مابين التسوية السياسية وشعار اللاءات الثلاثة

0 111

 

بقلم: حاتم أيوب أبو الحسن

شعار  إللاءت الثلاثة هي خيار الجماهير والقوي الثورية بعد الانقلاب و انهيار اتفاق رئيس الوزراء عبدالله حمدوك مع القائد العام للجيش عبدو الفتاح البرهان الذي لم يرى النور برفضه من القوي السياسية والثورية و استمرار الحراك بذات الشعارات الرافضة للدخول في اي تفاوض أو منح شرعية أو شراكة  مع قادة الانقلاب .

استطاع الانقلاب تطويل أجله لكن لم يحبط الثورة السودانية بل قننت  أدواتها للتعاطي مع ذلك الواقع ومقاومته بشراسة مما أجبر الانقلابيين للبحث عن السند الدولي للاعتراف به وتكرار لعبة النظام البائد في الصعيد الخارجي بالإضافة إلى زيارة  إسرائيل متوقعًا أن تكون التطمينات ودبلوماسية المصالح  تترجم لواقع في الأرض لانقاذه  ، واكتشف بعد عام عدم حدوث شيء

و انه لم يحصد سوى العزلة والضغوط للعودة لمسار التحول الديمقراطي  وتأكد له لايستطيع الاستمرار في السلطة رغم  بحثه في الدفاتر السياسية القديمة عن كروت لإجبار قوي الثورة علي إعادة الشراكة بالوثيقة القديمة التي كان يرفضها

وصل شعار  الاءات الثلاثة الذروة لإنهاء الانقلاب الذي بدأ يبلور له بمفهوم آخر وهي عملية سياسية بسند دعم الثورة الخارجي وقواها التي تري ضرورة البحث عن وسائل جديدة لأن الاسقاط الكامل والجزري الذي يتناسق مع الاءات الثلاثة يصعب في ظل تعقد المشهد وتعدد القوات والقبعات و الملايش  وتربص النظام البائد الذي انتعش بكامل كتائبه المختلفة .

واجب القوي الوطنية قطع الطريق أمام عناصر النظام القديم وسدنته وهي مهمة وطنية وثورية لدحر مخططات قوي الانقلاب المدعوم من النظام القديم  المخاطرين بوحدة البلاد لإدخالها في شبه الحرب الأهلية وتجريد سلمية الثورة

من مدنيتها ، تعقيد المشهد عن قصد  ليتيح العودة للنظام البائد وأنصاره وفك أموالهم والسماح لهم بالعودة كورقة ضغط في التسوية السياسية ، الضغط كما ذكرنا آنفا لم يجني شيء سوى الاكتفاء بقناعة انسحابه من العملية السياسية مكتفيا بدوره الأساسي ، والتخلي عن حلفائه الذين مهدوا له الانقلاب .

كما وضحنا سابقًا أن المناخ أصبح مهيأ للدخول في عملية سياسية عبر جبهة مدنية مع قوة الثورة التي في ذاكرتها التاريخ الماضي القريب بفشل الشراكة

هنا ازدهر الشعار والحماس رغم تدني الاوضاع التي تسير نحو الانهيار بتكتيك الانقلاب وإشعال الحروب وإعادة الأصطفاف القبلي والاثني .

عزز المجتمع الدولي ضغوطاته بضرورة عودة المسار الديمقراطي في السودان وشدد مجلس الأمن  والرباعية  علي ضرورة الوصول لتسوية لصالح قوة الثورة والتغيير وصناعة  واقع يسمح للتحول الديمقراطي عبر عملية سياسية..

هنا وجب عليهم ضرورة وجود حل لتلك القوات المتعددة في دولة واحدة  الامر الذي ادخل الدعم سريع في معادلة جعلته يغازل قوة الثورة والاحياء بالتحالف معهم ، نعم لديه علاقات مع بعض القوي القديمة وحلفائها ، وهي لم تكن معادلة صعب لتجعله متواجد في المشهد كقوات مستقلة غير فاعلة في العملية السياسية تحت مظلة قوات واحدة موحدة .

العودة للمسار المدني الديمقراطي رغبة الشعب الثائر والدعم الدولي الكامل بشكل أخلاقي مع الاحتفاظ( بالجيو سياسي)

هنا أصبح شعار إللاءت الثلاثة في المحك مابين التسوية في ظل تنازل الانقلاب والإقرار بفشله ورغبتهم في أنهاء الأزمة

تراجعت شعبية اللاءات الثلاثة من قبل القوي الحرجة صاحبة الكلمة  الفصل نتيجةً لضبابية المشهد ..
هل ستلبي التسوية تلك التطلعات ام تفشل كما تتوقع بعض الجهات !يقع علي كاهل المجموعتين مهمتين حول مهام التغيير ، الأولى إثبات كفائتها وقدراتها لتحقيق أهداف الثورة عبر العملية السياسية. 

والثانية إعادة التنظيم والمراقبة والرصد لتلك العملية وصياغة خطاب سياسي يسند شعار اللاءات الثلاثة وتدعمه برؤية واضحة تزيل الغموض

مابين التسوية واللاءت الثلاثة وتوحد جماهير الثورة وقواها الحية لتحقيق أهدافها وبناء وانجاز الميلاد الجديد الذي لارجعة فيه ولا مساومة حوله….

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.