يا أيها الثوار .. انتبهوا

0 69
.
من الذي جر السودان إلى هذا الوضع المأزوم؟ نقولها هنا بلا مواربة،
مكون عسكري احتكر القرار في مجلس السيادة، واقتلع صلاحيات تنفيذية واسعة النطاق، ورفض بشكل قاطع الهيكلة من أجل ضمان قومية القوات النظامية، ورفض تفكيك تمكينه الاقتصادي، وهلمجرا.. ولا عجب إذا تذكرنا أن هؤلاء كانوا حتى عشية الثورة اللجنة الأمنية العليا للنظام البائد.
ومجلس وزراء اختار طوعًا أن يكون الطرف الضعيف المتردد، تبنى برنامج معادي للثورة، واختار التبعية والارتهان للخارج، وحول حياة الناس لجحيم لا يطاق، فغابت الأولويات، وصارت الحكومة لا تعبر عن الثورة ولا الثوار.
وحاضنة سياسية مرتبكة وغير متجانسة، تتحمل مسؤوليتها الكاملة، عن هذا المشهد المأزوم .. رضيت المحاصصات والكراسي بديلًا عن العهد الذي قطعته للجماهير في إعلان قوى الحرية والتغيير..
وهكذا توالت الانفجارات الشعبية والإضرابات المطلبية، وبدلًا عن تصحيح الوضع وإكمال هياكل السلطة الانتقالية، مجلس تشريعي ومفوضيات، وقوانين.. سار الجميع في اتجاه احتكار السلطة والتشريع وفرض الأمر الواقع على الشعب..
وتآمر البعض على لجان المقاومة ومن قبلهم تجمع المهنيين، أرادوا تصفية التكوينات الثورية لأهداف خبيثة..
وهناك دول إقليمية وما يسمى مجتمع دولي، يهدف لتصفية الثورة والحركة الجماهيرية، وعملاؤهم الآن في الوزارات والمرافق المختلفة يخططون لذلك، ويصدرون الأوامر وكأنما نحن في دولة احتلال..
المنظومة الحالية المدنية والعسكرية غير مؤهلة الآن لاستكمال مهام الثورة، والحل فقط في يد الشعب صانع الثورة..
هذا أوان البديل الثوري، ولا تقولوا كيف؟ فالمشهد الحالي صنعته الجماهير بالدم والموت.. وإرادة الشعب لا تقهر..
وليفهم الجميع أنه ليس هنالك كبير على الثورة، وأن عهد الحكم العسكري قد ولى إلى غير رجعة..
وأما هرطقات الفلول وأحلامهم الانقلابية فيشجعها التعطيل في تصفية بنية النظام البائد، وتفكيك التمكين مدنيًا وعسكريًا..
ويا أيها الثوار في كل مكان.. تصحيح المسار واسترداد الثورة بيدكم أنتم..
وأي كوز مالو؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.