ومناوي أيضاً يحذر..

0 41

كتب: عثمان ميرغنى

.

السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور رجل صريح وواضح في آرائه، يتحدث بمبدأ “الخط المستقيم أقصر مسافة بين النقطتين”، وأمس غرّد في صفحته على موقع “تويتر” :

(المحاولات الجارية لتعطيل مسار الإصلاح والالتفاف عليه بغرض المحافظة على هذا الوضع ستنعكس آثارها على تعطيل العمل كلياً وهذا بلا شك على حساب مطالب الشعب. الأفضل أن يتواضع الذين يظنون أنهم دولة داخل الدولة.)

وهذا عين ما كتبت عنه هنا أكثر من مرة، فبعض الفائزين من “القسمة والنصيب” في المناصب الدستورية بعد الثورة يؤمنون أن أية إصلاحات أو توسيع لقاعدة الثورة يقلل فرصهم ويسمح للغير بمشاركتهم الحظ السعيد، فيعملون بكل جهدهم للمحافظة على الأوضاع كماهي حتى ولو تصدع الوطن وانهار تحت سنابك الفشل الوخيم..

وبالضبط هذا ما كان يفعله النظام البائد، الذي ظل طوال ثلاثة عقود يتهرب ويتحايل بكل السبل لإحكام قبضته على السلطة منفرداً مع ترك مساحة صغيرة “صُحبة راكب” لمن يريد أن يركب معهم في قطار السلطة، بشرط أن يحافظ جميع الركاب على حدودهم في التطلع و الطموح السياسي.. فكانت النتيجة أن انهار السقف عليهم جميعاً..

الآن يعيد التاريخ نفسه للمرة الألف، فمنذ الاستقلال درج الساسة والأحزاب على تعلية أسوارهم الحزبية والشخصية والتنافس المرير على الحظوة السياسية لا القومية فتكون النتيجة انهيار الحكم المدني .

الآن، الدكتور عبد الله حمدوك رئيس الوزراء الانتقالي انتبه قبل فوات الأوان، وربما في ربع الساعة الأخيرة، فأطلق مبادرته في محاولة لاستدراج توافق قومي سياسي يسع الجميع للانطلاق نحو مرحلة تأسيس جديدة للوطن الذي بلغ من العمر عتياً.. والأجدر أن يدرك الجميع أن الوقت المتاح قصير قصير قصير كوصف شاعرنا صلاح أحمد إبراهيم لخصر محبوبته :

(وحزاماً في مضيقٍ ، كلما قلتُ قصيراً هو، كان الخصر أصغر)

وقت لا يسع المبادرات بل فقط القرارات..

من الحكمة أن يتنازل الجميع عن شح أنفسهم السياسية والحزبية والتطلع للمصلحة القومية.. فبريق السلطة زائف وعابر وقريباً تدور الدائرة ويكتشف الفائزون أنهم خسروا كثيراً حينما لم يرتفعوا بالوطن فوق مصالحهم الحزبية..

أدرك إن مثل هذه الكلمات لن تجد آذاناً صاغية في نشوة السلطة وسكرتها.. ولكن سيستبين قومي النصح ضحى الغد..

وغداً لناظره قريب..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.