0 86
كتب: محمد عبد الرحمن الناير (بوتشر)
.
بعث لي أحد الشباب المصريين برابط لايف في حسابه بالفيسبوك، وقد كان ملخص حديثه حول التكامل بين السودان وإثيوبيا ومصر ، أو بالأحرى بين دول حوض النيل!.
رغم عدم معرفتي المسبقة به إلا إنني أشكره على رسالته والمبادرة التي تقدم بها، فوددت الرد عليه كتابةً عبر هذا المختصر :
إن ما يتعلق بفكرة التكامل الثلاثي أو بين دول حوض النيل لا غبار عليها، بل أن شخصي من المؤمنين بضرورة وحتمية ميلاد “الولايات المتحدة الإفريقية ” أي وحدة دول القارة في كيان سياسي واحد متجاوزاً للحدود السياسية التي رسمها الإستعمار وسارت عليها “حكومات ما بعد الإستعمار”.
ولكن قبل الحديث عن التكامل بين هذه الدول التي ذكرتها، فإنني كمواطن سوداني، وأجزم أن معظم السودانيين يتفقون معي في الرأي، أن حجر الزاوية في أي علاقة تكاملية أو إستراتيجية مع مصر لابد أن تمر عبر جسر “حلايب وشلاتين وأبو رماد” وعودة تلك المناطق للسيادة السودانية كاملةً غير منقوصة، والتباحث حول الديون المائية المتراكمة للسودان على مصر “عشرة مليار لتر مكعب سنوياً” وكيفية تعويض السودان عن هذا المورد، ومعالجة قضية “أقدم حضارة جنوب الصحراء ” التي طمرتها مياه السد العالي، وذلك لتهيئة الأجواء لبناء علاقات صحية يشوبها الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وحسم هذه المسائل من الأهمية بمكان للوصول إلى التكامل والإتفاق على ماهيته ومحدداته، لجهة أن أي علاقة إستراتيجية لابد أن تبني على أسس متينة وأرضية صلبة، وحلحلة كافة القضايا العالقة ، من أجل طي الخلافات التأريخية والعمل على وحدة إفريقيا أرضاً وشعوباً، وليس البناء على ما هو قائم الآن من علاقة يشوبها فرض الأمر الواقع بكل عِلّاته، فلا يمكن أن يستقيم الظل والعود أعوج!.
إن القضايا التي ذكرتها في معرض ردّي ، هي قضايا السودانيين جميعاً، شرقاً وغرباً وجنوباً وشمالاً ووسطاً، فإن تنازلت أو صمتت عنها “حكومات” لأسباب تخصها، فلن يتنازل عنها الشعب السوداني وإن تطاول الزمن.
0 86