وجبة رمضانية خفيفة

.

مرحبا برمضان، ذلك الضيف اللطيف الذي يزورنا مرة واحدة في السنة، ويحل أهلا وينزل سهلا، ولكن كثيرين لا يحسنون الترحيب به، ويصابون بحالة من السعار وهم يستعدون لاستقباله، وصحيح ان استقبال رمضان يتطلب بعض الاستعداد خاصة على صعيد توفير المؤن الغذائية، ولكن ما هو غير صحيح هو ان نجعل من رمضان همّا إضافيا فوق ما نعانيه من هموم، فنمارس خلاله البذخ في المأكل والمشرب، ونحمل انفسنا ما لا طاقة لنا به ماديا، مع أن القاعدة البسيطة هي ان إفطار رمضان هو تجميع مواد وجبتين على مائدة واحدة، عناصرهما مما اعتدنا أكله في الأيام العادية: كسرة / قراصة / عصيدة / فول الخ، ومن يملك الإمكانات المادية عليه ان يضيف اليها ما يشاء، ولكن ان تصبح مائدة رمضان مادة للنقنقة والشجار والشقاق بين الأزواج .. عيب، فالصحيح أخلاقيا ودينيا ان يعيش الانسان في رمضان وغير رمضان في حدود إمكاناته، وإمكانات معظم أهلنا في غاية البؤس ولا داعي لجعل رمضان موسما للتعاسة.

وترون في الصورة المرفقة قائمة رمضانية أعدتها “المفترية”، وكاد قلب الزوج المسكين ان يتوقف عندما قرأها وقال: اللهم ان كان هذا سحرا فابطله، وقال رجل “ممكون وصابر” ان تسوق حاجيات رمضان مع الزوجة يعادل ضعفي آلام الولادة، وسأل أحدهم الشيخ عطية مبروك: هل يبطل صومي لو قلت لزوجتي انني أحبها اثناء نهار رمضان؟ فقال عطية: تبقى كذاب وربنا يسامحك، والأدهى من ذلك ان بعض السيدات يطلب سنويا أوعية و”عدة” رمضان مما حدا ببعض الرجل “المفتحين” الى تحويل الأمر الى لجنة إزالة التمكين ومحاربة الفساد باعتبار ان المسألة فيها “إنّ”، وبعد هذا العك لابد من تكسير الثلج للنساء وأقول ان ال100 دولار ورقة واحدة بينما ال80 دولار تتألف من اربع ورقات او اكثر ولكن قيمة الورقة الواحدة ذات ال100 تظل أعلى من ال4 ورقات، وهكذا فإن زوجة واحدة أقيم من اربع زوجات، وبلغ زوجتك بهذه المعلومة طوال شهر رمضان وستنعم بالتغذية الجيدة والدلع وشرب الشاي مع القرع.

كل عام وشعبنا والأمة الإسلامية بخير ونسأل الله ان يعود علينا رمضان ونحن أفضل حالا وقد زال عنا كابوس الكورونا والفقر والحروب والكروب، و”انكربوا” في هذا اليوم الأول يا مدمني الشاي والقهوة والتبغ المخصص للرئة او الشفة السفلى!! وتذكر: كلها كم ساعة وتلهط وجبة ساخنة وتشفط عصيرا (ربما لا يكون باردا لأن الكهرباء عندنا في حالة صيام طويل) ثم شاي/ قهوة وربما بعده برنجي او ود عماري وابني عشك يا قماري قشة قشة.