من خلال تجوالي واحتكاكي ببعض أهل هذا المنهج أعترف أنّ العلمانية ليست سيئة ، إنما نحن السيئون ، سبق وأن زرت 7 دول علمانية غالبية سكانها مسلمين أو نصفهم ، ومع هذا لم أجد مطلقا شخصاً ينادي بمحاربة عقيدة شخص آخر أو يطعن في دينه ، أو يزدري مذهباً لا يعتنقه ، أو يحارب الدين تحت مسمي محاربة التخلف والرجعية ، والأدهي والأمر أنّ كل الذين يحاربون الدين في بلادي يحملون وثائق سفر تحمل أن ديانتهم مسلمين.
قبل شهر أو يزيد وردني خبر أنّ رئيسة حزب الشعب الجمهوري التركي وتدعي (جنان كفتانجي أوغلو ) وحزب الشعب من أقدم الأحزاب في أوربا عمره مائة عام وهو الحزب الذي أسسه (غازي مصطفى كمال أتاتورك) رحمه الله وغفر له ، وردني أنه حُكم عليها بالسجن تسعة أعوام وثمانية أشهر لثلات قضايا رفعت عليها ، تعنينا منهم واحدة حكم فيها عليها بالسجن لثلاث سنوات وكل ذلك بسبب تغريدة كتبتها علي تويتر ذكرت فيها أن صوت مكبر الصوت في آذان الصبح يزعجها وأنه لا ذنب لها فهي،غير مسلمة او لا تصلي أو حسبما ذكرت ، هاج عليها الشعب وماج حتي الملحدون منهم والنصاري لم يرتضوا حديثها وتم الحكم عليها بالسجن 3 أعوام إنتصارا لحرية العقيدة واحترام أديان الآخرين ، ولو أن مفتي جمهورية تركيا إنتقص المسيحية وقال إن جرس الكنيسة يزعجه لتلقي نفس العقوبة و المصير .
حتي في مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم كان الصحابة يحترمون اليهود وعرقهم وعقيدتهم ولا يزدريهم أحد بل أنّ خادم النبي صلى الله عليه وسلم كان غلاماً يهوديا بل وباع واشتري وإرتهن منهم ، لم يحمل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف إلاّ بعد نقضوا العهد والميثاق الذي بينهم والذي يشبه ما يسمي اليوم بالتعايش السلمي ، وبعد هذا تزوج منهم لم يستحي من الصحابة ولم ينكر عليه أحد ، وهنالك مائة ألف بيت من بيوت العرب تتمني أن تصاهر سيدى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله وتالله لو لم نَسُنّ لأنفسنا قوانين صارمة في إحترامنا عقائد بعضنا البعض ونطبقها بحزم سنظل ألف عام ندور حول أنفسنا مثل حمار الرحّا والمكان الذي إرتحل إليه هو المكان الذي إنتقل منه ..