كرامة روسيا أو نهاية العالم

0 185

 

كتب: ذوالنون سليمان عبدالرحمن

 

صعق العالم بالتصعيد الروسي الاخير وتلويحها بإستخدام السلاح النووي الأمر الذي يوضح ان الجنرال لم يعد لديه الكثير من الأوراق لملاعبة عدوه المستتر أمريكا في حربه الكارثية ضد أوكرانيا ، الحرب التي وصفت من قبل اصدقاءه في قمة شنغهاي بأنها حرب بلا معني ولم تكن روسيا في حوجة لها .
هذا التصعيد هو المناورة الأخيرة لرجل روسيا القوي لتحقيق مكاسب تفاوضية تجعله ينهي الحرب بأقل الخسائر خصوصًا بعد انفضاض حلفائه وتصاعد الرفض الشعبي للتعبئة ونذر الحرب التي باتت تقترب رويدًا رويدًا للداخل الروسي الذي وجد نفسه مخدوعا بالاعلان الاولي بمحدوديتها لتتسع مع مرور الوقت بما يهدد بقاء روسيا والعالم ككل .
يرمي النظام الروسي بهذا التصعيد إلي أجبار أوكرانيا وحلفاءها علي قبول المكاسب التي حققتها في اجتياحها للأراضي الاوكرانية ومنعهم عن مهاجمة ما يعتبره الكرملين الان اراضي روسية بعد الاستفتاءات التي ستجري في خيرسون ودونباس ودونتسك الواقعة في الأراضي الاوكرانية.
ويمكن إعتبار التلويح بالسلاح النووي موقف دفاعي بعد التقدم الكبير للقوات الاوكرانية نتيجة للدعم الفني والتقني الكبير من امريكا في حربها غير المباشرة ضد تمدد نفوذ الدب الروسي بعد أن عزف الجميع أنشودة نهاية الحرب الباردة بعد تفكك الإتحاد السوفيتي العظيم في عهد الرئيس الراحل ميخائيل غورباتشوف.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يسعي الان لانهاء الحرب مبكرا قبل إزدياد الاحتجاجات الشعبية والسخط العام الذي سيهدد فترة حكمه نتيجة لرفض الشارع الروسي لحرب لا يؤمن بأسبابها ولا يريد عبرها اعادت تجارب الحروب والحصار والعزلة التي عانى منها في السابق .
التوقعات تشير لإمكانية التوصل لتفاهمات اولية قد تنهي الحرب الاوكرانية وتأسس لسيطرة دولية وإقليمية أخري لامريكا وحلفاءها وإيجاد ما يحفظ للدب الروسي نضارة وجهه .. وإلا سيعيش الناجين تجربة عوالم ما قبل القرون الوسطي ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.