تحية لشعب السودان العظيم …!
كتب: د. مرتضى الغالي
.
تحية الإعزاز والإكبار للشعب السوداني في عيد الميلاد المجيد وفي تباشير العام الجديد وفي ذكرى الاستقلال..تحية وسلام مضمّخة بعبير الحرية والنضال والفداء وبكل أزاهير المحبة وعطر الكرامة وأنفاس الثورة الباسلة التي أغلقت أبواب المهانة والاستكانة وفتحت مصاريع الأمل في سودان جديد..هجر مخادع الخمول ودك عاقل الاستبداد وزرع أبناؤه المعاني الحقة للتضحية والاستشهاد والوطنية..!!
بماذا يخوّف المستبدون شباباً رفض أن تستعلي عليه انكشارية الجهالة..وعلى ماذا يتوعّده الانقاذيون وفلولهم من الانقلابيين الذين لا يعرفون للأوطان إلّا ولا ذمة..؟! هل يتوهمون أن في استطاعتهم الركوب على رأس الشعب عندما يهددون بأن السماء ستمطر حصى ودانات على رءوس السودانيين..؟! هذا هو وعد الانقلاب وهذه خطته لإصلاح الفترة الانتقالية بقتل 60 نفساً من خلاصة حشاشة الوطن في أيام معدودات من أيام الانقلاب الكالحة…هذا هو مبلغ علمهم بحكم البلاد وإدارة شان الوطن.. ويحسبون أن هذا الترهيب سيسلس لهم القياد وما دروا أن الشباب المقاوم يسترخص حياته من اجل وطنه..وقد جربوه منذ انطلاق الديسمبرية الميمونة فماذا وجدوا غير مضاء العزائم واسترخاص الأرواح من اجل الكرامة ويا لها من أرواح غالية..!
هذا هو وعد الانقلابيين بين تهديدات حميدتي وترهيب البرهان..فهل هناك درجات للموت بعضها خفيف لطيف محتمل وبعضها بغيض وخيم ..؟! إنهم شباب صدقوا على عهد الثورة قابضين من أجلها ما هو أقسى من الجمر..وهم بيض السرائر خلو الأيادي والجيوب..لا يبتغون غير أنسام الحرية والانعتاق وتحقيق كرامة الشعب وكرامة الوطن…هذا الشباب المقاوم لن يرضخ للفراعين القدامى والجدد ولن يخفض جناح العزّة لهؤلاء النكرات ومرتزقتهم الذين يريدون أن يسومونا سوء العذاب والهوان وقد عزم هؤلاء الشباب أن يغيّروا ما ران على البلاد ..فقد تبدلت الأرض غير الأرض..وبرز الشباب ليبدلوا معادلات الماضي العقيمة (وما يعلم جنود ربك إلا) وليهدموا حوائط الأفكار العتيقة ويتصدوا لهذه الشرور المتجسّدة في طغمة تقتات من علف عصر غابر>>وشراذم يخرجون علينا شعثاً من مغارات علي بابا والأربعين حرامي..!
هؤلاء الانقلابيين ورجرجة فلول الإنقاذيين ليتهم يقولون ماذا يريدون حتى يعرف الناس سر هذا التوحّش الدموي..! هل يريدون إن نترك لهم موارد البلاد وحيازة ما ليس لهم بوضع اليد وسرقة حقوق الشعب..؟! وبأي مقدار..؟! هل يريدون حماية أنفسهم مما سلف من جرائم ودماء تصيح على من سفكوها بغير حق.. أم أنهم أسرى كوابيس وهواجس الملاحقات المحلية والدولية..؟! لو عًرف السبب في هذا التسلط وإراقة الدماء ربما بطل العجب..وربما فكّر الناس في معالجة مخاوف المجرمين السابقين واللاحقين على سنة العدالة والقانون والانتصاف للضحايا ورد الحقوق والمحاسبة على الجُرم بمقداره وعدم الإفلات من العقاب وبشروط التوبة النصوح.. فمهما توحش الانقلابيون والفلول فلا مهرب من أن يواجه كل فرد منهم ما ارتكب في حق الوطن من جرائم ومخازي ستظل معلقة في رقابهم إلى حين القصاص العادل طال الزمن أم تقاصر…!!
ذلّ من يغبط الذليل بعيشٍ..رب عيش أخف منه الحِمام..إنهم يريدون دفع المجتمع للعنف..لا حقق الله لهم هذه الأماني الشيطانية الخبيثة.. فلتعلو رايات الثورة السلمية لتدفن هذه الرجاءات الخائبة لنفوس بغيضة مشوّة تكره الحياة وتنزع للخراب والعدمية.. فهذه ثورة بيضاء شامخة انطلقت ضد الجمود والخنوع والاستكانة والجهل والقبح والقهر والاستبداد والعنجهية والاستئثار واللصوصية والاستباحة والاستغفال والاستهبال والاستحمار والعنطزة والسفالة و(السناحة) و(تخانة الجلد).. فتلك هي تركة الإنقاذ..وهذه ثورة مباركة من اجل الحرية والعدالة والسلام والمساواة والإنصاف والنهضة والعلم والتقدم والسمو والاستشراف والنبل والشرف والكرامة..فمن أين لهذه الأقزام أن تحلم بزعامة لا تملك تأهيلها وأشراطها (إلا في المشمش)..!
هذا هو أخدود الوهم الذي يعيش فيه من يعلمون أنهم لن يظفروا بلمحة تأييد أو ذرّة ثقة..فالأفعى تظل أفعى مهما غيّرت من جلدها..والشعب لا يحب ولا يكره إلا في الوطن..ولا ليلى لشباب المقاومة غير هذا الوطن الحبيب.. فالوطن هو (ليلاه) التي يُغار عليها ويحب من يحبها ويكره من يكرهها (واحمل في ليلى لقومٍ ضغينة/ وتُحمل في ليلى عليّ الضغائن)..!! تحية لشباب المقاومة..ولهذا الشعب الكريم الأبي.. ولعنة الله على القتلة واللصوص وكل من يلعق أحذيتهم ويقف في صفهم المهزوم مهما تطاولت جهالته أو استطالت لحيته وعمامته.. الله لا كسّب الإنقاذ ..!!