مليونية 25 ديسمبر وضرورة التصدي للإنتهاكات

0 80

كتب: تاج السر عثمان بابو

.

1. أحدثت مليونية 19 ديسمبر شرخا وتصدعا في سلطة الانقلاب الدموي ، كما رشح من استقالة رئيس الوزراء حمدوك وسحبها ، وإعلان موكب الكنداكات ، استنكارا لجريمة الاغتصاب بعد مجزرة فض اعتصام القصر، وبعد اقتحام الثوار العزل للقصر الجمهوري رغم كل الترسانة العسكرية واغلاق الكباري ، كما فاقمت أزمة الانقلاب استخدام العنف الوحشي ضد المتظاهرين السلميين بعد اعتصام القصر ، والذي أدي لاصابة أكثر من 300 ، واستشهاد شخص ، وتعرض أكثر من 13 إمراة للاغتصاب والتحرش الجنسي كما جاء في تقرير المفوضية السامية لحقوق الانسان التي طالبت “باجراء تحقيق عاجل ومستقل وشامل”. اضافة لاستنكار محامي دارفور ومنظمات حقوقية أخري ، باعتبارها جرائم ضد الانسانية وحرب.

اضافة للمطالبة بالتحقيق في الجرائم ضد الانسانية منذ بداية انقلاب 25 أكتوبر التي استشهد فيها أكثر من (44) شخص واصابة أكثر من (600) واعتقال المئات ، اضافة للعنف في دارفور وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان وغرب كردفان التي قُتل فيها ما لايقل عن (250) مدنيا ، وجرح أكثر من (197) ، ونزوح أكثر من (50) ألف ، اضافة لحالات الاغتصاب وحرق القري ونهب الأراضي والماشية وثروات الذهب وبقية المعادن بدعم من محاور اقليمية .، باعتبار ذلك جرائم ضد الانسانية وحرب ارتكبت في حق متظاهرين سلميين ، تستوجب تقديم قادة الانقلاب والدعم السريع للمحاكمة العادلة.

بالتالي من الشعارات المهمة لمليونية 25 ديسمبر القصاص للشهداء وضرورة تقديم مرتكبي الجرائم ضد الانسانية للمحاكمة ، لقد عمقت تلك المجازر شعار ” لا شراكة .. لا تفاوض .. لا مساومة” مع الانقلاب الدموي الذي يجب المضي قدما نحو اسقاطه ، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، وتقديم قادته لمحاكمات عادلة.

2 . مجازر ما بعد انقلاب (25) أكتوبر هي امتداد لمجازر اللجنة الأمنية بعد انقلابها في 11 أبريل 2019 ، مثل مجزرة فض اعتصام القيادة العامة التي مازالت تنتظر إعلان نتائجها والقصاص العادل للشهداء ، اضافة للمجازر الأخري في اطلاق الرصاص علي المظاهرات السلمية كما حدث في الأبيض وغيرها.

اضافة لمجازر النظام البائد ضد الانسانية وجرائم الابادة الجماعية في دارفور التي تتطلب تسليم البشير ومن معه للمحكمة الجنائية الدولية.

هذه المجازر هي امتداد ايضا لمجازر ارتكبتها أنظمة استعمارية وديكتاتورية عسكرية ومدنية لم يتم فيها المحاسبة مثل :

– مجازر كرري وأم دبيكرات عام 1898 التي استهل بها الاستعمار البريطاني – المصري حكمه.

– مجازر الحكم الاستعماري التي حدثت أثناء قمعها لانتفاضات قبائل جنوب السودان وجبال النوبا والزعماء الدينيين والوطنيين (ودحبوبة في الحلاوين ، السحيني في دارفور. الخ).

– مجازر ثوار 1924.

– مجزرة الجمعية التشريعية في عطبرة 1948.

– مجزرة أحداث مارس 1954 التي قامت بها مليشيات حزب الأمة التي كان ضحاياها أكثر من 300 من البوليس والمواطنين.

