الأمة والشيوعي!

0 71

بقلم : زهير السراج

تقارب_واتفاق_حزبي الأُمة والشيوعي (مع بقية القوى السياسية الفاعلة) يعني تماسك الشارع الثوري، يعني امكانية أكبر لتحقيق الانتصار على الجبهة الاسلامية ودولتها العميقة وهي تعلم ذلك تماماً، لذلك فان أول مدخل لها لضرب الثورة هو ضرب هذه الوحدة، وتحديداً دق اسفين بين الأمة والشيوعي باستخدام كروت تعلم بأنها قابلة للاشتعال السريع (لعوامل تاريخية عديدة)، لكن الحقيقة انها كروت بالية.

* الآن هناك وميض لبداية هذا الخط السالب، يبدأ بهجوم هنا وهناك على شخص الصادق المهدي، مع أوصاف ومحاولات بائسة يستجيب لها بعض الكوادر بدون ادراك، يليها حملة رد فعل مضادة.. قد تتسع في أي وقت، وفى وسط كل ذلك يزداد نشاط أصحاب الغرض (البحرروا السوق) بنظام (المديدة حرقتني)!.

* لا أملك القدرة على توجيه الشارع كله نحو اهدافه الرئيسية، لكنني أملك حق مخاطبة كوادر وقيادات واعضاء هذين الحزبين (الأمة والشيوعي)، أن أنتبِهوا لهذا الشرك، فالمستفيد الاول هو بقايا نظام الجبهة البائد، ومن يريد وراثتهم! دعوا (المناقرة) و صوبوا نحو الهدف!

* يستطيع أي واحد من كوادر الحزبين، او من ناس (المديدة حرقتني) ان يأتي بصورة للصادق المهدي يصافح البشير، او صورة لفاطمة احمد ابراهيم وهي تعانق البشير، صورة للمهدي وهو جالس مع حميدتي، او صورة لصديق يوسف مصافحاً حميدتي وهو مبتسم، هل يجعل ذلك أياً من هؤلاء خائنا، أو خارج خط الثورة؟!

بالتأكيد لا، فكما نعرف ونُقدّر نضال (صديق يوسف وفاطمة)، نعرف مجاهدة (الصادق المهدي) في تفكيك هذا النظام.

* الحزب الشيوعي يدعو للعلمانية، فهل هو كافر او ملحد كما يروج الكيزان او من يريدون استخدام عواطف الدين في حرب موازين القوى تلك بين الاحزاب؟! لا والف لا.. العلمانية مجرد طرح سياسي لعلاقة الدين بالدولة وليس في ذلك مشكلة.

* ويدعو حزب الامة لدولة (مدنية)، الحقوق والواجبات فيها على المواطنة، هل يعني ذلك ان الأمة يريد دولة تتعارض مع أطروحات السلام والديمقراطية والحريات المنشودة؟ لا و الف لا.. بل هي رؤيته لدولة المواطنة وتحقيق السلم والسلام وفق ما يُتَفق عليه، إذن هي كلها اختلافات رؤى وأطروحات في أمور لا تستوجب التراشق الذي يقلل من حجم الدعم المطلوب للفترة الانتقالية وحكومتها..!

* أقولها بصوت عالٍ، قوة ووحدة وتقارب حزبي الامة والشيوعي هي الأكثر تأثيراً في استقرار المرحلة القادمة والمساهمة في العبور بالثورة الى آفاق النجاح، هذا لا يقلل من الدور الكبير لكل القوى السياسية الأخرى والشارع عامة، لذلك أطالب بضرورة # وحدة_قوي_الحرية_والتغيير..!

* أوجه رسالتي لكل حريص على الثورة، لكن تحديداً لقادة وكوادر هذين الحزبين للقيام بدورهم في بناء الثقة، وزيادة الوعي في الداخل والخارج، فكما هناك الكثير جداً من الكوادر ذات الوعي العالي بضرورات المرحلة والوطن، هناك ايضاً داخل الحزبين عدد من الكوادر المندفعة، بل وبعضها صاحبة خطاب سلبي او مشحون يذهب للمهاجمة، او التصدي للمهاجمة انطلاقاً من الدافع الحزبي، وهذا خطأ !

* بإمكان أية قوة سياسية، إذا أرادت، ان تُفرّغ عشرة او مائة من كوادرها للكتابة في الميديا ليل صباح، وبأسماء كثيرة حقيقية و مستعارة، لرسم صورة، او تشويه صورة لحزب او قيادة، ذلك قد يخلق رضىً مؤقتاً لدى هذا الطرف او ذاك، لكنه بالتأكيد لن يخلق واقعاً حقيقياً جديداً ومغايراً، فقط يُعمّق الهوة، ويزيد من صعوبة مهام الثورة، على الاقل يخفض التركيز على مهام الثورة.

* المطلوب: ممارسة الوعي، واحترام الآخر باختلافه الفكري او السياسي، من أجل العبور بالبلد ودولة الوطن والمواطنة الى ضفة الأمان حيث يزجي كلٌ بضاعته وعرضه، ثم بعد ذاك يكون الأمر للشعب سواسية وكاملاً غير منقوص، إن شاء وضع فلانا، وإن شاء عزل فلانا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.