قبائل اثيوسودانية
كتب انور ابراهيم احمد (كاتب اثيوبي):
هنالك العديد من العناصر الشتركة بين القبائل السودانية والاثيوبية وفي الجزء الاول تعرضنا لاحدي النماذج المشتركة بين البلدين وخاصة قبيلتي الهدندوةالسودانية والعفر الاثيوبية وخاصة العناصر المشتركة الثقافية والاجتماعية والتراثية بينهم والاطعمة وحياتهم الخاصة والاختلافات والمزايا التي تعرف لدي كلا القبيلتين والاشياء الجمالية للرجل والمراة .
وعبر هذه الفقرات نواصل الحديث عن بعض القبائل الاخري التي لا تختلف بين الدولتين بل هي من القبائل التي تشترك بين الدولتين وتاخذ الثقافتين الاثيوبية والسودانية .
واصبحت العامل المشترك بين الدولتين وتقطن في الحدود المتاخمة لكل دولة ويستطيع الفرد من هذه القبيلة ان يكون سوادنيا واثيوبيا حسب تحركه وكل هذا عندما تراه وهو يلبس الجلباب والطاقية السودانية تعتبره سودانيا وعندما تجده يتحدث اللغات الاثيوبية ويمارس العادات الاثيوبية تعتبره اثيوبيا ويستعمل اللغتين العربيةوالامهرية بالاضافة اللهجات المحلية الاخري .
هذه هي قبائل وقوميات بني شنقول الاثيوبية والسودانية والتي تقطن في اقليم بني شنقول الذي يقع في غرب اثيوبيا وهي احدي الاقاليم الاثيوبيةالتسعة وهو اقليم له حكومة فيدرالية وتقع هذه القبائل في منطقة النيل الازرق المتاخمة لمناطق شرق السودان والمتاخمة للحدود الغربية لاثيوبيا وهي قبائل غلبت السياسة والحدود وتغلبت على الحدود الطبيعية اذا تجدها تتحرك بكل حرية ولاتعرف السوداني من الاثيوبي منها ودوما ماتجد لكل فرد اخ اوشقيق او ابن عم هنا وهناك .
وهذه القبائل تقطن في مناطق غنية بالمعادن الطبيعية وكانت معروفة تاريخيا منذ الحملات التركية المصرية على السودان وخاصة جبال بني شنقول مناطق الرجال الاقوياء والذهب والتي قاد من اجلها محمد على باشا جيوشه بقيادة حملة على السودان (حملة جمع الرجال والذهب ) لسد حاجة حكمه في مصر وتوطيد اركانه.
وجبال بني شنقول معروفة في تاريخ السودان بجبال فازوغلي وخاصة ابان الحملة التركية السابقة على السودان وكذلك ذكرها نعوم شقير في كاتبه جغرافيا وتاريخ السودان وايضا. الكاتب الان مورهيد في كتابه تاريخ النيل الازرق المنطقة التي يخترق فيه النيل الازرق الحدود السودانية ، وهذه القبائل من القبائل التي تعتبر سودانية اثيوبية .
لقد احتفظت باثارها وارثها السوداني في العديد من العناصر الثقافية كالجلابية والطاقية وباثيوبيتها وملامح انتمائها الى هذه المناطق متمسكة بالعناصر الثقافية الاثيوبية والامهرية والتراث الاثيوبي وفي اثيوبيا حمل اسم الاقليم الفريد اسم قبيلة بني شنقول واصبحت في وسط مناطق لا تتحدث العربية وصارت عربية الملامح خلال ثقافتها وتمسكت ببعض الملامح والارث الافريقي وعندما تري اشيائها ودواتها الزراعية فهي قبائل زراعية ومسمياتها والاشياء التي تزرعها كالفول والسمسم والادوات الزراعية المحريت- السلوكة – الملود- تقول ان هذه القبيلة انحدرت من غرب السودان او اراضي الجزيرة الزراعية وعندما تشاهد الاشياء المتعددة التي تعود لاثيوبيا تقول انها احدي قبائل الجنوب الاثيوبي وخاصة الثقافات المتعددة والتي تتشابه مع قبائل الجنوب الاثيوبي .
قبائل خلقت لنفسها موقعا وسط بين السودان واثيوبيا بين الافرقة والعروبة وبين الزراعة والتعدين اصبحت احدي حلقات التواصل بين البلدين بل بقعة قريبة للتماذج الثقافي جزء يميل لاثيوبيا وجزء يميل للسودان ولا نستطيع ان نقول انها سودانية او اثيوبية صارت منطقة تقاسم للثقافتين تتحدث العربية والامهرية وبعض اللهجات المحلية فتجد لدي البعض الشلوخ والوشم على الخدود على جانني الوجه وسحنة داكنة ولون اسمر وعناصر زنجية وعربية وافريقية واثيوبية .
قبائل تمارس التعدين بالطرق التقليدية كاستخراج الذهب والفضة والزراعية والرعي والتجارة واقليم ملئ بالثروات كالذهب والفضة والبترول من الجانبين السوداني والاثيوبي ومناطق خضراء وطبيعة وجميلة المناظر وامطار غزيرة .
بني شنقول من اكثر الاقاليم الافريقية التي ترتبط بين بلدين ثقافيا واجتماعيا وتارخية وهنالك قبائل اخري كثيرة في المنطقة ( البرتا والشناشا والقمز والفونج ……..والخ) وبني شنقول اقليم يمثل اللتماذج الافريقي العربي بين الدولتين وخلق امتزاج ثقافي غريب من نوعه يتحدي الطبيعة والسياسة والحدود الجغرافية التي وضعها المستعمر في افريقيا وهنالك مقولة ان بعض قبائل بتي شنقول تنحدر من شمال السودان بان تاسيس مملكة الفونج في النيل الازرق ومملكة سنار في السودان .
العناصر بين السودان واثيوبيا متعددة ومازلنا يوما بعد يوم نبحث في هذه العناصر علنا نجد اشياء جديدة لم يفتكرها الذين من قبلنا ……وسنستمر في البحث وسنواصل