الكورونا تتحالف مع الانقلابيين

0 66

كتب: جعفر عباس

.

وشعبنا مشغول بأمور الحكم، وشبابنا يعافر ويدافر كي يسقط الطغمة الانقلابية، والعسكر يغامر ويزمجر كي يبقى في الحكم، وجدها فيروس كورونا سانحة ليجدد هجماته على شعبنا الأعزل حتى من الكمامات، وحكم العسكر حتما الى سقوط، ولكن لا سبيل الى هزيمة الكورونا، وما من حل في مواجهة فيروساتها المتحورة إلا بتفاديها، (التوم هجو يسبب فقط ارتفاع ضغط الدم والانهيار العصبي) والوضع جد خطير في كل أنحاء العالم، فيوم أمس وحده كانت الإصابات بالكورونا في الولايات المتحدة مليون و300 الف حالة، وفي بريطانيا اضطرت الحكومة الى الاستعانة بالجيش لتسيير الخدمات الصحية بعد ان بلغ معدل الإصابات بين الكوادر الطبية والصحية 10 آلاف حالة يوميا، ومتوسط الإصابات اليومية في قطر 3600 حالة، بينما تقول وزارة الصحة السودانية ان إجمالي الإصابات بالكورونا خلال الأسبوع الأول من يناير الجاري كانت 792 حالة، وهي بالطبع لا تعلم إلا بأمر الحالات الحرجة التي وصلت المستشفيات، وبالتالي فان ال792 حالة هذه هي التي وصل المصابون فيها مرحلة الخطر، ولو أخذنا تقرير ولاية جنوب دارفور نموذجا ففي الأسبوع الماضي تم الإعلان عن 29 حالة ولكن عدد الوفيات فيها بلغ 6 يعني نسبة الوفيات 20%، يعني 20 من كل 100 مصاب معرضون للموت وهذه أعلى نسبة في العالم.

وطالما معدل الوفيات عال جدا في السودان، فمن المرجح أن فيروس كورونا الذي يتسبب في ذلك من فصيلة دلتا وليس أوميكرون الوديع نسبيا، ومكمن الخطورة هو أن مصابين بالكورونا قد يحسبونها في فصل الشتاء هذا نوبة برد موسمية، وينقلون الفيروس الى غيرهم، وفي القانون فانك بريء حتى تثبت إدانتك، ولكن مع الكورونا فأنت متهم حتى تثبت براءتك، يعني عندك نزلة هذه الأيام طوالي تعتبر “مُكرون”، وأقل ما يجب عليك القيام به هو الابتعاد عن كبار أفراد العائلة وتفادي مخالطة الناس عموما لخمسة أيام على الأقل.

والشاهد انه لا يوجد فيروس كورونا حميد، والحال في بلادنا يغني عن السؤال، وأي إصابة بالكورونا قد تؤدي الى تعقيدات صحية مريعة في غياب تام للخدمات الصحية، في بلد ليس فيها مخزون استراتيجي الا من القنابل المسيلة للدموع.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.