ثورة عظيمة.. بصمة أخرى على الأحد الأغر..؟!

0 246

كتب: د. مرتضى الغالي

.

الحالة الثورية في السودان لا علاقة لها بالانزلاق في الفوضى.. إنها (صعود إلى المعالي) واستبسال وفداء من اجل الوطن.. وانظر لجماعة المعرقلين ماذا يقولون على لسان متحدثهم ومستشارهم “الطاهر أبو هاجة” الذي لم يجد في هبة الشعب الهادرة في يوم الأحد الأغر إلا أن يقول “التظاهرات رفعت شعارات مختلفة” (وإنت مالك)..؟! هذه ليست تظاهرات يا رجل.. هذه ثورة شعب لن يطأطئ رأسه ويترك وطنه مستباحاً للصوص والمستبدين وناهبي الموارد.. فقد اقسم الشعب أنه لن يقبل بأي دكتاتورية سواء كانت بالمجنزرات والمليشيات آو التجأت للغدر وجاءت مهلهلة تخفي تحت دلاقينها عقارب الفلول والحنين لعهد الإنقاذ الأغبر..!!

هل هذه ثورة يمكن أن يتحكّم بها البرهان وحميدتي وأبو هاجة ويمسكون فيها بمصير السودان وينصبوا شخوصهم كآخر سلالة لسلاطين المغول..!! هذه حلقة من مشاهد العبث التي لا يقاربها حتى نموذج “كيم جونغ أون” في كوريا و”بول بوت” جزّار الخمير الحمر في كمبوديا..!! لماذا لا يغادرا الساحة ويتركا الشعب السوداني في حاله..؟! أي أسطورة عبثية أوصلت هذين الشخصين لأن يخرجا علينا في هذا البلد العظيم كل صباح بكلام عقيم فاقد القيمة وهما يلهوجان بالأوامر والفرمانات و(الشخط والنتر)..؟! هذه هي مخرجات سكة الإنقاذ؛ مهزلة التاريخ ومعرّة الدنيا ونهاية المساخر التي لا تمر إلا في فواجع التاريخ الدرامية والروايات الخيالية والمسرحيات الغرائبية والقصص الأسطورية التي تتحدث عن السعلاة والغول و(البعاعيت) والموتى الذين يسيرون وألعاب (الزومبي) التي تخيف الأطفال..!!

إلى متى تنخسف هذه المهازل وهذه المخاطبات التي نسمعها كل يوم من البرهان وصاحبه وكأنها أصداء من كهوف القرون الوسطي..؟! فكلما تحدثا لا تسمع منهما غير الحصر والعي والفهاهة وكأن الكوابيس قد أوحت لهما بأن شيطاناً مريداً قد قلدهما صولجان عرش السودان.. بينما هما يستندان على بقايا ركام خلّفته الإنقاذ..وعلى عصبة جعلتها المقادير على رأس (حركات مسلحة) كان شعارها الحرية ومناهضة الاستبداد فعادوا إلى مواجهة الشعب واصطفوا مع البرهان وحميدتي والفلول ضد الشعب وضد الثورة وشباب المقاومة..ومعهم أزلام من رميم المؤتمر الوطني المقبور ومن سماسرة الحروب واللصوص والمتاجرين بالدين..! لا تفسير غير أن بعض أفراد هذه الفئة استولوا على موارد السودان ولا يريدون إن يعيدوها إلى ملكية الشعب وهم يحرسونها ببنادق المليشيات وقطّاع الطرق..هذه هي حقيقة التمترُس ضد التغيير.. فليس الأمر حول برامج وأفكار أو نهضة وطن وحماية ثورة أو حرية وديمقراطية..إنهم يصارعون من اجل استمرار النهب وحماية المسروقات والإفلات من العقاب.. جفّت الأقلام وطويت الصحف..!!

حاول أن تقلب كل الأفكار والنظريات فلن تجد في مساعي هذه الجماعة من أجل تعويق التغيير وعرقلة مسيرة الثورة غير محاولة فرض نفسها بالقوة على المشهد لتمنع انطلاق الوطن نحو الحرية ودولة القانون..وستعجب ألف مرة يا صديقي من مشهد قادة الحركات وهم يقفون في صف البرهان والمليشيات ويتشبثون بالبقاء في الخرطوم..!! هل كانوا فعلاً يطلبون الحياة الكريمة لساكني المعسكرات ولأهل دارفور وجبال النوبة وجنوب كردفان والنيل الأزرق ويناضلون من أجل حرية الوطن جميعه والانتصار للحرية والعدالة والمساواة..؟ أم أنها المصالح الذاتية العضوض و(الشوفينية) بمعنى : أين أنا وأين مصالحي الخاصة مما يدور..؟! إن مصالحي الخاصة هي تجعلني اختار موقعي في هذا الصراع بين قوى الردة وقوى التغيير.. إنهم لا يرون في الثورة غير أنها قطعت عليهم طريق المصالح الذاتية..فقد كانوا كما يرون أنفسهم (أحسن حالاً) قبل الثورة..حيث كانوا يجدون التعليل لبقائهم خارج الوطن وتلقي ما يتلقون على الصعيد الشخصي حتى استمرءوا هذه الوسادة الناعمة…وقد كان بعضهم من المنتفعين من الإنقاذ حيث سهلت عليهم طرق التكسّب والنهبوت حتى كادت بطونهم أن (تطرشق) من تخمة سرقة الموارد..!! هذا هو حال بعض قادة الحركات والمليشيات الذين ابتلى الله بهم الوطن وبعضهم من الأتباع الخًلّص للإنقاذ وحركتها المتأسلمة بل هم من خلاصة أحشائها و(طوحالها)..!! وهكذا عندما عادوا إلى الوطني لم يقدموا كلمة عزاء واحدة للشهداء أو ساكني المعسكرات؛ بل هرعوا مباشرة للوقوف في صف الفلول ورفعوا أياديهم بفاتحة (غير مأجورة) على من توفاهم الله من قادة الإنقاذ الذين قتلوا الآلاف من أبناء الشعب وشردوا الملايين..!!

هل هذا المشهد يوحي باليأس..؟! لقد جاءت ثورة ديسمبر الباسلة لتبقى فمتى تفهم عصبة الفلول هذه الحقيقة الساطعة ..هذه الثورة كفيلة بكنس كل أوضار السودان والنفايات البشرية مهما بلغ عتو زعامات الفلول المهترئة والذين وضعتهم الأقدار في مواقع اكبر من قاماتهم..فلا يمكن لأقزام (النينجا) الجلوس على عرش بلقيس العالي..!! الثورة منتصرة والردّة مستحيلة..وقد جرّب الفلول آخر ما لديهم من أسلحة صدئة وأصبحت الانقلابات الذي ظنوا أنها تمنحهم السيادة على الشعب دراما بائسة متعوسة وملهاة ركيكة مثل أعواد (ساقية القصب) التي يلعب بها الأطفال..!! لقد فشلت انقلاباتكم بكل ما فيها من دموية وبشاعة فعلى ماذا هذه العنطزة والتهريج الذي نسمعه كل يوم من (جنرالات الوهم) أصحاب (دون كيشوت) وتابعه (سانشو) الذين يحملون أعوادهم الخشبية في محاربة طواحين الهواء..؟!! هذه ثورة عظيمة والله العظيم…ثورة متوشحة ومخضبة بدماء شهدائها الأبرار….الله لا كسّب الإنقاذ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.