هل يعقل الاصطفاف مع قاتل الشعب و سارق موارده ؟

0 236

إدريس عبدالكريم اتيم (كابيلا )

اكتب اليوم وانا حزين جدا لان الشعب السوداني لم يستوعب الدرس من الساسة و القادة السودانيين منذ الاستقلال وحتى اخر الازمات في بلادنا ,فكل كوارث و انتكاسات و ضياع السودان سببه من يدعون القيادة و السياسة و الريادة و الصفوية . لا يزال الشعب يصطف مع القادة الفاشلين في طرفي الحرب في من يؤيد المليشيات (الجنجويد) و يدعي انها مع خيار التحول المدني الديمقراطي , متناسيا ممارساتها و ادوارها النتنة و القذرة التي ارتكبتها و لا زالت تقوم بها المليشيات الجنجويد بمسمى الدعم السريع , وخير شاهد على ذلك القتل واغتصاب و النهب وسلب حقوق المواطنين و ممتلكات العامة و الخاصة من قبل الحرب و اثناء الحرب , و ما زالوا ينهبون و يسرقون و يقتلون بل اكثر من ذلك مليشيات غير وطنية و ليس لهم اي انتماء للوطن لان كل مقدرات و موارد السودان الثمينة (الذهب ) تم تهريبها بواسطة قائد هذه المليشيات و افراد اسرته بالتآمر مع الدول التي لا تريد خير للسودان , هل تصدق ان المخزون من الذهب لصالح حميتي و اسرته يبلغ ٧٥ طن من الذهب في الخارج فقط في دولتين , وهذا ما يعادل تقريبا احتياطي الذهب لدولة الكويت هل تصدقوا أن هذا  الشعب لا يمتلك قيمة الدواء و قائد مليشيا يمتلك ٧٥ طن من الذهب المهرب الى الخارج بدون علم الدولة  , و بهذه الامكانيات  يمكن يحارب بها حتى في سبيل وصوله الى السلطة لمدة عشرة سنوات اخرى من اجل السيطرة على كامل السلطة ومن بعد ذلك يتاح له الفرصة لسرقة كل مقدرات و موارد السودان و يظل الشعب السوداني يموت من الجوع و المرض و الفقر و يتسول في العالم لاجئا و امواله تسرق من مليشيات جلها اجانب من خارج البلاد و يكون دائما الشعب السوداني  ذليل بين الشعوب . كيف لشخص عاقل يصطف  مع مثل هذه المليشيات العابرة للقارات و الدول , وهم من الجنسيات المختلفة , و كيف يفكر انسان عاقل يدعم و يناصر مثل  هذه المليشيات لا دين لهم و لا وطن لهم فقط عقيدتهم المال و السلطة . عودوا  الى رشدكم ايها الشعب السوداني لا ناقة ولا جمل لكم في هذه الحرب العبثية . .

ايضا هناك مجموعة من الشعب السوداني مصطف مع ما يسمى زورا و بهتانا بالجيش الوطني و نحن نعلم جيدا هذا الجيش تم تسيسه و تحويله الى ميلشية تنظيمية لا يصلح ان يكون جيش وطني يحمي حدود الوطن و يصون الامن القومي السوداني و يحمي الدستور السوداني من اي اعتداء عليه من الاحزاب السودانية  بالتآمر مع خلاياهم داخل الجيش لقيام بالانقلابات ضد ارادة الشعب , خير شاهد على ذلك عبدالله خليل سكرتير حزب الامة تامر مع جنرال ابراهيم عبود في عام ١٩٥٨م في اول تجربة ديمقراطية في البلاد بعد الاستقلال و انقلاب الحزب الشيوعي مع خليته في داخل الجيش بقيادة الجنرال جعفر النميري عام١٩٦٩م بعد طرد نواب الحزب الشيوعي بعد التآمر بين جبهة الاسلامية و حزب الامة و الاتحادي الديمقراطي من البرلمان , و ايضا هناك اسوأ تجربة انقلابية في السودان ,  تجربة الجبهة الاسلامية في ١٩٨٩م , بعد تامر خلية الاسلاميين داخل الجيش مع الجبهة الاسلامية و انقلبوا على حكم ديمقراطي وادلجوا الجيش وجعلوه جيش تابع لحزب اخوان الشياطين , وعاثوا الفساد في داخل كل مؤسسات الدولة , مستهدفين المؤسسة العسكرية و جعلها تابعة للتنظيم , وعليك ان تتخيل ان جيش وطني  بكل امكانيات و موارد الدولة لم يستطيع حسم المعركة مع الجنجويد الذين صنعهم  بيده لمحاربة الثورات في الهامش لمدة ٢٨ يوم بالتمام و الكمال داخل عاصمة البلاد , لم يستطيعون هزيمة هذه المليشيا الجنجويدية , كيف ؟ لأنه ليس جيش وطني بل جيش حزب , حزب المؤتمر اللا وطني الذي يريد خلق الفوضة في البلاد حتى لا يكون هنالك تحول مدني و ديمقراطي و انتخابات واستقرار و دولة المؤسسات التي يكون فيها الحساب والمحاسبة , لا يريدون حسم المعركة بالتوجيه من اخوان الشياطين , لا يمكن الوقوف الى جانب الجيش الذي ارتكب ابادة جماعية جعلت واحد وخمسين  من قادته مطلوبون في المحاكم الدولية ,انا لا اتخيل شخص عاقل يصطف مع جيش يسرق موارد السودان ويقوم ببيعها خارج نظام الدولة بدون سيطرة بنك المركزي على هذه الصادرات وخارج ولاية وزارة المالية و جميعنا يعلم أن كل شركات الجيش خارج ولاية وزارة المالية ,ويقوم الجيش بتجنيب جميع اموال الجيش الى خارج البلاد ,ولا احد يعلم الا ضباط الاخوان الشياطين , وكل هذه الجرائم ترتكب من الجيش بالتآمر مع حزب المؤتمر اللا وطني و يريدون الفوضى الخلاقة لاستمرار مسلسل نهب الثروات و موارد البلاد مع دول غير صديقة و تدعي الصداقة و اخوة لسودان و الشعب السوداني يقول هذا جيش وطني ! بالله سالتك هذا الجيش الذي يخون الشعب و يتامر مع الاحزاب ويقوض النظام الدستوري الديمقراطي المنتخب من الشعب , هل هذا جيش وطني ؟ الاختتشوا ماتوا ، بالله سالتك , هل الجيش الذي يسرق قوت الشعب و يبيعها الى دول اخرى بدون علم الشعب السوداني يسمي جيش وطني ؟ اسالكم بالله يا شعب السودان, هل هناك يوم واحد  لما تسمونه بالجيش الوطني انتصر فيه على اي حركة تحريرية بدون استعانته بالمليشيات القبلية ؟ اسالكم بالله هل هذا جيش وطني ؟

ارجوا من الشعب السودان الكف عن دعم طرفي الصراع حتى يهلكوا ,والشعب السوداني يقوم بتأسيس دولته الجديدة , دولة فيها مؤسسات مستقلة ، فيها القانون ، فيها المساواة ، فيها الحرية والعدل , مبنية علي عقد اجتماعي جديد بأسس جديدة ,نرتضي بها جميعا , ونعيش بدون اقصاء او تهميش او كراهية او بغض وحسد . ولكن حرب هذين الجنرالين لا مصلحة لنا فيها , فليذهبوا الى الجحيم وليبقي وطننا السودان .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.