تهاوى الإنقلاب والدعاوى الكاذبة للحوار
كتب: تاج السر عثمان بابو
.
1
مع تصاعد المقاومة الجماهيرية يتهاوي الانقلاب وتظهر الدعوات الكاذبة للحوار التي تعيدنا لمربع الأيام الأخيرة للمخلوع البشير ، فقد خرجت مليونية 6 يناير التي دعت لها تنسيقيات لجان المقاومة هادرة وحاشدة في العاصمة والولايات ، وسيطرت علي الشوارع في الولايات واقتربت من القصر الرئاسي في الخرطوم ، رغم إغلاق الكباري وقطع الانترنت والاتصالات ، وانتشار القوات الأمنية في الشوارع ، والارتكازات الأمنية كما في شارع المطار، وإغلاق شارع المطار، والاعتقالات والمداهمات الاستباقية قبل يوم من المليونية في عدد من الأحياء بالخرطوم كما حدث في حي الشجرة والخرطوم (3) لقيادات لجان المقاومة والنشطاء.
هذا اضافة للقمع الوحشي بالغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية والرصاص الحي مما أدي لارتقاء 3 شهداء من أم درمان واصابة 24 حسب بيان رابطة الأطباء الاشتراكيين بتاريخ 6 يناير، واصابات في المدن الأخرى والولايات جارى حصرها، وحملة اعتقالات ، ودهس الثوار بالتاتشرات ، واستخدام طائرات “الدرون” منذ مليونية 4 يناير المستوردة من اسرائيل لضرب المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع ، واقتحام مستشفي الاربعين بام درمان ، وعودة بكاسي الأمن البيضاء للاعنقالات وضرب الثوار من قبل كتائب الظل للمؤتمر الوطني التي تنتحل صفة قوات الأمن والملثمين من قوات حركات سلام جوبا وغيرها، ، والتعليمات باعتقال وتعذيب الثائرات والتنكيل بهن ، واقتحام المساجد مرة أخري كما في اقتحام مسجد بشير النفيدي بالخرطوم (2) وضربه بالغاز المسيل للدموع ، وسرقة التلفونات لمن بداخله كما حدث لامام المنزل واسرته.
اضافة لافراغ وسط العاصمة الخرطوم بالقوة واصدار الأمر للجميع لاخلاء شارع الحرية، ومنع الاسعافات الأولية للمصابين مما أدي للاضطرار لاستخدام ا”لركشات” و”المواتر” لاسعاف المصابين ، وغير ذلك من اشكال القمع المفرط . رغم ذلك تمكن الثوار في الخرطوم من كسر الحاجز الأمني والدخول لشارع القصر الرئاسي والاقنراب منه.
كما كانت الولايات مرجلا يغلي بمواكبها الهادرة التي خرجت من افصي الشمال الي الجنوب ومن اقصي الغرب للشرق كما في مدن : عطبرة، الدامر ، بورتسودان ، حلفا الجديدة ، كسلا ، القضارف، الدمازين ، نيالا ، الفاشر ، الضعين ، زالنجي ، حلفا، البرقيق ، دنقلا، شندي ، رفاعة ، مدني ، الكاملين ، سنجه،كوستي ، الحصاحيصا ، خشم القربة ، بارا ، الفولة ، النهود ، سنار ، المناقل، الأبيض ، ربك ، كادوقلي .الخ، اضافة لخروج طلاب الجامعات كما في جامعة البحر الأحمر، . الخ..
كما ارتفعت شعارات رفض الانقلاب ومواصلة المقاومة حتى اسقاطه وإقامة السلطة المدنية الديمقراطية ، ورفض الشراكة علي أساس الوثيقة الدستورية التي مزقها انقلاب العسكر ، ورفض اتفاق جوبا الذي تحول لمحاصصات ، واشترك قادته في الانقلاب الدموي ، كما في شعار : “لا شراكة .. لاتفاوض .. لا مساومة ” مع الانقلاب ، ومحاكمة مرتكبي جرائم قتل الشهداء والمصابين ، والتعذيب الوحشي للمعتقلين ، وجرائم الاغتصاب، وشعار ” السلطة سلطة شعب والعسكر للثكنات. الخ.
2
مع تهاوي الانقلاب، وعدم جدوى العنف الوحشي لمواجهة المتظاهرين السلميين ، برزت الدعوات الكاذبة للحوار نحت ضغط الحركة الجماهيرية والخارج ، كما في دعوة حميدتي للحوار باعتباره المخرج من الأزمة السياسية ، واستكمال الانتقال الديمقراطي !!، ودعوات البرهان أن ابواب الحوار مفتوحة مع جميع القوى السياسية بغية التوافق علي استكمال هياكل الفترة الانتقالية، بعد أن مزقا “الوثيقة الدستورية” حتى تدبير انقلاب 25 أكتوبر فأي حوار يتحدثان عته؟!! .
، كما استمر التصدع داخل الانقلاب ، كما في استقالة قاضي المحكمة العليا مولانا عبد الاله زمراوي بسبب استمرار قتل قادة الانقلاب للشباب السوداني ، اضافة لاستمرار تفاقم الاوضاع المعيشية جراء ارتفاع الأسعار جراء ارتفاع أسعار الكهرباء والوقود، والمزيد من الضرائب لمواجهة تكلفة القمع وحالة الاستعداد والتضخم في جهاز الدولة لاستنزاف الشعب السوداني ، بعد قطع المعونات الخارجية، مما يجعل الحياة لا تطاق وتقود للانتفاضة الشاملة والاضراب العام لاسقاط الانقلاب ، وانتزاع الحكم المدني الديمقراطي ، ووضع الدولة يدها علي ثرواتها ، وقف نهبها من المحار الاقليمية الدولية التي اصبحت تتدخل بشكل سافر في الشأن الداخلي السوداني.
كما تزايدت الضغوط الخارجية علي الانقلاب كما في استنكار القمع الوحشي في: بيانات الحكومات ومنظمات حقوق الانسان والأمم المتحدة ، و الأحزاب الشيوعية واليسارية والديمقراطية والتقدمية ، وبيان أمريكا وبريطانيا والاتحاد الأوربي الذي حمّل الانقلابيين مسؤولية انتهاكات حقوق الانسان التي تتعارض مع المواثيق الدولية ، وحماية الحق في التجمع السلمي ، واستنكار الابادة الجماعية في دارفور، وقتل العشرات والعنف الجتسي منذ 25 أكتوبر ، وضرورة اجراء تحقيقات مستقلة ، ومحاسبة الجناة ، ووقف الهجوم علي المستشفيات والصحفيين والقنوات الفضائية، وحق استخدام الانترنت والاتصالات، والافراج عن كل المعتقلين ورفع حالة الطوارئ ، ورفض الحكم الشمولي الاستبدادي ، قيام الحكم المدني الديمقراطي.
3
وأخيرا ، مع تهاوي الانقلاب وضعفه كل يوم ، مهم تشديد المقاومة الجماهيرية بمختلف الأشكال والتحضير الجيّد للانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي الذي يحقق أهداف الثورة زمهام الفترة الانتقالية.