفرع (جامعة النيلين الآن) منذ أيام نميري لجامعة نهارية حارمه الفقراء من الجمع بين الدراسة والعمل!
لذا يصبح من المهم، إن أردنا فرصاً متساوية في القبول، إصلاح التعليم العام كله والثانوي على وجه الخصوص واعادة الداخلية والمعمل والكتاب المجاني والمعلم المؤهل.
توفير السكن والإعاشة لطلاب التعليم العالي، وليس بالضرورة الرجوع لنظام جامعة الخرطوم القديم، بل بضمان أن الطالب في التعليم العالي تتوفر له الموارد كي يسكن ويأكل ويترحل لمكان الدراسة.
ورغم أنه ليس من أغراض هذا الفصل تقييم كل جوانب التوسع في التعليم العالي الذي حدث تحت ظل دكتاتورية الجبهة الإسلامية إلا أنه من الضروري تناول ذلك على أثر ديمقراطية التعليم بشكل عام وديمقراطية القبول بوجه خاص.
لا شك أن التوسع في التعليم العالي مع افتراض عدم تغيير المعطيات الأخرى يزيد عدد الفرص للاستيعاب ولكن مع افتراض عدم تغيير إيجابي في التعليم الثانوي بحيث يجعل الفرص متساوية حقاً للمنافسة، فالقضية تبقى في مكانها دون حل، خاصةً إذا كان القبول مركزياً والمنافسة على نطاق
الوطن، وليست هناك أماكن محجوزة للمنافسة بين طلاب الاقاليم حيث يوجد مقر المؤسسة التعليمية المعنية.
ولكننا عندما نتناول المعطيات جميعها نجد أن التوسع لا يسهم في ديمقراطية التعليم لأنه يقدم جامعات ومعاهد لا تتوفر فيها سبل التعليم العالي من أستاذ وكتاب ومعمل وأدوات تعليمية مختلفة، بل أنه يهدد بوجود جامعات درجة أولى وأخرى درجة ثانية، لذا يكون برنامجنا لإصلاح التعليم العالي شاملا الإصلاح الكامل لهذه المؤسسات.
القضبة الثانية: ديمقراطية المعرفة والبحث العلمي في التعليم العالي:
ديمقراطية المعرفة تعني تغيير المناهج وطرق التدريس مع تلقين نتائج العلوم لتمليك مناهج البحث من الملاحظة والاستقصاء والاستقراء والتجريب والتجريد إلى التحديد والتعميم من تمليك النتيجة إلى تمليك طريقة اكتشافها، من تلقين المسلمات إلى منهج الشك والنقد والبحث الدؤوب عن الحقيقة لإدراك تعدد طرق المعرفة وتعدد المدارس الفكرية والعلمية من نظام للتعليم يجعل الشخص يتعلم بقية حباته وهو ينتج وهو يعمل ولكن كيف نحل تناقضاً ظاهرياً بين ما ندعو إليه وبين ارتباط التعليم باحتياجات الناس من خدمات وتنمية وإنتاج؟
نقول ان ذلك تناقض ظاهري، لأننا في الحقيقة عندما نتخذ النهج الذي ندعو إليه، فنحن نؤهل الخريج الذي يحتاجه المجتمع والذي يستطيع أن يواجه القضايا القديمة والجديدة ويقدم لها الحلول سواء أكان طبيباً م اقتصادياً أم زراعيا أم كيمائياً أم مهندسا فيلسوفا كان أم أديبا! ففي كل مجال للمعرفة هناك معارف لا يعاد اكتشافها ولكن في كل مجال معرفة هناك حقائق نسبية وهناك إشكاليات معرفية لم
تحل بعد. وهناك إشكاليات لم يكتشف وجودها أو لم تصاغ كإشكالات معرفية حتى الآن وما ندعو اليه يرد اعداد الخريج لكل هذا.
ولنأخذ مثالاً من مجال أعرفه، فمثلا من الضروري لطالب الدراسات الاقتصادية أن يتعرف على المدارس الاقتصادية المختلفة، وهي كثيرة. ومن الضروري أن يتعرف على مناهج التحليل الاقتصادي التي تستعملها هذه المدارس من الاقتصاد السياسي للاقتصاد القياسي، من مناهج الاقتصاد
الكلاسيكي إلى مناهج المدرسة النقودية النیوكلاسیكیة، مروراً بماركس والمدرسة النمساوية ومارشال وكینز والكینزیین الجدد وغيرهم. وهو في نفس الوقت مطالب بمعرفة الاقتصاد السوداني، الإقليمي والعالمي وما يدور من حوار وصراع حول تحليلهم وفهمهم، وهو هنا يجمع بين مناهج التحليل وبين ما توصلت إليه تلك المناهج، وقادر على الاختيار والاختيار هو مفتاح الديمقراطية.
