رحلة إلى العيون

0 94

كتب: طلحة جبريل موسى

.

اعتقدت ذلك الصباح ان القطار الذي يربط بين محطة الدارالبيضاء الميناء ومطار محمد الخامس سيكون مريحاً، ظناً مني ان حركة السفر إلى خارج تباطأت وتيرتها.

فوجئت بأن القطار مزدحم ملء سعته.

خمنت أن تعليق السفر من وإلى فرنسا التي شرع في تطبيقها أمس ربما كانت هي سبب إزدحام القطار .

اصطف المسافرون في مطار محمد الخامس في صفوف تتلوى أمام المدخل الذي يقود إلى الشرطة المكلفة بتفتيش الحقائب.

لم يكن هناك حل سوى تمديد حبل الصبر.

بعد تجاوز نقطة التفتيش، وقبل الذهاب نحو الخطوط الملكية المغربية لإنجاز إجراءات السفر والحصول على البطاقة التي تتيح دخول الطائرة، ارتأيت أن اشترى بعض الصحف، لم أجد أي صحيفة.

نعم لا توجد صحف في المطار.

لا أعرف إذا كانت إدارة المطار قررت منع بيع الصحف “على اعتبار أنها تنقل الفيروس” كما كان يقال عندما بدأت الإجراءات الاحترازية.

في زمن مضى كان الشعار “صحيفة لكل مواطن”.

الآن أصبح شعار واقع الحال “لا توجد صحيفة ..نحن نحرص على سلامة بصرك”.

رحت بعد ذلك أركض في المطار بحثاً عن مكاتب الخطوط المغربية للرحلات الداخلية.

لم يكن هناك أي شخص في مكتب الإرشادات.

بعد جهد جهيد وجدت المكاتب.

لم تستغرق الإجراءات وقتاً طويلا، انتقلت بعدها إلى صالة الرحلات الداخلية، التقيت هناك صحافيين من إذاعة الرباط ، كانت وجهتهم الحسيمة لتغطية أشغال لقاء عن السياحة الداخلية.

إزاء الظروف المعقدة التي يعرفها كل العالم ، يبقى قطاع السياحة الأكثر تضرراً.

إذ أغلقت “الإجراءات الإحترازية” جميع الأبواب.

قاعة الرحلات الداخلية تغص بالمسافرين.

كثيرون يلغطون بصوت مرتفع ، خاصة أولئك الذين يتحدثون في هواتفهم المحمولة.

يا لطيف.

كنت أحمل كالعادة كتابين، وجدت صعوبة في التركيز. صرفت النظر عن القراءة.

ارتايت أن الأجدر الإجابة على الرسائل التي تصلني عبر “وآتساب”. او “الماسنجر ” وبعضها أرسل قبل أزيد من شهر ! لكن ما العمل، إذا كنت أبقى ستة أيام راكضاً بين المدن.

لا أعرف لماذا يتعذر التواصل عبر البريد الإلكتروني (الإيميل) او الرسائل النصية الهاتفية.

معظم الناس يجدون سهولة في تطبيقات مثل “وآتساب” إلى حد أن 84 بالمائة من المغاربة يستعملون هذه المنصة التواصلية.

بتأخير بلغ عشر دقائق طُلب من المسافرين إلى العيون صعود الحافلات نحو الطائرة. لم يكن هناك كرسي واحد شاغر في الطائرة .

كان حظي التعيس أن أكون إلى جانب رجل وزوجته ومعهما رضيع ظل يبكي طوال الرحلة التي استغرقت ساعة ونصف ساعة.

وصلنا العيون. لم أجد المدينة التي في ذاكرتي ، وجدت مدينة أخرى.

إلى اللقاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.