”منظمة الدعوة الإسلامية”

0 64

ألاعيب الإنقاذيين، في خلق الدولة الموازية، ألاعيبٌ متنوعةٌ، وماكرة. من ضمنها، ما سُميت “منظمة الدعوة الإسلامية”، التي أثار قرار حلها ومصادرة أملاكها، زوبعةً في الداخل السوداني، وفي الخارج. جرى إنشاء هذه المنظمة في بداية الثمانينيات، من القرن الماضي، واتخذت من السودان دولةَ مقرٍّ لها. تستخدم هذه المنظمة العمل الإغاثي غطاءً لعملها الرئيس، وهو نشر الأيديولوجيا الإخوانية، مستعينةً، جزئيًا، بموارد الدولة السودانية، التي وضعها الانقلاب العسكري تحت أيدي الإنقاذيين. لذلك، لا غرابة، أن جرى تسجيل بيان انقلاب البشير، داخل مباني هذه المنظمة.

لو كانت هذه المنظمة تابعةً للحركة الإسلامية السودانية، وممولةً من حر مالها، لما اعترضنا عليها، ولا على ترويجها أيديولوجياً هذه الحركة. لكن، المنظمة ذراعٌ لتنظيمٍ عابرٍ للأقطار، يعمل في عشرات البلدان. فالفكرة الجوهرية، التي تقف وراءها، وأساليب عملها، تعرض الأمن القومي السوداني للخطر. يقول موقع المنظمة على شبكة الإنترنت: “تضم منظمة الدعوة الإسلامية عدة مؤسسات بينها مؤسسة تأهيل وتدريب الدعاة، التي أُنشئت عام 2008، وهدفها تدريب الدعاة -رجالاً ونساءً- بحسب الوسائل العلمية الحديثة وإعدادهم لنشر الدعوة الإسلامية”. ويقول الموقع أيضًا: “كما تضم “المؤسسة الأفريقية للتعليم”، التي أنشئت عام 2007 وهي متخصصة في تعليم اللغة العربية والتربية الإسلامية بين “مناطق التداخل اللغوي والحضاري في أفريقيا”. ويقول الموقع، أيضًا: “أما معهد مبارك قسم الله للبحوث والتدريب الذي أنشئ عام 1989 فقد بدأ كمركز لدراسة التنصير ورصد النشاط المضاد للدعوة الإسلامية، ثم أصبح معهدًا شبه أكاديمي يقدم شهادة الدبلوم في الدعوة الإسلامية، قبل أن يتحول إلى “مؤسسة متخصصة في مجال البحوث والتدريب لرفع قدرة ومهارة الدعاة”. راجع الرابط: https://bit.ly/3ejnk7a

استخدم التياران السلفي والإخواني، منذ الطفرة النفطية، المال الخليجي للتغلغل الأيديولوجي، والمذهبي، في أفريقيا. فخلقا القلاقل، وزعزعا السلم الاجتماعي، في البلدان الأفريقية. وللمرء أن يتساءل ما الذي أنجزه السلفيون والإخوان، للإسلام، في الجزيرة العربية، ليأتوا للتبشير به في أفريقيا؟ فإسلام أفريقيا، في مجمله إسلامٌ صوفيٌّ، قيميٌّ، متسامحٌ، لا ينسجم إطلاقًا مع طبيعة هذين التيارين المتطرفين. ورغم أن للسودان وزارةً للتربية والتعليم، ووزارةً للشؤون الدينية والأوقاف، إلا أن المنظمة، جعلت من نفسها مؤسسةً موازيةً، تقوم بعملهما، منفردةً، لتبقى خارج دائرة الرقابة العامة. فهي تقوم بالتعليم، وبإعداد الدعاة، منفردةً، لأنها، ببساطة، تريد أن يصبح الطلاب والدعاة “إخوانًا مسلمين”. فعملها سياسي، غرضه اختراق النسيج الثقافي للدول. ولقد فعل السيد الصادق المهدي خيرًا وقتها، بوقوفه مع قرار حل هذه المنظمة. وأرجو أن يفتح وضع الأيدي على ملفاتها، الطريق إلى إجلاءالحقيقة حول الاتهامات التي ما فتئت تتردد حول قيام مؤسسات سودانية بإعداد المتطرفين؛ مثال حركة الشباب الصومالي، وحركة بوكو حرام. واجبنا، جميعًا، أن نبذل قصارى جهدنا، لغسل تهمة الإرهاب عن هذا البلد المسالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.