#أزمــــــــة_عبيـــــــــد_الشمــــــــال!

0 78
كتب: آدم أجـــــــــــــــرى
.
محمد إبراهيم نقد فى كتابه: علاقات الرق فى المجتمع السودانى، ذكر أن الإحصاء السكانى الأول فى بداية القرن الماضى أظهر أن العبيد فى الشمالية شكلوا ٢٠٪ من السكان!
الكاتب الجريئ: عبدالله الأسد، فى روايته: الجنازير المقدسة، أشار إلى أن سلالات بيضاء فى حقيقتها تعود لأرقاء هربوا إلى السودان للتخلص من العار الذى لحق بها!
مورست تجارة الرقيق على نطاق واسع فى السودان والقارة الأفريقية، شاركت فيها معظم الأجناس، شركاء الجغرافيا فى ظل الفوضى العظيمة، مارسوا الإغارة والأسر فيما بينهم بغرض الإدماج، تقوية للعائلة ضد هجمات الغير وظروف الأوبئة التى تفتك بالأطفال وتحدث إختلالات، ينتقون الأصلح لأنفسهم، والميؤوس منهم يباعون للقوافل العابرة. لم يحدث – ولا مرة – شن فيها جيش من الشمال حملة لصيد العبيد فى الجنوب والغرب فالقدرة على بناء وإدارة مثل هذه العمليات لم تك متوفرة كما أن اللعبة لها قوانينها والغازى الذى يسيئ التصرف، يقتل أو يسبى ويصفد فيكون رقيقا. التجار عملوا بتعاون وتنسيق مع الإدارات الأهلية – المتورطة- نزلوا فى ضيافتها، والأهالى بمباركتها يغيرون، يصطادون يبيعون ويدمجون. وحدها التركية التى أدارت حملات جمع الرجال بالغزوات ولم تستغن عن الصيغة التقليدية المتمثلة فى الشراء والمهدية كذلك، حيث إمتلك قادتها أعدادا كبيرة من الأرقاء، وعندما تلقوا هزيمة الإنجليز فى كررى إنداحت قبائل الشمال على بيوتهم لنزعهم منهم. الدمج المتبع لدى عائلات الأقاليم، فشل تحقيقه فى المجتمعات الشمالية لأسباب متعلقة بتعقيدات الإسلاموعروبية، ذلك أنه يهدد حظوظ أفرادها فى السلطة حتى داخل نطاق العائلة وفى الإمامة والزواج من أسر ثرية بذلك إزدادت حالة الرقيق سوءا. فوق السخرة طبق عليهم نظام الفصل العنصري لقرون، أصبحوا فى جيتوهات منبوذة ملحقة بمجتمعات الملاك دون دمج أو إعتراف العائلة والقبيلة التى – عمليا- هم جزء منها.
هذه الحالة الظالمة لعبت دورا فى إذكاء العقد الإجتماعية وخلط الأوراق السياسة. إلغاء نظام الرق لم يمنع بقاء الفصل العنصري أو يحد من ظلاله على مؤسسات الدولة، هى قضية – فى المقام الأول – تخص أصحابها الذين لا يجربون درب الثورة وقد خرجت عن الطوع هذه المرة ومضت إلى العبث مع خبير عالمى، سليل شراتى وحفيد آخر سلاطين دارفور.
وهل أحفاد الأرقاء القدامى مسؤولون عن ماضيهم وأصولهم؟ وهل إنكار منبوذيتهم مفيد لهم؟
السود الأمريكان أقروا بحالتهم حيث ما كانوا يملكون غير ذلك، إختفاءهم داخل مجتمعات البيض لم يك ممكنا، صعدوا قضاياهم عبر الأجيال وأخرجوا نجوما على وزن لوثر كنج، مالكوليم أكس، روزا باركس. أحفاد الرقيق الشماليين لم يصنعوا مناضلين ولا بنوا قضية تعويضات عن سنوات سخرة أجدادهم، ولا طالبوا بحقوقهم فى ملكية أرض عملوا فيها لقرون، فضلا عن سن قوانين تمنع أى تحيز ضدهم، وعيهم منقوص، لم يسعوا إلى بناء قضية سياسية وسيطرت عليهم عقدة عار يجهدون فى إخفائها بالإنكار تارة وبالأقنعة، وبالكراهية المتطرفة ضد أحرار دارفور جبال النوبة والغرب عموما، وزواج بيضاوات عسى أن يمكنوا أبناءهم من قلب المعادلة كلية إجراء آخر ، أو – للمرة المليون- المزيد من التقرب إلى لافظيهم بالمزايدة الرخيصة، التطرف العرقى والدينى، والفكاهة المبتذلة. فى وسطهم حدثت الواقعة الشهيرة لشاب رفض عمه تزويجه إبنته من الأم المصرية وإستنكاره: (هو أنا بنضف وإنت جاى توسخ!).
تسامح هذه الفئة مع العبارات العنصرية مثل عب، خادم، فرخة، دون ثورة، دفع بعض الشماليين وأهل الوسط إلى إستسهال جريمة العنصرية بتعميم النعوت المنحطة على ذوى البشرات الداكنة، فى غفلة عن المخاطر العظيمة وردود الأفعال المميتة. حتى فى بلاد العم سام فإن بعض المهاجرين نعتوا بها الأمريكان السود.
لم يقف تماهى سلالات العبيد مع الأسياد السابقين عند هذا الحد، بل لعبوا دور اليد الباطشة ضد مجتمعات الهامش، المجاهدون أيام حرب الجنوب بعضهم كانوا منهم، خطابات الكراهية فى وسائط التواصل الإجتماعى يتصدرونها ويبالغون، وعندما يكشف أمرهم ويشار إليهم يختفون. نشطوا فى منبر السلام العادل وساعة ذبح الثور الأسود كانوا حضورا، الآن يشتطون مع منظومة البحر والنهر حتى باتوا نجوم الإنحطاط فى الكلوب هاوس لأجل تقسيم السودان بالرضا والتوافق، إنما بالكراهية والشتم المتبوعان بحلم تأديب الأقاليم الثائرة بالحرمان من الموانئ. ذلك جزء من عمايل ال20٪ الذين أشار إليهم نقد. لم نيأس منهم بعد، ونقول لهم جربوا العمل لأنفسكم ولوطنكم والحق سيبقى معكم. كونوا يد بناء للثورة وليس معول هدم وسنكون لكم يدا يمنى.
(إقرأوا رواية: الجنازير المقدسة).

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.