اليقظة لمواجهة المبادرات الهادفة لتصفية الثورة

0 82

كتب: تاج السر عثمان بابو

 .

1. تواصل فلول النظام البائد محاولاتها لاستكمال تصفية الثورة بعد انقلاب 25 اكتوبر ومراسيمه التي أعاد بها التمكين والأموال المنهوبة للذين افسدوا في الأرض ، والانقلاب الكامل علي الوثيقة الدستورية ، والقمع الوحشي للمعارضة والمواكب السلمية الذي أدي الي استشها د (116) شهيدا ، واصابة أكثر من (5 الف) شخص باستخدام الأسلحة النارية : دوشكا ، الخرطوش، والدهس بالمدرعات ، والضرب بالبمبان والقنابل الصوتية . الخ، ، اضافة لاعتقال وتعذيب المئات وتأجيج الفتنة القبلية لنهب الثروات والموارد في دارفور والشرق وجنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان . الخ ، كما جاء في نقرير مكتب الأمم المتحدة للشؤون الانسانية الأخير : أن الصراع في عدة ولايات في السودان أدي لمقتل (322) شخصا ، واصابة (329) شخص ، ونزوح (163) الف شخص خلال الفترة من يناير الي يوليو 2022 ، والتفريط في السيادة الوطنية والنهب الفظيع لثروات البلاد مع قادة حركات جوبا الذي شاركوا في الانقلاب العسكري، كما في تحركهم لاعلان توحيد مبادرات الميرغني والإسلاموي الطيب الجد بعنوان “نداء أهل السودان” التي دعمها الفريق البرهان ويشرف عليها رئيس الحركة الإسلامية كرتي ووجدت ترويجا من أعضاء واعلاميين بارزين تابعين للمؤتمر الوطني ،وتهدف المبادرة الي خلق حاضنة للانقلاب العسكري ولإعادة إنتاج نظام المؤتمر الوطني والاقمار التابعة له التي تدور في فلكه مقابل فتات من الثروة المنهوبة ، وخلاصة مبادرة “نداء أهل السودان” هي:

–  تفويض المجلس السيادي لتشكيل حكومة كفاءات مستقلة لتسيير ما تبقي من الفترة الانتقالية .

– يشمل الحوار المؤتمر الوطني

– دمج مبادرة الجد ود بدر مع مبادرة مولانا الميرغني.

– تحديد منتصف أغسطس موعدا للحسم.

 وهي مبادرة وُلدت ميتة ، في محاولتها لاستكمال تصفية الثورة وإعادة نظام المؤتمر الوطني البائد عبر انتخابات مزورة في ظل إعادة التمكين في جميع مفاصل الدولة ، الذي قامت الثورة ضده بعد الخراب الهائل الذي الحقه بالبلاد ، فقد غاب عن اللقاء الخاص بالمبادرة سفراء : الترويكا – أمريكا والنرويج وبريطانيا والسعودية والامارات .

 وتأتي مبادرة”اهل السودان” مع مبادرة  إعلان قوى الحرية والتغيير للتسوية  المدعومة من فولكر، الترويكا ،السعودية والامارات ، لاعداد إعلان دستوري يعيد إنتاج الشراكة في صيغة مجلس الأمن والدفاع وتكريس اتفاق جوبا الفاشل الذي اعاد إنتاج الحرب والانفلات الأمني والنهب وتهريب ثروات الذهب والماشية والمحاصيل النقدية.

  يأتي كل ذلك بعد الخطوات التي جرت في اعداد  المواثيق التي اصدرتها لجان المقاومة والأحزاب الثورية واعلان المركز الوحد للتغيير الجذري ، والخطوات الجارية لتوحيد المواثيق ، و بهدف استكمال الثورة وعدم قطع الطريق أمامها.

