٣٠ يونيو _ الســـــلام وســــــــوق الســــــــراب.(١/٢)
كتب: آدَمْ أَجْــــــــــــــرَىْ
وذلك التاريخ الذى كان يوم فخر للكيزان، تم نزعه وتطهيره من دنسه وتحويله إلى رمزية أخرى للثورة والإنتصار بقوة مليونية ذات قاعدة أكبر من سابقاتها. نفس رايات السلمية رفعت، وذات أدوات العمل وظفت، تأكيداً لدعم الحكومة بشقيها_السيادى والوزارى_ ورفعاً لشعبيتها خلافاً لما كان متوقعاً.
صممت على الخروج وقد تهيأت لمواجهة أسوأ السيناريوهات، منها وقوع إنقلاب عسكرى دموى، إغتيال شخصيات قيادية، تفجير مواكب يحصد بالإجمال، ومخاطر الإصابة بعدوى كوفيد١٩. كل هذه الهواجس المقلقة، داستها الجماهير بأقدامها وهى تمنح تفويضاً مفتوحاً، وشيكاً على بياض، يدفع من يحصل عليه إلى فعل أى شيئ بإطمئنان بما فيه الخروج عن النصوص، والمغالاة فى الإقدام والإفراط فى الحسم.
هذه الحكومة المرهقة بمتاعبها قد تكون محتاجة إلى ذلك حتى تتمكن من الإقدام على إجراءات إقتصادية برفع الدعم عن الدقيق، والوقود، والكهرباء، … إلخ. وسوف لن تكون هناك مشكلة لو إنها قدمت بالمقابل ما يجلب الرضا، فى خطوة تخلصها من الأعباء الادارية المتمثلة بإحتفاظها بمتهمين مطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية!
قبل توجهها إلى طلب المزيد من المساعدات الدولية، تحتاج إلى الوقوف برهة لفحص آلاف اللافتات المطالبة بتحقيق السلام _تتذكر أنها فى هدنة حرب قائمة_كمطلب أول وقاسم مشترك أعظم فى كل المسيرات.
العلمانية التى باتت عثرة، لم تكتفى بحضور لافتاتها، بل كانت مدعومة بالسلوك العلمانى للمتظاهرين، الذين نأوا بأنفسهم عن رفع أية شعارات دينية، فالأمر أمر دولة، ووحدة وطنية، ولا مصلحة لهم فى الزج بعنصر شقاق فى مكان لا يحتمله. وبروح هذه المسيرات، لا نرى ثمة ما يعوق السلام، إلا إن كان الأمر متعلقاً بكيانات لا وجود لها فى الميدان، أو بتقديرات شخصية مرتبطة بأعضاء وفد التفاوض _يحتمل أن الخلل يكمن هنا_وبداهة فإن الذى يفاوض ولا تتقمصه روح الثوار والمسيرات سيكون شخصاً غير مناسب. تفعيلاً للتفويض المفتوح، سيكون مطلوباً منها فحص سلوك أعضاء وفدها على الطاولة _ كل على حده_ مراجعة أهليتهم خاصة الذين أتت بهم المحاصصات، وتلك الشخصيات المغمورة التى سميت بالخبراء، وممثلى قحت وأدوارهم، والسعى إلى إبدال، أو نزع الملف من أيديهم وإسناده إلى من يمثلون صوت الشارع، وسحب من لا يقدر على تحمل مسئولية قرار تاريخى، فالطاولة لا تحتمل إلا الثوار الأحرار، القادرين على إخراج ملف السلام من سوق السراب.