موكب ورا موكب ثم ماذا؟

0 80

كتب: جعفر عباس

.

السؤال أعلاه يطرحه ثوريون شرفاء يستعجلون هزيمة انقلاب 25 أكتوبر البرهاني -الجنجويدي، ويتوقون الى تصعيد النزال ضد الانقلاب، وبالمقابل يطرحه أزلام وأذناب عسكر الانقلاب لتثبيط الهمم، ويقصدون به الترويج للزعم بأنها مواكب ع الفاضي، “تخرج الجموع وتهتف بمختلف الشعارات ثم تنفض وكل حي يروح لحاله”، وهي نفس المقولات التي كان إعلام دولة الكيزان يرددها بعد ان بدأت نوافير الغضب تهز الشوارع والساحات، فإذا بالعشرات يصبحون مئات ثم آلافا مؤلفة ثم ملايين الملايين، فقد استغرق الحراك الشعبي لإسقاط عمر البشير أربعة أشهر، واستغرق اسقاط المجلس العسكري الذي حل محل البشير اكثر من شهرين، وكان كل ذي بصيرة يدرك أن ذلك السقوط لم يكن كاملا، فقد بقيت ثلة الجنرالات “البراهنة” قابضة على زمام الكثير من الأمور طوال العامين الماضيين، ثم طبخت ونفذت انقلاب 25 أكتوبر.
ويعرف البراهنة والدقالوة والبراطمة والأرادلة أن موكب بعد غد الأحد (19 ديسمبر) سيكون زلزالا له ما بعده، ولجأوا من ثم إلى الحيلة الوحيدة التي يجيدون سبكها: إغلاق الجسور ونشر الجنود في مختلف المواقع وتشجيع أذنابهم من الساسة على طرح الميثاق تلو المبادرة للإيحاء بأن في الأفق حلا للأزمة السياسية، بينما الشارع “واقف ألف أحمر”: لا يلدغ المؤمن من جحر العسكر مرتين او ثلاثا، ويجب ان يسقط نظام الكيزان بالكامل ومعه ذيوله ووكلاؤه من العسكر والمدنيين لتقوم سلطة مدنية حقيقية.
الحراك الثوري الذي بدأ بعد الانقلاب الأخير لن يكرر أخطاء حراك ديسمبر الذي انتهى بتوافق مُذل بين قوى الحرية والتغيير (قحت) والعسكر، خانت فيه قحت أمانة الثورة وسلمت الكثير من المفاتيح للعسكر الذين لا يضمرون خيرا لا للثورة ولا للوطن، بل تحركهم مصالحهم الذاتية التي تكمن في الإبقاء على ركائز دولة الكيزان، والامساك بملفات مهمة تتيح لهم ممارسات تعود عليهم بأموال طائلة، فالحراك المتجدد لا يأتمر بأمر أي كيان، فهو تيار شعبي كاسح وماسح يضم كل ألوان الطيف السياسي والاجتماعي، ومن رحمه بدأت تتشكل قيادات شبابية غير ملوثة تبدع أشكالا نضالية جديدة لاستكمال مشوار اسقاط الانقلاب (وهو قصير) ووضع أساسات الدولة المدنية (وهو طويل).
نسخة 2021 من ثورة ديسمبر والتي بدأت في 25 أكتوبر نجحت حتى الآن في خلع أسنان الانقلاب، وبقي ان تخلع أظافره وتحيله الى متحف التاريخ، وستفعل ذلك قريبا جدا، وعلى رئيس الوزراء عبد الله حمدوك ان يحدد موقفه الآن وليس غدا: هل يرفع يده عن الانقلاب وينحاز صراحة الى معسكر الشعب أم يظل “خاطف لونين”، ويا حمدوك: ليك درب ولا دربين/ مساك الدروب ضهاب/ ليك قلب ولا بالين وسواى القلوب كضاب/ ليك ضهر ولاسرجين/ ركاب السروج وقاع.
ويا شعبنا: أحرار وحريتنا في إيماننا بيك/ ثوار بنفتح للشمس في ليلنا باب/ لي يوم جديد/ بنفتديك وحنفتديك/ ما بنرمى اسمك في التراب/ وعيوننا تتوجه اليك وانت المعلم والكتاب/ وال بزدريك يا ويلو من زحفك عليهو ومن مشيك/ ويا ويلو من أجلو الوشيك.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.