اسطورة موسيقى البلوز على ابراهيم ،(فاركاتورى) Ali Farka toure

0 185

 

طارق ساكس

على إبراهيم فاركاتورى مغنى وعارف جيتار ينتمى إلى السودان الفرنسى (جمهورية مالى حالياً) ولد فى 31 اكتوبر 1939 فى قرية كاناو على ضفاف نهر النيجر شمال غرب مالى هو الإبن العاشر لوالديه لكنه الطفل الوحيد الذى بقى على قيد الحياه من بين اخوته .
كان الاسم الذى إعطاء له هو على ؛ ولكن التقاليد الافريقيه تقول عندما يموت عددا من الاخوه ، تقوم الاسره باعطاء الطفل لقباً غريباً ، حتى يكف عنه العين ومايموت وفق مايعتقدونه وفى حالة على كان الإسم الغريب الذى منح له ،(فاركا) وتعنى حمار الشيل كما عندنا جمل الشيل لقوة الحمار وصبره وقوته على التحمل توفى والده وهو صغير حيث كان والده يخدم فى جيش الاحتلال الفرنسى فاتجهت الاسره جنوباً لتستقر فى قرية نيافونكى القريه التى اختارها لبقية حياته وطناً به وارتبط بها مخلدا اياها فى موسيقى واغنيات سيتردد صداها إلى الابد فى اركان العالم الاربعه (فى البوم يحمل إسمها نيافونكى) لم تعرف اسرة على فاركاتورى من قبل عمل الموسيقى ففى مالى احتكرت الموسيقى بصوره كبيره بتوارث سلالة من الموسيقيين (الجريوت) وهى الخلفيه التى لاينتمى اليها على وهو سليل محاربين نبلاء تعود اصولهم إلى قومية (الارما) الذين استقر بهم الحال على ضفة نهر النيجر بمالى فى نهايات القرن السادس عشر قادمين من اقصى المغرب لذا حين اراد إبنه (فيو فاركاتورى)احتراف الغناء رفض الوالد إذ اراد له ان يصير جندياً متبعاً خطى اجداده لاكن الإبن مثل ابيه حالياً فيو فاركاتورى احد المبدعين البارزين فى الموسيقى الافريقيه والعالميه
بداية على فاركاتورى الفنيه كانت فى منتصف الخمسينات كان يغنى بلغته الام لقومية (الارما) الذى ينتمى اليها بلاضافه الى لغات قوميات اخرى كمثال قومية الطوارق وقومية (الفولانى او الفلاته)( وقومية السنغاى)
على فاركاتورى ذلك الاسطوره الذى ابدع منذ الخمسينات افريقيا وبالحديد بلجانب الجغرافى الغربى من القاره
الى ان اتى إلى اروبا فى ستينيات القرن الماضى عبر فرنسا باعتباره من اوائل المبدعين الافارقه جنوب الصحراء ليعكس ويعرض ثقافته الافريقيه للعالم الغربى مصتحبا معه كل مايملك من إبداع
اتسمت علاقة على فاركاتورى بموسيقى البلوز دائما بالجدل إذ لم يستنكف عالم الحواضر الغربيه عن منحه اللقاب على شاكلة (جين لى هوكر افريقيا) (blues of Africa man) ( وهو من الافارقه الاميركان ومن مبدعى البلوز فى العالم) الشى الذى استنكره فاركاتورى فى مرات عديده
وفى احدى لقاءاته مع الصحفيين يقول على فاركاتورى يريدون دائما يعرفوا عن البلوز يقول كلمة بلوز لاتعنى شى بالنسبه لى انا لاعرف البلوز بل اعرف الثقافه الافريقيه بموسيقاها و بتقاليدها اما الموسيقى التى تطلقوا عنها البلوز ممكن اسميها الاسم الصحيح بامكانى ان اسميها (اجنانى) او(دجابا)او (امندارى) او اى مسمى افريقى اخر وهنالك عدد من الاسماء لهذا الفن الاسطورى انا احترام (جون لى هوكر) واقدر عبقريته كمترجم للموسيقى الافريقيه فى الولايات المتحده لكن موسيقاى هى الجزور بينما هو الفروع والاوراق فقط .

إذن لم يترك على فاركاتورى وطنه الصغير وهى قرية نيافونكى إلى إن اصبح عمدة لهذه البقعه ففى عشية تسجيل اسطوانتهما المشتركه مع الفنان المالى ( تومانى دياباتى) قال عنه جاء فاركاتورى عمدة لقرية نيافونكى وكان هذا امرا سعيداً لنا ولكل الناس , الاطفال يلتفون من حوله والسكان المحليين يبحثون فيه القياده وتقديم المشوره والتوظيف والدعم المالى وهو الذى الزم نفسه بخدمة المجتمع حتى إنه قدم عروضاً فى فرنسا لتقديم مبادرات من اجل تطوير تلك القري و المدن .
هذا البناء والاداء متجزران فى علاقة فاركاتورى القويه مع الارض فى المناطق الريفيه مما ادى به إلى رفض عروض مغريه جداً خارج القاره فقد كان متمسك دون هواده بموسيقاه التقليديه رافضاً تحويلها إلى بضاعه
فخلال تمرد قومية الطوارق فى تسعينات القرن الماضى فى شمال مالى كان ينظر إليه باعتباره رجل صانع سلام فهو يغنى بعدة لغات ماليه .
عندما منح على فاركاتورى بجائزة جرامى رفض الذهاب إلى الولايات المتحده لحضور الحفل قائلاً (لاعرف ماذا تعنى لى الجرامى لكن إذا كان لدى اى شخص شئ لى فعليه ان ياتى ويعطينى لى هنا فى قريتى نيافونكى حيث كنت اغنى عندما لم يكن يعرفنى احد .

فى عام 1994 سجل اسطوانته مع عازف الجيتار الامريكى التكساسى،(رى كودر)(حديث تمبكتو)وفاز بفضلها على جائزة جرامى
ثم احرز جائزة جرامى الثانيه باسطوانة (فى قلب القمر) الذى سجلها مع مواطنه الفنان (دياباتى تومانى)
كما وصفه المخرج العالمى الامريكى مارتن سكورسيزي قائلا موسيقاه هى الحمض النوؤى للبلوز

كما يملك على فاركاتورى مدرسه فريده و متنوعه لالة الجيتار وتدرس فى فرنسا وتسمى (فاركا استايل )(,Farka stayle) وياتى اليها عازفيين مهرا ومحترفيين من جميع انحاء العالم ليتعلموا هذا النوع الافريقى

وفى 7 مارس 2006 وبسبب سرطان العظام ودعت مالى وافريقيا والعالم الاسطوره على ابراهيم فاركاتورى إلى مثواه الأخير حيث دفن فى قريته بيافونكى التى راى فيها النور وكان عمدتها وبفضل شهرته تحولت تلك القريه الى مزار لكل عشاق الموسيقى الافريقيه والعالميه والسياح .

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.