نهب وقمع وحشي في مليونية 17 مارس

0 85

كتب: تاج السر عثمان بابو

.

 1. اتسعت ظاهرة النهب المسلح للمواطنين كما حدث في مليونية الغلاء المعيشي17 مارس التي تقوم  بها مليشيات السلطة الانقلابية الحاكمة (دعم سريع ، مليشيات الكيزان ، وجيوش حركات جوبا) ، كما حدث صباح الخميس بنهب سوق نيفاشا ، ونهب مبلغ (200) الف جنية وثلاثة موبايلات من عربة مواطن بعد كسرها ، والهجوم علي معمل استاك ونهب اصوله وموبايلات وممتلكات العاملين ، وتكرار نهب أموال وموبايلات المواطنين من عرباتهم الخاصة ، وفي المواصلات العامة ، كما وضح من الرصد والتوثيق الدقيق لها ، تلك الجرائم لا تنفصل عن جرائم السلطة الحاكمة ومليشياتها في القمع الوحشي للمواكب السلمية ، والابادة الجماعية في دارفور وتهجير المواطنين للاستيلاء علي ثروات الذهب واليورانيوم وغيرها وعلي اراضيهم الخصبة ، ومزارعهم ومواشيهم وحرق قراهم ، كما وثقت (الفيديوهات) ، علي سبيل المثال : اشار تقرير الأمم المتحدة الأخير الي نزوح (12) الف و(500) مواطن جراء الهجمات الأخيرة علي جبل مون . كما لا تنعزل جرائم النهب والانفلات الأمني عن جرائم اللجنة الأمنية التي هي امتداد للنظام السابق ، في نهب ممتلكات القطاع العام ، ونهب الذهب وتهريبه الي الإمارات وروسيا ، كما وثقت النقارير الدولية ، وقبلها تم نهب عائدات التفط التي بلغت عشرات المليارات من الدولارات وتهريبها للخارج ، اضافة لنهب مدخرات المواطنين في البنوك ، والتعذيب الوحشي للمواطنين في بيوت الأشباح.

  أما حركات سلام جوبا فقد أشارت تقارير الأمم المتحدة الي عملها كمرتزقة في ليبيا مع جيوش حفتر والسراج ، وتلقيها أموال من الإمارات، وضلوعها في تهريب السلاح ، وتجارة البشر والمخدرات ، الخ ، هذا فضلا عن شركات الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن التي تقدر بحوالي 300 شركة ، تستحوذ علي 82% من موارد البلاد ، علما بأن اصلها كانت شركات تاربعة لقطاع الدولة نهبها الإسلاميون .

 2 . بعد انقلاب 25 اكتوبر تفاقمت عمليات النهب والقمع ، فتم قتل (87) شهيدا ، واصابة أكثر من (1600) مواطن واعتقال المئات ، ونهب الحركات المسلحة مقر اليوناميد وبرنامج الغذاء ، ونهب الممتلكات ، والاعتقال التعسفي والتعذيب الوحشي للمعتقلين ، ونهب بنك السودان ، والاغتصاب، واقتحام المستشفيات ، وضرب المعلمين واهانتهم، ومحاولة التفريط في سيادة البلاد ببيع وخصخصة الميناء ، واعطاء الروس قاعدة عسكرية علي البحر الأحمر، كما صرح محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعد عودته من روسيا ، والذي وجد استنكارا واسعا ، كما تم ارجاع الممتلكات المنهوبة للفلول، وعودة التمكين في الخدمة المدنية والعدلية ، وابعاد أعداد كبيرة من الخدمة المدنية والعسكرية، كل ذلك بهدف إعادة التمكين والنهب والفساد ، مما أدي لانهيار الدولة ، وضرورة التفكير من الآن في إعادة بنائها وقيام الخدمة المدنية والعسكرية علي اساس المهنية والوطنية السودانية ، وذلك بحل كل المليشيات (دعم سريع ، الكيزان ، جيوش الحركات) وقيام الجيش القومي المهني الموحد ، وتفكيك التمكين واستعادة كل أموال الشعب المنهوبة، وضم كل شركات الجيش والأمن والدعم السريع ، والشرطة الي ولاية وزارة المالية ، والمحاكمات العادلة لكل مرتكبي المجازر الابادة الجماعية في دارفور والمنطقتين وضد الانسانية ، مجزرة فض الاعتصام ، ومجازر مابعد انقلاب 25 أكتوبر ، فضلا عن جريمة الانقلاب الذي نفذه العسكر مع قادة حركات سلام جوبا ، والذي كان سببا رئيسيا في كل الجرائم التي حدثت والانفلات الأمني وعمليات النهب الجارية ، بهدف اثارة الرعب وسط المواطنين ، علما بأن شعب السودان تجارب كبيرة في مقاومة عتاة المجرمين من “الباشبوق” في فترة الحكم التركي ، والجهادية في الايام الأخيرة للمهدية الذين نهبوا ممتلكات الناس وساموهم سوء العذاب ، فصمد السودانيون ، وتلاحمت قبائلهم في وجه تلك الهجمات البربرية ، وذهبت ريحهم ، وسيذهب ريح هذه العصابات المجرمة التي اطلق عنانها الانقلاب العسكري الدموي .