2 . معلوم أن مخطط قطع الطريق أمام الثورة بدأ بانقلاب اللجنة الأمنية في 11 أبريل 2019، في اطار سيناريو “الهبوط الناعم” الذي كان معلوما منذ تقرير المبعوث الأمريكي برينستون ليمان بعنوان “الطريق الي الحوار الوطني في السودان” بتاريخ 13 أغسطس 2013 ،الذي أشار فيه الي ضرورة طرح حوار واسع يشارك فيه حتى الإسلامويين بهدف تكوين حكومة ممثلة لقاعدة واسعة، كان ذلك بعد نهوض الحركة الجماهيرية وترنح نظام الانقاذ وخوف أمريكا من قيام ثورة شعبية نؤدي لتغيير جذري في البلاد، وينتج عنها نظام ديمقراطي يهدد مصالحها وحلفاءها الدوليين والاقليميين في المنطقة ، وبهدف الاستمرار في نفس سياسة التبعية مع تغييرات شكلية في الحكام .

وبعد أن قامت الثورة اختطفتها قوي”الهبوط الناعم” التي تحالفت مع انقلاب اللجنة الأمنية الذي استخدم المجلس العسكري بعده تكتيكات ومناورات وخداع ، وعنف وحشي في مجزرة فض الاعتصام...

بعد مجزرة فض الاعتصام تدخلت محاور اقليمية ودولية للتوقيع علي الوثيقة الدستورية التي هيمن فيها العسكر علي السلطة ، وبعدها انقلب العسكر علي الوثيقة الدستورية ، واختطفوا ملف السلام من مجلس الوزراء ، ووقعوا علي اتفاق جوبا الجزئي القائم علي المحاصصات والمسارات، والذي هدد وحدة البلاد ، والذي كان انقلابا كاملا علي الوثيقة الدستورية ، وتعلو بنوده عليها، مما أعاد تكرار  تجارب الانتقال الفاشلة كما في الديمقراطية الأولي والثانية والثالثة ، والحلقة الجهنمية بالانقلابات العسكرية ومصادرة الديمقراطية.

وبعد تكوين حكومة الشراكة وتعيين حمدوك رئيسا للوزراء ، استمر مخطط الفلول للانقلاب الكامل علي الثورة والردة لعودة النظام البائد الشمولي ، كما في تخريب الاقتصاد ، وخلق الفتن القبلية في الشرق والغرب وجنوب وغرب كردفان ونسف الأمن في المدن ، وتجريك مواكب “الزحف الأخضر” التي تم فيها استخدام العنف وتخريب الممتلكات العامة، وقطع الطرق الرئيسية كما جري في طريق شندي – عطبرة ، وطريق بورتسودان .الخ ، باسم كيانات وتجمعات وإدارات أهلية لا وجود لها وسط الجعليين والبجا ،وأهدافها الواضحة في الانقلاب العسكري ، كما في دعوة محمد الأمين ترك لتسليم السلطة للمكون العسكري ، وحل لجنة التمكين. الخ، وحتى المحاولة الانقلابية والتي رفضتها جماهير الثورة كما في موكب الحكم المدني في 30 سبتمبر ، ومهزلة الانقلاب المدني في قاعة الصداقة ، وأحداث الارهاب في جبرة ، والشرق التي الهدف منها نسف الأمن واعتصام القصر “الموز” الذي مهد للانقلاب العسكري في 25 أكتوبر.

 وأخيرا ، مهم اليقظة وفتح العيون جيدا لاحباط مخطط الفلول لإعادة نظام المؤتمر الوطني الفاشل ، وتجربة الوثيقة الدستورية التي هيمن فيها العسكر علي السلطة ، ومهد للانقلاب علي الثورة ، وتمتين تلاحم قوي الثورة وتوحيد مواثيقها ، ومواصلة المقاومة الجماهيرية بمختلف الاشكال حتى الانتفاضة الشعبية الشاملة والاضراب السياسي العام والعصيان المدني لاسقاط الانقلاب وقيام الحكم المدني الديمقراطي الذي يرسخ الديمقراطية ويضمن وحدة البلاد وسيادتها الوطنية ، وحل كل المليشيات وقيام الجيش القومي الموحد ، وعوددة شركات الجيش والدعم السريع والأمن والشرطة لولاية وزارة المالية ، ويحافظ علي ثرواتها من النهب،  وتحسين الاوضاع المعيشية والاقتصادية، ويضمن قيام علاقات خارجية متوازنة مع كل دول العالم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.