– مجزرة عنبر جودة في كوستي عام 1956م التي كان ضحاياها(190) مزارعا اختناقا بعد عملية حبس غير انسانية .

– مجازر تمرد 1955 في جنوب السودان.

– المجازر التي تمت بعد انقلاب عبود بعد اربعة انقلابات عسكرية ضده عام 1959م.

– مجزرة المولد عام 1961 التي راح ضحيتها 12 من المواطنين الانصار التي قامت بها ديكتاورية عبود .

– مجزرة حل الحزب وطرد نوابه من البرلمان عام 1965 والهجوم علي دوره التي قام بها حزب الأمة والإخوان المسلمين والحزب الوطني الاتحادي وما نتج عنها من ضحايا وخسائر.

– أحداث جامعة الخرطوم 1968 التي هاجم فيها الإخوان المسلمون معرض الفنون الشعبية التي أدت لجرحي قتلي.

– بعد انقلاب 25 مايو الذي قامت به المخابرات المصرية حسب شهادة رئيس الوزراء السابق محمد أحمد المحجوب في كتابه “الديمقراطية في الميزان” كانت مجزر الجزير أبا في مارس 1970 التي راح ضحيتها الالاف من المواطنين.

– مجزرة قصر الضيافة في يوليو 1971 التي قامت بها قوات الانقلاب المضاد لانقلاب 19 يوليو 1971.

– مجازر 22 يونيو 1971 التي راح ضحيتها ضباط انقلاب 19 يوليو، وقادة الحزب الشيوعي “عبد الخالق محجوب ، جوزيف قرنق ، الشفيع أحمد الشيخ”.

– مجازر 5 سبتمبر 1975 بعد الانقلاب الذي قاده الضابط حسن حسين.

– مجازر 2 يوليو 1976م بعد عملية الغزو المسلح الذي قاده الضابط محمد نور سعد .

– المجازر بعد اندلاع التمرد في 1975 وبشكل أعنف عام 1982.

– اطلاق الرصاص من قوات انقلاب 25 مايو علي المظاهرات السلمية للطلاب والعمال.

– المجازر العنف والمجازر خلال فترة الديمقراطية الثالثة ، كما في مجزرة الضعين بعد تكوين قوات المراحيل في ظل حكومة رئيس الوزراء الصادق المهدي.

هذا اضافة للمجازر البشعة التي تمت في ظل انقلاب الانقاذ التي اشرنا لها سابقا.

3. الشاهد من السرد أعلاه أن الأنظمة الاستعمارية والديكتاتورية كان لها نصيب الأسد في تلك المجازر التي لم يتم تحقيق جدي فيها والمحاسبة مما أدي لتكرارها علي طريقة “عفا الله عما سلف “، مما يتطلب وضع حد للانقلابات العسكرية التي دمرت البلاد ، ومواصلة وتوسيع المقاومة ضد انقلاب 25 أكتوبر ، حتى اسقاطه وقيام الحكم المدني الديمقراطي ، والقصاص للشهداء ، وحل مليشيات الدعم السريع وجيوش الحركات ومليشيات الإسلامويين من كتائب الظل وغيرها ، وقيام الجيش القومي المهني ، وضم شركات الأمن والجيش والدعم السريع للدولة ، وتفكيك نظام الثلاثين من يونيو واستعادة أموال الشعب المنهوبة ، تسليم البشير ومن معه للحكمة الجنائية الدولية ، والمحاكمة لمرتكبي الجرائم ضد الانسانية والحرب ، وتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية ، وقيام علاقات خارجية متوازنة بعيدا عن المحاور.

ولتحقيق ذلك مهم أوسع مشاركة في مليونية 25 ديسمبر ، والمجد والخلود للشهداء ، وعاجل الشفاء للجرحي وعودا حميدا للمفقودين ، والمحاكمة العادلة لمرتكبي جرائم القتل والاغتصاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.