عصابة البرهان تواصل الغدر الجبان

0 88
كتب: جعفر عباس
.
سيّر شباب منطقة الكلاكلة في الخرطوم مساء أمس موكبا ردد شعارات تطالب برحيل الحكومة الانقلابية، فجاءت قوات من الشرطة وأطلقت عليهم الغاز المسيل للدموع، وبينما المتظاهرون يركضون مبتعدين عن المنطقة الموبوءة بالغاز فتح العسكر النيران عليهم، وصعدت روح الشهيد علاء الدين عادل الى بارئها برصاصة في القلب، (من المصادفات المؤلمة ان شهيدا يحمل ايضا اسم علاء الدين عادل اسلم الروح في 9 يناير الماضي) واستشهد عامر عبد العزيز (ترزي) بنوبة قلبية بعد اختناقه بالغاز في محل عمله، وكان بعض حاملي السلاح يرتدون ملابس مدنية لتعزيز الكذبة السخيفة التي يرددها قادة الشرطة بأن هناك طرفا ثالثا يستخدم الرصاص الحي ضد المتظاهرين.
ظلت عصابة الانقلاب تردد دون ذرة من الحياء بأن حق التظاهر مكفول، وان المنطقة المحظورة هي فقط محيط القصر الجمهوري، ولكن وطوال الأشهر الخمسة الأخيرة لم يقترب أي موكب من القصر، ومع هذا سقط 63 شهيدا خلال تلك الفترة، ويوم الخميس الماضي حدثت مجزرة في ام درمان حيث لا قصر جمهوري.
كل ذلك والبرهان وعصابته يواصلون تدمير كل المرافق، وبعد 17 يوم تعود ديون البلاد الى ما يربو على 60 مليار بعد ان يسحب الدائنون إعفاء 23 مليار كما كان مقررا، واحترق ميناء سواكن بعد يوم واحد من تخريبه بواسطة قوات عائدة من اليمن أرادت استلام أمتعة أفرادها دون الخضوع للإجراءات الجمركية المعتادة، وقريبا سيظهر أحد كفلاء البرهان ل”يعيد تشييد الميناء” و….. الاستيلاء عليه.
كل ذلك وقادة الجنجويد يواصلون إقامة دولتهم الموازية، بالتمدد في شرق السودان وولاية النيل ومنطقة الجزيرة، وفي ولاية الخرطوم وحدها لديهم معسكرات في الجيلي وفتاشة وطيبة الحسناب والمعاقيل والجريف وكرري وصالحة، الى جانب ما يسمى بمعسكر البركان، هذا غير معسكراتهم في الفاشر ونيالا وزالنجي والجنينة وكسلا وشمال جبال النوبة وما يسمى قطاع الصحراء، ولديهم استخباراتهم وسجونهم ونيابتهم وشرطتهم الخاصة، ولديهم شركات اخطبوطية تعمل في كل مجال بلا رقيب ولا حسيب.
يعيش الانقلابيون في حالة من التوتر الشديد مع اقتراب الذكرى الثالثة لمجزرة فض الاعتصام (3 يونيو)، ويريدون بث الهلع كي لا تعطي تلك الذكرة زخما وقوة دفع جديدة للثورة المطالبة برحيلهم، وقد كان السعي لإغلاق ملف المجزرة أحد أسباب حدوث الانقلاب (إلى جانب ضمان عدم أيلولة رئاسة مجلس السيادة لمدني)، وكل الوقائع والشواهد تؤكد أن البرهان وذيوله الذليلة لا تحسن سوى الضغط على زناد البندقية، ولكن ليس في وجه عدو، وطالما هم على كراسي السلطة ستواصل أنهار الدم الجريان، وفي رحيلهم بأعجل ما يمكن تكون بداية إنقاذ البلاد من الضياع والانهيار التام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.