وديمقراطية المعرفة تعني توفير الكتاب ليس فقط الكتاب المدرسي وإنما ما ينتج في المجال المعرفي من كتب ودوريات علمية، وإلا سيصبح الخريج الجامعي متحفاً حاوياً للمعارف القديمة ولمتابعة تطوّراً لمعرفة لابد من ربط معاهدنا وجامعاتنا بشبكات الإنترنت وإعادة تدريب أساتذتنا لاستعمال
التكنولوجيا وطرق البحث والتدريس الحديثة ولعل جامعاتنا هي الوحيدة في العالم التي لا تدرب أساتذتها على طرق التدريس (3).
ولا شك أن توسع التعليم العالي دون توفير الموارد المالية والبشرية لمقابلته، سيكون له أثر سلبي في ديمقراطية المعرفة وفي تفاوت مستويات التعليم بالمؤسسات التعليمة وتدني مستوى التعليم بالمؤسسات الجديدة. وسيكون ذلك أحد التحديات الكبيرة التي تواجه عملية الإصلاح بعد إزالة
ديكتاتورية الجبهة.
ولا تكتمل ديمقراطية المعرفة بدون حرية البحث العلمي وحرية نشر نتائجه (4) ولا تعني الحرية هنا أي شيء بدون توفير الإمكانيات للبحث العلمي. كما لا تكتمل ديمقراطية المعرفة بدون الانفتاح الثقافي الناقد لثقافات الشعوب الأخرى وللثقافة الإنسانية عموما.
القضية الثالثة ديمقراطية ادارة التعليم وانتشار الديمقراطية في المؤسسات التعليمية:
أن بعض جوانب هذه القضية سيحل بشكل تلقائي بمجرد استعادة الديمقراطية في البلاد، إذ أن هناك تراثاً غنياً في ممارسة العمل الديمقراطي في مؤسسات التعليم العالي، ومن هذه الجوانب عودة المؤسسات الديمقراطية للطلاب والأساتذة والعاملين كالاتحادات والنقابات والجمعيات الأكاديمية والثقافية ولجان الأندية والتنظيمات السياسية الطلابية وغيرها. ولدي بعض المؤسسات التعليمية كجامعة الخرطوم مثلاً تراث في الإدارة الديمقراطية من حيث تركيب مجلس الجامعة وتمثيل الأساتذة والطلاب والخريجين ومؤسسات المجتمع المدني وانتخاب المدير والعمداء ورؤساء الأقسام واللجان المشتركة التي يمثل فيها الطلاب والأساتذة والعاملون.. الخ. ويبقى كيفية الاستفادة من مثل
هذه التجارب وتطويرها وتطبيقها على مؤسسات التعليم العالي الجديدة، بحيث تعم الديمقراطية كل مؤسسات التعليم العالي، وهذا يتطلب اشراك كل أعضاء المؤسسة التعليمية في صياغة قوانينها ولوائحها عن طريق ممثليهم وفتح الحوار حول مشاريع القوانين واللوائح وعقد الاجتماعات العامة والندوات والسمنارات للاستماع لكافة وجهات النظر قبل الصياغة النهائية واقرار تلك القوانين
بواسطة أجهزة منتخبة.
الهوامش:
(1) وهي مجلة نظرية كانت تصدر في بريطانيا Marxism Today
(2) أرجو أن لا يفهم أن الكاتب ضد فتح الجامعات والمعاهد الأهلية وقد ساهم في تأسيس (جامعة امدرمان الأهلية) تحت قيادة البروفسور الراحل محمد عمر بشير فقد قصد منها دعم التعليم الذي تقدمه الدولة وتوفير العملة الصعبة التي يصرفها أغنياء السودان في إرسال أبنائهم للدراسة بالخارج.
(3) في الجامعات البريطانية أصبح اشتراك الأستاذ الجامعي في كورسات تدريب التدريس شرطاً من عقد عمله، بينما نحن ندفع بخريجينا الجدد المبرزين في مجالهم للتدريس دون تأهيل في طرق التدريس القديمة أو الحديثة ورغم ذلك كم نحن ممتنون لهم.
(4) لنجعل ما حدث لأستاذنا البروفسور فاروق محمد إبراهيم من تعذيب لأنه درس نظرية داروين تاريخاً لن يتكرر أبداً في حياتنا الأكاديمية، ولعل ذلك هو التكريم الوحيد ورد الاعتبار الوحيد له لزملائه في المهنة الذي يعني شيئاً بعد إسقاط نظام الجبهة الإسلامية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.