من هو السفيه يا عبد الحى؟!
كتب زهير السراج:
* وصف (عبد الحى يوسف) في (تغريدة) أو بالأحرى في (تنهيقة) الحكومة بالسفه، بعد ان أطلق رئيسها وحادي ركبها ومحبوب الشعب الدكتور (عبد الله حمدوك) نداءً للشعب الكريم بتقديم الدعم والعون للسودان أو ما أسماه (القومة للسودان) وجد تجاوباً منقطع النظير، أشعل الغل والحسد والغضب في قلوب المتآمرين والحاقدين والساقطين، فأخذوا في النهيق والعويل وإطلاق الشتائم والإساءات والبذاءات التي كانت السمة والصفة المميزة لهم طيلة ثلاثين عاما، أطالوا فيها اللسان وأذاقوا الشعب صنوفا من الهوان، وكنزوا الكنوز وملأوا الخزائن من المال الحرام، واغتصبوا وقتلوا وشردوا وارتكبوا كل المعاصي والآثام، ولم يتركوا آيةً في القرآن تنهى عن سوء الخلق وارتكاب المفاسد والجرائم، ولا باباً في قانون الجنايات والعقوبات إلا وطأوه بأقدامهم الملطخة بالمخازى والمفاسد والقاذورات … والعياذ بالله!
* جاء في تنهيقة عبد الحى: ( هذه الحكومة ليست أهلا لأن تُعطى شيئا، لأنه ظهر من أفعالها من السفه والعته الشيء الكثير)، ثم اردف (التنهيقة) بنهيق تلفزيوني في قناة (خَيبة) التي يسميها (طَيبة) ــ ولا أدرى من أين يأتيها الطِيب ولقد نبتت من سحت (النار أولى به ) ــ كرر فيه نفس الاساءات ووصف الحكومة بالسفه، وحرَّض الناس على عدم الاستجابة للنداء !
* ليس من شيمتي رد الإساءة بالإساءة، ولكنني أتساءل من هو السفيه يا تُرى: رئيس الحكومة الذى طلب من الشعب السوداني وليس الشعب التركي أو الحكومة التركية أو أية حكومة أخرى دعم السودان، أم الذى يتمرغ في نعيم الاجانب واموال المخابرات ويُحرّض على بلاده؟
* من هو السفيه، الحكومة التي تطلب الدعم لبناء السودان، أم الكاذب الذى يحاول تزييف الحقيقة وتصوير الدعم بأنه سيذهب للحكومة بالقول انها (ليست اهلا لان تُعطى شيئا)، حتى يرسخ في اذهان البسطاء بأن الحكومة إنما تطلب الدعم لنفسها، ويحرضهم على عدم الاستجابة للنداء، واستمرار المعاناة والدمار الذى خلفه الكيزان وأعوانهم وأذنابهم؟!
* من هو السفيه، الذى يبنى القصور والقنوات التلفزيونية والأمجاد من الأموال المسروقة من الشعب أو من مزع اللحم وماء الوجه والسحت الموثق في المحاكم، أم الذى يطلب من شعبه بناء بلده بعرق جبينه وماله الحلال؟
* من هو السفيه، الذى يهرب من وطنه خائفا من مواجهة دعاوى الثراء الحرام والفساد واتهامات الاساءة والسباب مستجيرا بالأجانب والأعداء، أم الذى يضحى بكل شيء تاركا الوظيفة الاممية الرفيعة والمرتب الضخم والمزايا التي يسيل لها اللعاب وراحة النفس والبال، ويأتي لبناء بلده المدمر المدين بمليارات الدولارات، المعزول عن العالم، الذى يواجه اقسى العقوبات الدولية بسبب جرائم النظام البائد الذى قتل وحرق واغتصب ونهب وامتطى الدين لتحقيق اغراضه الدنيئة، وأصدر عبد الحى الفتاوى تأييدا له بدون وازع من دين او ضمير : (طاعة ولي الأمر واجبة وإن جلد ظهرك وأخذ مالك)، فأين ذهبت هذه الفتوى الآن، أم يستحقها فقط من يسرق ويغتصب ويقتل ويحرق ويتسول (حتى يأتي يوم القيامة وليس في وجهه مزعة لحم)، ويتصدق ببعضها (تحت مسمى تبرع) ثمنا للفتوى التي تبيح له قتل الناس وسلخ جلودهم واغتصاب اموالهم، أم ماذا يا عبد الحى ؟!
* للذكرى، فإن المخلوع كان قد اعترف أمام المحكمة التي قضت بفساده وحكمت عليه بالسجن، أنه تبرع لقناة (طيبة) المملوكة لشركة الاندلس التي يرأس مجلس إدارتها عبد الحى، ويشاركه في العضوية خال المخلوع وأحد أشقائه، بخمسة مليون دولار من الأموال التي قال ان ولى العهد السعودي اهداها إليه بصفته الشخصية وليس بصفته كرئيس .. يواجه بسببها عبد الحى بعض الدعاوى القانونية بالإضافة الى اتهامات بإشانة السمعة وتوجيه الإساءات الى شابة في عمر ابنته !
* من هو السفيه بعد كل هذا في رأيك يا عبد الحى .. الحكومة التي تدعو الشعب لإنقاذ بلاده، أم الشيخ الذى يلجأ للأجانب لتمويل (خيبته) التلفزيونية التي يبث منها الاكاذيب والاساءات ويحرض على بلاده .. وأُذكّرك قبل ان تجيب بقول الشاعر (زهير بن أبى سُلمى) .. وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ** وإن الفتى بعد السفاهة يحلم!