دَعـــــمُ حَمـــــدَوك_ لِمَــــاذَا؟ (3/3)

0 95

كتب: آدَمُ أَجْــــــــــــــــــرَىْ

.

لأن الجهود المركبة المحلية والدولية التى بذلت لإعادته لم تبذل مثلها لثبيت أى رئيس وزراء من قبل، مسيرات مواجهات، سقوط شهداء، إغلاق شبكات، خسائر إقتصادية، تعليق عضوية السودان فى الإتحاد الأفريقى، إيقاف الدعم الاقتصادي، إنسحاب شركات مستثمرة، تعليق قرار إعفاء الديون، تراجع حماس نادى باريس، عقوبات الكونغرس.. الخ. فى ليلة واحدة أعاد البرهان السودان إلى ما قبل ثورة ديسمبر، تسبب فى تراجع خطير لوضعه دولياً. قحت هى التى قبلت به بوثيقة دستورية قدمته للشعب، ثم لجأت لنفس الشعب كى يخلصها منه. منظومة الحرية والتغيير ليست خير ممثل للشعب، إنما التحقت بقاطرة الثورة إلتحاقاً عندما شارفت محطة الوصول. لجان المقاومة بتكويناتها القائمة على الجغرافيا، وبتغلهلها العميق فى نسج المجتمعات المحلية وخدمتها لها فى أمور تفصيلية منسية، يجعلها أفضل حاضنة وأفضل حارسة للمال العام. إنها الثورة ذاتها ولا مقارنة بينها وبين الكيانات المؤدلجة كيزانياً، التى فى وقت كانت فيه بعض الإدارات الأهلية تتآمر على المسيرات، فإن شباب المقاومة وشاباتها كانوا محركات الشوارع، حراس المتاريس وصناع المليونيات المزلزلة التى تعمل لعتق الشعب وتحرير إرادته. تشكيلها الغلبة فى المجلس التشريعى الإنتقالى لمراقبة أداء حكومتها وحراسة ثورتها خطوة منطقية تصب فى خانة تطوير الثورة بدلاً عن وأدها بشيوخ الإدارة الأهلية.
مضى نصف الوقت، وبعض الأحزاب المؤثرة فى المشهد تشترط لقيام الإنتخابات، ما عجزت عن تحقيقه طوال عامين، لا تسأل نفسها مثلاً لماذا فشلت فى تفكيك و تصفية نظام الانقاذ وأخفقت فى استرداد الاموال المنهوبة في الداخل والخارج، وعجزت عن حل المليشيات وتسريحها، وفى القصاص لشهداء ثورة ديسمبر المجيدة، فضلاً عن عدم تجهيزها أى ملفات لأهوال جبال النوبة والنيل الأزرق فى ٦/٦/٢٠١١م وما بعده والتى تسويتها يجب تضمينها فى شروط تهيئة الأجواء لقيام الإنتخابات.
لا العسكر ولا قحت هما أصل الثورة ولا حتى ممثلان لها، بل ملحقان بها إلحاقاً. المتبقية من الانتقالية ١٨ شهر، وهى مدة لا تحتمل تعديد المكابح ولا سيطرة الأيديولوجيات المفخخة، تحتاج إلى عناصر فعل ثورية صادقة النوايا، حمدوك شعبيته جمعت بين المحلية والدولية، وفى حالة إستقالته -الواردة- نرى إسناد الأمر إلى تكنوقراط مؤمن بجدوى البناء فوق ما أنجزه، ويكون مسنوداً بقوة لجان المقاومة التى لا تخذل.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.