3 . جاءت مليونية الغلاء المعيشي17 مارس هادرة ، بعد ان دعت لها لجان المقاومة في الخرطوم والأقاليم ، وحددت وجتهها في الخرطوم الي القصر الجمهوري ، في الوقت نفسه تواصلت انتفاضات مدن السودان (نيالا ، عطبرة ، الدمازين) تنديدا بأهانة المعلمين ومطالبة بتحسين أوضاعهم المعيشية واجورهم ، كما دخلت كوستي في المعركة بخروجها وإغلاق طريق كوستي ربك الأبيض بواسطة الثوار ، واضراب عمال السكة الحديد وخروج الطلاب في عطبرة  والدمازين ونيالا في مظاهرات هادرة ، أما في بورتسودان فقد قابل الثوار حميدتي بمظاهرات هادرة رافضة لبيع وخصخصة الميناء ، بشعارت ” لا للخصخصة ، لا للبيع ، سودانية مية المية”، ورفض التبعية للمحاور ، بشعارات “لا شراكة ولا تفاوض ولا مساومة” كما احتل الثوار في الروصيرص المحلية ، ومع الحراك الطلابي الواسع ، تم اغلاق مدارس الأساس والثانوي في نيالا الدمازين ، كما حدث في بداية ثورة ديسمبر 2019 ، اضافة للمواكب والاعتصام للمعلمين في النهود .

  كما أعلن المعلمون موكب الكرامة تضامنا مع معلمي نيالا ، واعلنوا الخميس 17 مارس اضرابا شاملا متدرجا خلال الاسبوعين الأخيرين من مارس ، مواصلة للتصعيد بعد تجاهل وزارة المالية للمطالب العادلة والمشروعة لمعلمي السودان ، في ظل الارتفاع غير المسبوق للاسعار بالاسواق . واستمرت مليونية الغلاء المعيشي حاشدة علي مد البصر في  شارع القصر ، رغم القمع الوحشي ونهب وسلب ممتلكات المواطنين، واقتحام المستشفيات كما حدث في مستشفي الفيصل ، وتجاوزت حالات الاصابات في مواكب الخرطوم وحدها (67) ، اصابات متفاوتة بالغاز المسيل للدموع ، الدوشكا ، الرصاص المطاطي ، الرصاص الحي ، و”الخرطوش”،  رغم القمع الوحشي الذي شمل الدهس بالمدرعات والقنابل الصوتية ، تمكنت الحشود الكبيرة أن تكسر الطوق الأمني وتدخل شارع القصر في ثبات وصمود اسطوري .

 بالاضافة للخرطوم شكلت الأقاليم حضورا في المواكب كما في : الأبيض ، عطبرة ، بورتسودان ، كسلا، القضارف ، الدامر ، الدمازين ، . الخ .

4 . استمر تفاقم الأزمة العامة والحراك الجماهيري المطلبي ضد الغلاء واستمرار الارتفاع في اسعار الوقود والخبز والخدمات وانهيار الجنية بلغ سعر الدولار 614 جنية الاربعاء ، كما اوقف بعض التجار البيع لهبوط الجنية، وارتبك عمل البنوك ، وتكدست الصفوف أمامها ، ورفض المزارعين لسعر التركيز لجوال القمح (43) جنية ، وطالب مزارعو الشمالية بمبلغ ( 65) جنية للجوال ، والا فالتصعيد ، اضافة للزيادات في اسعار تذاكر البصات وصفوف الوقود ، فبالاضافة لارتفاع اسعار النفط عالميا بعد الحرب الروسية الاوكرانية والذي تجاوز سعر البرميل 100 دولار بعد أن كان حوالي 45 دولار ، أعلن تجمع العاملين في النفط خروج أكثر من 70 بئر من الإنتاج بسبب التخريب منذ بداية العام الحالي ، اضافة لمطالب ابناء مناطق النفط كما في اعتصام مواطنين من ولاية غرب كردفان (إدارة المجرور) أمام وزارة الطاقة والنفط وسلموا مذكرة تطالب : باقامة مشاريع تنموية ، ومدارس ومراكز صحية ، ومعالجة أثار النفط البيئية الضارة بالانسان واحيوان والنبات والإنتاج الزراعي والحيواني ، وحفر أبار صالحة للشرب . الخ .

 هذا اضافة لاستمرار الانهيار في أبار التنقيب عن الذهب كما حدث في مدينة تلودي الذي أدي لمقتل 13 شخصا بعد انهيارها علي (40) شخصا، فضلا عن الاوضاع المزرية بمناطق التعدين كما استقالة (45) موظف وعامل في شركة مناجم العالمية للتعدين (شركة مغربية) بسبب ضعف الأجور .

 كما اشتدت المطالبة بالتحقيق حول جريمة الاغتصاب كما في مطالبة الخبير الأممي لحقوق الانسان باجراء تحقيق حول تعرض الفتاة للاغتصاب.

 كما اشرنا توفرت كل الظروف الموضوعية لاسقاط الانقلاب ، مما يتطلب المزيد من التنظيم والتحضير الجيد للاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب ، وتوفير العامل الذاتي ، وهو القيادة الثورية الموحدة بميثاق محدد يستهدف اسقاط الانقلاب ومواصلة الثور حتى تحقيق أهدافها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.