وهل يستأذن النهر الصخر المرور ؟

0 81

كتب: تاج السر عثمان بابو

.
١. جاء زلزال ٦ أبريل حاشدا ومطالبا بإسقاط حكم العسكر والحكم المدني الديمقراطي . وأعاد أجواء انتفاضة أبريل ١٩٨٥ وثورة ديسمبر ٢٠١٩ التي اطاحت بالمخلوعين جعفر نميري وعمر البشير .. وخطوة متقدمة للنصر .. وأكد عزم الجماهير على إسقاط الانقلاب بعد أن أصبح الانقلاب على قاب قوسين او أدنى من السقوط  وفشل القمع في وقف المواكب والمظاهرات وكل أشكال المقاومة الأخرى والتي تتسع رقعتها كل يوم حتى اتسع الفتق على الراتق .. واصبحت الحياة لا تطاق والمعيشية ضنكا وفقدان البلاد لسيادتها الوطنية ونهب مواردها .. وتوفرت كل الظروف الموضوعية لزوال النظام ومتبقي العامل الذاتي المتمثل في المركز الموحد الذي يقود الثورة حتى النصر ..
٢ . تدفقت سيول المواكب كالنهر لا يستأذن الصخر المرور .. رغم الاعتقالات المسبقة وترحيل المعتقلين من سجن سوبا  للولايات .. والصيام ودرجة الحرارة العالية وإغلاق معظم الكباري . واعلان الإمانة العامة لمجلس الوزراء الأربعاء عطلة رسمية .. والقمع الوحشي بالرصاص الحي والمطاطي والهراوات والقنابل الصوتية والبمبان. واستخدام السكاكين والسواطير من مليشيات الدعم السريع والكيزان وقوات حركات سلام جوبا. مما أدى لاستشهاد الطيب عبد الوهاب ناصر (19سنة) من الجريف شرق بالرصاص ليصل عدد الشهداء منذ الانقلاب الي ٩٥ شهيدا .. وإصابة إعداد كبيرة جاري حصرها .. إضافة لمنع توصيل المصابين للمستشفيات .. ومحاصرة المستشفيات وضربها بالرصاص والغاز المسيل للدموع .. كما حدت في مستشفيات الجودة  في الخرطوم والأربعين بأم درمان  وشرق النيل بالخرطوم بحري ..  إضافة لحالات الاعتقالات .
 خرجت المواكب إضافة للعاصمة الخرطوم في أكثر من ٢٠ مدينة مثل : عطبرة .. مدني .. سنجة .. سنار .. الدمازين .. كوستي .. الأبيض .. المجلد .. الضعين .. نيالا .. زالنجي ..الفاشر .. الجنينة.. بورتسودان .. القضارف .. كسلا .. حلفا الجديدة .. دنقلا .. شندي .. الخ .. علما أن بعض المدن خرجت مبكرة مثل القضارف والضعين .. الخ إضافة للمواكب الليلية للدعاية لزلزال ٦ أبريل والتي كانت حاشدة .. عبرت عن استعداد الجماهير لإسقاط الانقلاب الدموي .
٣ . جاءت المواكب في ظروف اتسعت فيها حركة المقاومة ضد الانقلاب كما في إضرابات المعلمين وأساتذة الجامعات واستقالاتهم ضد التدخل الفظ في الجامعات .. وتزايد السخط جراء الارتفاع المستمر في الأسعار والتدهور المستمر لقيمة الجنية والمعاناة .. ورفض بيع وخصخصة الميناء وقيام القاعدة الروسية على البحر الأحمر واتساع التدخل في الشأن الداخلي .. فضلا عن الاتجاه لتوحيد لجان المقاومة في كل السودان بعد صدور الميثاق الثوري لسلطة الشعب من لجان مقاومة الولايات وطرحه للتداول الجماهيري .. مما يتطلب المزيد من التنظيم وعقد الجمعيات العمومية في مجالات العمل لانتزاع النقابات أسوة بالصحفيين وأساتذة جامعة الازهري والأطباء . الخ .. فالثورة نقابة ولجنة حي .. اضافة لاستخلاص الميثاق الثوري الموحد من المواثيق المطروحة وقيام المركز الموحد .. ومواصلة التراكم النضالي الجماهيري الجاري والمتصاعد حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب  وقيام الحكم المدني الديمقراطي وتحقيق مهام الفترة الانتقالية وأهداف الثورة ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.